رسالة إلى مسؤول
يعقوب بن حميد المقبالي
تعلمون أن الإنسان إن وجدَ جميع الخدمات والتسهيلات ولو كان فوق قمة جبل سيعيش مهما كانت التضاريس، ومن حق أي إنسان كان مواطن أو مقيم أن يتمتع بتلك التسهيلات، وخصوصًا عندما نتحدث عن ربط البُّلدان بالشوارع الآمنة التي تربط المناطق ببعضها البعض.
هنا لنا وقفة كوقفاتنا السابقة، سواء كانت صدرت مني شخصيًا أو من الإخوة الذين يطالبون بإصلاح وتعجيل أعمال شارع (الحوقين- ملي)، فهذا الشارع كما جاء في مناقصة إنشائه تم وضعه في غير المكان الذي خُطط له سابقًا، فقد أراد الله أن يحقق آمال من أراد له في المكان الذي يمر فيه حاليًا، بدون أن يراعي أصحاب القرار خطورته أثناء هطول الأمطار وجريان الأودية بموقعه المقترح، نعم لديهم نظرة أن يُنجز هذا الشارع ويحصلون على كلمة شكر وإشادة وتقديرًا من المسؤولين، متناسين خطورته وخطورة المناطق التي يمر عليها، فلو خُطط بالشكل الذي تم رسمه مسبقًا فإنه وبلا شك أن نتفاخر به جميعا، ولكن تخطيطه جاء معاكسًا لرغبات المواطنين الذين يسكنون بهذه المناطق، فهم متعايشون مع الطبيعة ويعرفون ماذا يحدث أثناء هطول الأمطار وجريان الأودية، فالمسوؤلين المختصين على علم بذلك ويعرفون أن منابع هذا الوادي يبدأ من بعض المناطق التابعة لولاية عبري بمحافظة الظاهرة.
وعندما نتساءل من هو المسؤول عن هذا الشارع؛ فقد تمت إفادتنا بأن هذا الشارع من اختصاص إدارة البلديات بمكتب محافظ جنوب الباطنة، وهنا نتوجه للمختصين بسؤال ونتمنى التكرم والأخذ به بعين الاعتبار، أين هم المسؤولين المختصين بإدارة البلديات حتى ينظرون إلى حالة الناس الذين يسلكون هذا الشارع ومعاناتهم؟ حيث أنهم الآن أصبحوا يمشون في طريق غير مسلفته (ترابيه)، والكل يعلم أنّ هذا الشارع يربط بين ثلاث محافظات (محافظة جنوب الباطنة، ومحافظة شمال الباطنة، ومحافظة الظاهرة)، كما أننا نلاحظ أن هناك أفواج من المواطنين من مختلف المحافظات والمقيمين يأتون عن طريق هذا الشارع، وخصوصًا أثناء وجود المياه، يبحثون عن الاستجمام وراحة النفس بعيداً عن حيطان المنازل وضجيج السيارات، فقد حان الوقت أن ينظروا فيه بنظرة رأفة وتأمل بإنجازه وإصلاح الضرر خدمةً وراحة للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض المباركة.
كما أننا دائمًا ما نسمع ونقرأ أن هناك تشجيع للسياحة الداخلية؛ فكيف نجعل هذه السياحة تثري ونحن لم نسخّر لها إمكانياتها، مثل التنقل في ربوع هذا الوطن بالشوارع الآمنة من المخاطر وتسهيل الحركة به حتى أننا نضمن أن سياحتنا تمشي بخُطى وثوابت بجميع المحافظات لينعم بها هذا المواطن والمقيم، فإن مثل هذا الشارع المتهالك من جراء هطول الأمطار وجريان الأودية يجب الإسراع في تنفيذه وتسخير الإمكانيات التي تتطلب الحزم والعزم في تنفيذه، وحتى نستطيع ترجمة السياحة ونثريها بمعناها الصحيح في سلطنة عُمان، وحتى نستطيع جذب السائح من خارج البلد ليتمتع بالسياحة، ونؤمن له خدماته الأساسية من شوارع وغيرها من البنى التحتية.
وكذلك لنا وقفة أخرى في مقالي هذا للمختصين بإدارة البلديات بمكتب محافظ جنوب الباطنة، حيث توجد هناك وصلة بمسافة بسيطة تقدر بمسافة مائتين مترًا أو أقل أو أكثر بقليل في نفس الشارع الذي يربط مناطق وادي بني هني ونيابة الحوقين، قد تأثرت من جراء هطول الأمطار وجريان الأودية والشعاب، ألا وهي (شرجة صميا) صار لها أكثر من سنتين والناس تعاني لا حيلة لها ولا قوة، تنتظر إصلاح ما تضرر بهذه المسافة، ولم نرى أو نسمع أي تقدم بتنفيذها، مع العلم أن عند هطول الأمطار وجريان الأودية تبقى الناس محبوسة تنتظر من كلا الجهتين، وهؤلاء الناس من لديهم أطفالًا ونساء ومرضى، يريدون أن يسعفونهم إلى المستشفى أو أنهم قادمون من أعمالهم أو العكس صحيح، وينتظرون أقل تقدير ساعة من الزمن، بمعنى أن الطريق مغلوقة بغض النظر أن أكتاف هذا الشارع متهالكة ولم ينظر إليها أحد، وهنا نوجه سؤالنا للمختصين بإدارة البلديات بمكتب محافظ جنوب الباطنة، ألم يحن الوقت لإصلاح هذه المسافة وإصلاح أكتاف الشارع الذي يعاني منها الجميع وتنفيذها وإعادة مسارها، وعمل لها عبارات لانسياب المياه أثناء هطول الأمطار وجريان الأودية؟ فنحن نعتقد أن العبارات لا تتعدى أعدادها بين أربع عبارات تقريبا.
وهنا نُذّكر الجميع أنه يجب علينا جميعًا مراعاة مصالح البلد، وأن يجتهدوا بما خولوا به من أمانة تجاه هذا الوطن الذي نتباها به جميعًا قولًا وعملا، ولنجعل بلادنا الحبيبة سلطنة عُمان عالية خفاقة كما أراد لها قائدها المفدى جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- الذي يكرس همه وعمله وانسانيته الكريمة ليحظى الجميع برعاية وهناء على أرض وطنهم العريق أينما كانوا، نعم إن سلطنة عُمان تستحق منا جميعًا أن نجتهد لأجلها، فمن لم يراعي مصالح البلد كأنه لم يؤدي جميل بلاده التي احتضنته وترعرع على ترابها الماجد.
نسأل اللّه تعالى التقدم والإزدهار لهذا الوطن المجيد تحت ظل الرعاية السامية لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه اللّه ورعاه- لتكملة المسيرة المظفرة، التي تأتي وكلها مصّوغة بضبطها وربطها بقوانين وأنظمة خدمة لهذا البلد والمواطن الكريم والمقيم على أرض سلطنة عُمان، فتوجيهات جلالته ودعمه واضحة لمواصلة الإصلاح لما تأثر من جراء هطول الأمطار وجريان الأودية، فقط ينبغي علينا التكاتف والتعاون والإخلاص والوقوف في ميادين العمل، وبإذن الله تعالى سنجعل سلطنة عُمان كما رسموا لها سلاطين هذا الوطن الذين نذروا أنفسهم خدمةً لكل شبر من ترابها، وخدمة لشعبها وكل من عاش معنا حراً أبيًا، مكفولاً بأمنه وسلامته.