حوادث متكررة
بدرية بنت حمد السيابية
كانت سعيدة بعودتها إلى الدراسة تحمل بين نبضات قلبها الفرح والسرور وحبها الأكبر برؤية معلماتها وزميلاتها، وازداد شوقها لتحية العلم بين الصفوف ليعلو صوتها عاليًا “تحيا سلطنة عُمان حرة”، وها هي تودع زميلاتها في أول يوم دراسي، وهي تنزل من الحافلة لا تعلم بأن هذا اليوم هو يوم الوداع، فهي لن تلتقِي بهن مرة ثانية، ولن ترَى مدرستها مرة ثانية، ولا معلماتها!!! ، وكان شوقها لرؤية أمها يزيدها فخرا. رحلت “حور” لتسكن روحها بجوار ربها “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
(البقرة: من الآية 156).
وحسب ما علمت بأنه تم توصيل هذه الطالبة المتوفاة عن طريق الحافلة المدرسية بعيدًا عن منزلها، لتعبر الشارع من الجهة الأخرى وتأتي سيارة أخرى مسرعة لتدهسها، وليس لها لا حول لها ولا قوة لتزهق روحها وترحل بعيدًا عن أهلها وأحبائها، فمن المسؤول عن هذا الإهمال؟ ليس إهمالًا وحسب، ولكنه استهتار وعدم تحمل المسؤولية مِن قبل بعض قائدي الحافلات والسيارات بشكل عام، وأين الرقابة من قبل المدرسة أو الوزارة ؟ لماذا دائمًا الاستعجال وعدم التريث؟ لماذا لا يتعلم بعضهم من أخطائهم المتكررة؟.
نعم هناك سائقو حافلات تجدهم يتسابقون في توصيل الطلبة سواء للمدرسة أو للمنازل، وحدثت مواقف كثيرة، كنسيان طالب في الحافلة، وتوفي العديد نتيجة الاختناق، أو دهسهم، أو حتى التحرش بهم؛ ففي بلدان أخرى رغم وجود كاميرات في كل حافلة مدرسية ويفعلون ما يفعلون بالطلبة وقصص كثيرة لربما بعضنا قد سمع عنها، فما بالكم ونحن الذين لا توجد لدينا كاميرات مراقبة ولا حتى مشرفون، ألا يخاف أمثال هؤلاء من عقاب ربهم؟!
إنّ من المشاهد التي صادفتني خلال اليومين الماضيين أن سائق الحافلة يقف وباب الحافلة مقابل الشارع، ويمشي الطلبة من خلف الحافلة ليصعدوا، علما بأن ذلك الطريق سالك بين الطالب والشارع (مجرد موضع شعرة) كما يقال.
وهذا فعلًا ما نعاني نحن – أولياء الأأمور- منه؛ لذلك نتمنى أن تكون هناك أنظمة وقوانين صارمة لتردع كل متهور ومتمرد أو مستهين بأرواح الطلبة، وأن تكثف عمل برامج وورش لجميع قائدي الحافلات؛ حتى يكون لديهم إدراك ووعي وتفادٍ لنفس هذه الحوادث في الحاضر والمستقبل.
نسأل الله السلامة للجميع.