سلطنة عُمان تستضيف حفل توزيع جوائز الآغا خان للعمارة لعام 2022م
مسقط / العُمانية
تستضيف سلطنة عُمان نهاية شهر أكتوبر المُقبل حفل توزيع الجوائز على الفائزين في جائزة الآغا خان للعمارة لعام 2022م في ذكراها السنوية الخامسة والأربعينبمشاركة463 مشروعًا مُنافسًا، في الدورة الـ 15 للجائزة.
وقال سعادة السيد سعيد بن سُلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة رئيس فريق العمل المختص بالإعداد والتحضير لاستضافة سلطنة عُمان لجوائز الآغا خان: إنّ استضافة سلطنة عُمان لحفل توزيع جائزة الآغا خان للعمارة لعام 2022م تؤكد تمامًا على أن سلطنة عُمان أصبحت مقصدًا عالميًّا للثقافة والأدب والفن.
وأشار سعادة السيد إلى أن الاستضافة التي تأتي في إطار تحقيق مجالات الاستراتيجية الثقافية الـ 11 تعكس النشاط الثقافي في سلطنة عُمان بمحاور تتواءم مع التحوّلات العالميّة وفق أنسجتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية واتساقًا مع أهداف الاستراتيجيات الوطنية والإقليمية والدوليّة والتي تأمل سلطنة عُمان من خلالها بالإسهام في تعزيز المشهد الثقافي العُماني.
وأضاف: نسعى من خلال هذه الاستضافة النوعية إلى تعزيز دور سلطنة عُمان كوجهة ثقافية رائدة عالميًّا ومدّ جسور التواصل بين مختلف شعوب العالم، إضافة إلى تقوية التمازج والحوار الحضاري، ما يبرز دور السلطنة ومفردات الثقافة العُمانية، وما تتميز به من تنوع وأنماط معرفيّة وحضارية ثرية. كما نأمل أن تسهم هذه الاستضافة في استقطاب المزيد من الفعاليات المتفردة التي تروج للمشهدين الثقافي والسياحي.
وقدّم سعادة السيد التهنئة للمشروعات الستة الفائزة في الدورة الـ 15 للجائزة مع الأمنيات بأن يكون أحد مشروعات سلطنة عُمان ضمن المشروعات الفائزة في السنوات المقبلة.
من جهته قال الدكتور فرخ درخشاني مدير جائزة الآغا خان للعمارة: سعداء جدًّا ونحن نعلن استضافة سلطنة عُمان حفل توزيع جائزة الآغا خان للعمارة في نسختها الـ 15 حيث يجتمع المهندسون المعماريون والخبراء في مسقط في نهاية أكتوبر القادم احتفاءً بالتراث المعماري الغني الذي يتميز به العالم الإسلامي، وتسليط الضوء على المشروعات الاستثنائية التي تم بناؤها في العقد الماضي.
من جانبها أعلنت لجنة التحكيم المكونة من تسعة أشخاص المشروعات الفائزة في هذه الدورة وهي: مشروع “المساحات النهرية الحضرية” في منطقة الجنيدة في بنجلاديش نفذته “شركة الإبداع لمهندسي العمارة” بإشراف مهندس المناظر الطبيعية خوندكير حسيبال الكبير، ويتولى قيادة المشروع أبناء المجتمع المحلي، وهو يسهم في توفير أماكن عامة في مدينة نهرية يسكنها 250 ألف نسمة، فضلًا عن توفيره ممرات وحدائق ومرافق ثقافية، إضافةً للجهود التي يتم بذلها للحفاظ على البيئة وزيادة التنوع البيولوجي على طول النهر.
وفاز مشروع المساحات المجتمعية في منطقة تكناف استجابةً لأزمة اللاجئين “الروهينجا” وهو أيضًا من بنجلاديش وقام بتنفيذه المهندسون المعماريون رضوي حسن وخواجة فاطمة وسعد بن مصطفى، وهو عبارة عن هياكل مبنية بشكل مستدام في أكبر مخيمات اللاجئين في العالم، وقد جرى التعاون في تنفيذها على أرض الواقع دون الحاجة لوضع مخططات أو نماذج.
وفاز مشروع “مطار بليمبينغساري” الإندونيسي في مدينة بانيووانجي ونفذه المهندس المعماري أندرا متين، حيث يقدم المطار خدماته لأكثر من 110 آلاف مسافر محلي يوميًّا، وتشير أسطح المطار إلى التقسيمات الواضحة بين صالات المغادرة والوصول.
وفاز مشروع “متحف أرغو للفن المعاصر والمركز الثقافي” من الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العاصمة طهران، وهو من تصميم شركة أحمد رضا شريكر للهندسة المعمارية – الشمال، حيث تتميز المواد البارزة والمختلفة في الإضافات الجديدة عن النسيج التاريخي المبني من القرميد في متحف الفن المعاصر والموجود في مصنع جعة المهجور وعمره 100 عام.
وفاز مشروع “تجديد دار نيماير للضيافة” اللبناني في طرابلس ونفذه “أستوديو الشرق للهندسة المعمارية” وهو من تصميم أوسكار نيماير ولكن تم التخلي عنالدارعندما اندلعت الحرب الأهلية في عام 1975، حيث تم تحويل دار الضيافة إلى منصة تصميم ومنشأة إنتاج لصناعة الأخشاب المحلية.
كما فاز مشروع “مدرسة (سي إي إم) كمانار الثانوية” السنغالي في مدينة ثيونك إسيل بالسنغال، ونفذه أستوديو “داو أُوفيس” للعمارة، حيث قام المتطوعون في هذه المدرسة الثانوية باستخدام التقنيات المحلية فضلًا عن استخدام الطوب المصنوع من الطين مع ترك مسافات بينها للتهوية، ما يسهم في تبريد الهواء من خلال تبخر الماء.
وتخضع جائزة الآغا خان للعمارة لإدارة لجنة توجيهية يترأسها الآغا خان، بينما تضم قائمة الأعضاء الآخرين في اللجنة التوجيهية كلًّا من: الشيخة مي بنت محمد آل خليفة (رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار في المنامة سابقًا)، وإمري أرولات (مؤسس مكتب إمري أرولات لهندسة العمارة في إسطنبول)، وميساء البطاينة (مهندسة معمارية وصاحبة “مكتب ميسم معماريون ومهندسون” في عمّان)، والسير ديفيد تشيبرفيلد (مدير مكتب ديفيد تشيبرفيلد لمهندسي العمارة في لندن)، وسليمان بشير ديان (مدير معهد الدراسات الإفريقية بجامعة كولومبيا في نيويورك)، وناصر الرباط (أستاذ الآغا خان للعمارة الإسلامية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج)، ومارينا تبسُّم (مديرة شركة مارينا تبسُّم لهندسة العمارة في دكا)، وسارة م. وايتينغ (عميد كلية الدراسات العليا للتصميم بجامعة هارفارد في كامبريدج)، وفاروخ دراخشاني ويشغل منصب مدير الجائزة.
أما الأعضاء التسعة في لجنة التحكيم العُليا المستقلة الذين اختاروا 20 مشروعًا ومن ثم المشروعات الفائزة، فهم: ندى الحسن (مهندسة معمارية متخصصة في الحفاظ على التراث المعماري والعمراني)، وآميل آندروس (أستاذ في كلية الدراسات العليا للهندسة المعمارية والتخطيط والحفظ بجامعة كولومبيا)، وقادر عطية (فنان يستكشف الآثار واسعة النطاق للهيمنة الثقافية الغربية والاستعمار) وكازي خالد أشرف (المدير العام لمعهد البنغال للعمارة والمناظر الطبيعية والمستوطنات في دكا، بنجلاديش) وسيبل بوزدوغان (أستاذ زائر في العمارة الحديثة والعمران في قسم تاريخ الفن والعمارة، جامعة بوسطن) ولينا قطمة (مهندسة معمارية فرنسية- لبنانية تقود ممارسة حيث يتعلم كل مشروع من الماضي العامي لبناء “ديجا لا” جديدة)، وفرانسيس كيري (الحائز على جائزة الأغا خان للعمارة(AKAA)ومهندس بوركينا فاسو ذائع الصيت عالميا وقد حصل على الجائزة في عام 2004 عن مشروعه الأول وهو مدرسة ابتدائية في غاندو، بوركينا فاسو)، وآنا لاكتون (مؤسسةLacaton & Vassalفي بوردو عام 1989، التي تركز على كرم الفضاء واقتصاد الوسائل). ونادر طهراني(المدير المؤسس لNADAAA، وهي ممارسة مخصصة لتصميم الابتكار والتعاون والحوار مع صناعة البناء).
يذكر أن جائزة الآغا خان للعمارة تأسست عام 1977وتسعى لتحديد وتشجيع وتعزيز مفاهيم البناء التي تلبي بنجاح احتياجات وطموحات المجتمعات التي يوجد المسلمون فيها بشكل كبير منذ إطلاقها قبل 45 عامًا وقد حصل 128 مشروعًا على الجائزة وتم توثيق حوالي 10 آلاف مشروع بناء.
ولا تقتصر عملية الاختيار لنيل جائزة الآغا خان للعمارة على المشروعات التي توفر الاحتياجات المادية والاجتماعية والاقتصادية للأشخاص فحسب، بل تتعداها لتشمل الاستجابة لتطلعاتهم الثقافية أيضًا، وتعترف جائزة الآغا خان للعمارة بالمشروعات المعمارية المتميّزة من نواحي التصميم المعاصر والسكن الاجتماعي وتحسين المجتمع وتطويره، بإلاضافة إلى أنها تشتمل أيضًا على الترميم التاريخي، وإعادة الاستخدام والمحافظة على الموارد، فضلًا عن تصميم المناظر الطبيعية وتحسين البيئة. وتهتم الجائزة أيضًا بمخططات البناء التي تستخدم الموارد المحلية والتكنولوجيا المناسبة بطرق مبتكرة، وكذلك المشروعات التي من المحتمل أن تتطلب جهودًا مماثلة في أماكن أخرى من العالم.
وتقوم الجائزة بتكريم مهندسي العمارة والأطراف التي تشارك في المشروعات مثل البلديات وعمّال البناء والحرفيين المهرة والمهندسين الذين لعبوا جميعًا أدوارًا مهمة في إنجازها.