الرحيل المر
مريم الشكيلية
الجميع عاد إلى بيته يا أمي…
وأنا عدت إلى بيتك أفتش عنك بين حجراته…
على وقع المطر يتوسد جسدك المتعب تربه برائحة السيل وفيض دمع ودعوات…
كيف لي أن أدفع بابه، ولا يأتيني صوتك محتضننا، واشتباك أصابعي مع أصابعك..؟!
صغيري يسألني عنك، وعن هداياك، وقطع السكاكر التي تدسينها في جيوب ملابسه…. فماذا أقول له…؟
وكيف أصف له حجم الحنين وتراكم الفقد….؟
بماذا أخبره حين يسألني هل حقاً ما عدتِ بيننا….؟
تركتني يا أمي، وعبيرك عالق في جدران بيتنا الكبير….
رممتِ كل انهيارات روحي إلا من فقدك….
أجر قدميّ في مساحات بيتك لعلني أتنفس روحك ورائحتك في كل الأشياء..
لم أكبر بعد يا أمي على رحيلك، ولم يتوازن جسدي بثبات حين أبكيكِ….
لا زلت بحاجة إلى ذراعك وراحة صدرك من إرهاقات الحياة….
أستودعك الله يا أمي، ورحمته تحفك إلى أن ألتقيك في جنان خلد ومستقر….
إهداء النص (إلى الذين تذوقوا مرارة فقد الأم)…