قريـة تتحدى الصعاب
خليفة الحسني
قريـة المزاحيط هي إحدى قـرى ولاية الرستاق العامرة، تمتاز بموقعها وعلو ارتفاعها، بها مفردات الطبيعة تـزيدها جمالًا، حباها الله به فضلًا عـن أصالتها وامتـداد جذور تاريخها وما زالت تحتضن الكثير من الشواهـد والمعالم التاريخية والأثرية التي تمتاز بها منذ مئات السنين؛ كحصنها وموقعـه الـدفاعـي الشاهـق، والبيوت الأثرية، والمساجد، ومناطقها السياحية أهمها القطارة والمعمور والكثير مما تفتخر به هـذه القرية، فضلًا عـن علوها سطح الأرض وصمودها أمام عوامل الطبيعة، ولهذا السجل التاريخي الحافل التي تمتاز به وهذه الأصالة ومفردات الطبيعة؛ فإنها تستغيث رغـم تحديها لما يصيبها من عـزلة فرضتها الطبيعة عليها وفرضت على أهلها المعاناة بسبب ما هـو عليه من تعطل باستمرار، فأنها تناجي وتتضرع إلى رب السماء بأن يزيح همها وهم أهلها من معاناة مزمنة أثقلت كاهلهم وعـزلتهم عن محيـط ولايتهم، ومن مشقة وعناء بسبب ما يصيب طريقها ومدخلها الـذي هو شريان حياة أهلها، ومن تلك العوامل الطبيعية التي تستغيث منها ومن تضررها وعلى مـدار خمسون عامًا وهي تتأمل الفرج مما يصيبها ويصيب أهلها من معاناة.
نعم إنها تستغيث بمن بيده أمرها؛ وذلك بسبب تعطل الحركـة لأبنائها، وتعـطل مدخلها ومخرجها الوحيد، ومما يتكالب عليها من انقطاعات مستمرة لهذا الشارع لأقـل رحمة من الله وبهطول الأمطار ونزول الأوديـة مما يغلق شريان نبضها وتوقف حركتها من وإلى، وما لها من القـدر بأن تكون لها من المعاناة المزمنة هـذه السنين وبكونها ملتقى عـدة أودية جارفـة.
هكذا هي قـرية المزاحيط تناجي السماء بالفرج القريب لإصلاح شارعها ومدخلها، وعمل لها جسر يوصل أهلها بالحياة اليومية حتى تواكب الحياة اليومية، وهـذا أبسط الحقوق والاستحقاقات لأهلها؛ لذلك هي تنتظر بفارغ الصبر مواصلة مكارم الحكومة لها
فأنها قـد نالت الكثير من المكارم والخدمات التي توليها الحكومة الكريمة لأبناها أينما كانوا، فضلًا عـن التوجيهات السديدة والأوامر الكريمة بضرورة تذليل الصعاب لمن هم بحاجة من أبناء هـذا الوطن المعطاء وكل من يقيم على أرضها الطيبة، وبأن توفر لهم كافـة الخدمات وخاصة الضرورية منها وعلى مستوى المرجعية الإداريـة بالولايـة، فكم من إدارة ولجان محلية ومسؤولين كانوا على رأس عملهم بهـذه الولاية بالجهات المعنية ترفع لهم المطالب واستغاثة الأهالي مستمرة لهم وعلى ممر هـذه السنين؟ وكم من مخاطبات رفعت من أهـل هـذه القرية حول إيجاد ما يريحهم من معاناة والتي ما مازالت رغـم الصعاب وخاصة مع نزول هـذه الأودية ومع توقف حركة السير بالساعات بـل بالأيام؟! فـدائما تقـع حالات مستعجلة، مثل نقـل مريض للمستشفى أو إذا سمح الله هناك حريقًا، والكثير من الحالات المستعجلة ولا يوجـد منفذ آخر؛ لهذا نقول بأن المزاحيط تستغيث، وحالها مثل أي قريـة بالولايـة التي لها مطالب ملحة مثلها.
حفظ الله قريتي وأهلها، وحفظ الله هـذا الوطن الغالي والمخلصين من أبناءه، وحفظ الله مولانا جلالة السلطان المعظم أبقاه الله وأمده بموفور الصحة والعافية والعمر المديد.