عيشتنا معلقة بين منخفض ومرتفع
سالم بن رشيد الناعبي
أسعار النفط والغاز تحقق مكاسب مالية عالية .. وعائداتهما تسمن الميزانية .. المهمُ أنهما لم يحركا قيد أنملة؛ تجعلنا نفرح بعيشة راضية .. فيما الفقر والعوز يصعدان سلم الخوف والقلق .. والضرائب تهاجمنا مكشرة أنيابها لتنهش جيوبنا الخاوية .. ونار غلاء الأسعار تكوي القلوب الصابرة .. وتجار الاحتكار من الكبار يوقدون نيران الأسعار ..طمعا وجشعا بلا رحمة لعباد الرحمن …لا يخافون النار الحامية .. يوم يتساقطون في الهاوية …والغش يرونه حلالا طيبا …والاستغلال في تجارتهم فن ومهارة وشطارة ..لكنه عند الخالق قذارة … والعطاء في ميادين العمل مندثر …والموظفون في مكاتبهم يتثاءبون ويتلاومون .. والمسؤولون وراء الأبواب صامتون عن المواطن متوارون ، بإنجاز المعاملات متحججون ، أمام مسؤوليهم متبجحون … قافلة البطالة تمشي على طريق الخطر .. والتعليم يسير من التفوق إلى النجاح إلى القبول ثم السقوط ..والشرطة بالنظام والإخلاص في شموخ .. إنجازاتها برق وسطوع … لا يُظلمون ولا يَظْلمون .. هم للأمن حافظون ، وفي الحق عادلون ، يستحق رجالها النياشين والأوسمة لتزهو بها صدورهم …ودرجات الرواتب تنكسر .. ولنظام التقاعد ننتظر .. والفساد في الأراضي يرتفع.. والأحكام في قصور العدالة تنخفض .. الشرطة بعدالة القانون تحفظ الحقوق، وفضيلته يبطلها .. والخدمات الصحية تجري في أرض المستقر.. وزيارة الوزير لمريضة أثلجت الصدر، والأمراض النفسية تحقق مكاسب للصيدلية.. وأصحاب الديون يتكدسون في السجون .. والخاتمة صاعقة…فعندما تغيب خدمة إستراتيجية في قمة الأهمية عن وطن كامل في يوم أسود؛ فإن ذلك يحتاج إلى مراجعات أمنية متأنية.