الشارخة ثروة طبيعية مرتفعة السعر وعالية الجودة الغذائية
جعلان بني بوحسن / العمانية
تنعم البحار العمانية بالعديد من الأسماك القاعية والسطحية والقشريات والرخويات التي تمثل ثروة كبيرة وتتميز بقيمتها الغذائية
العالمية وبأسعارها المرتفعة في الأسواق المحلية والعالمية.
واتجه بعض صيادي السلطنة وعلى وجه الخصوص صيادو محافظة ظفار ومحافظة
الوسطى ومحافظة جنوب الشرقية لصيد الشارخة التي يبدأ موسمها من ١ مارس إلى ٣٠
أبريل من كل عام لصيد هذه الثروة التي تعد أغلى الثروات البحرية.
ووضح سالم بن سلطان بن راشد العريمي مدير دائرة التنمية السمكية بجعلان بني
بوعلي بالأشخرة إن صيادي الولاية يمارسون صيد الشارخة بحكم تمتع هذه القرى
الساحلية التابعة لها بمواقع بحرية غنية بأسماك الشارخة نظرا لطبيعة بحر العرب وما
يتمتع به من تنوع بيئي بحري به جميع الكائنات البحرية ذات القيمة الممتازة حيث تعيش
أسماك الشارخة بين الصخور والشعاب المرجانية وفي البيئات الرملية والطينية وفي
أعماق ضحلة.
وأشار الى أن موسم صيد الشارخة يعتبر من اهم المواسم التي يعول عليه كثير من
الصيادين وتشكل مردودًا اقتصاديًا جيدا لصيادي هذه المحافظات وقد بذلت جهود إرشادية
ورقابية للمحافظة على هذه الثروة الوطنية الثمينة واستغلالها بالطرق المثلى وتنميتها
لاستدامتها للأجيال القادمة.
وقال لوكالة الأنباء العمانية: إن بعض ولايات محافظات ظفار والوسطى وجنوب
الشرقية المطلة على بحر العرب تتمتع بمواقع بحرية غنية بأسماك الشارخة وقد حددت
وزارة الزراعة والثروة السمكية مواسم صيد الأسماك وفقا لقانون الصيد البحري حفاظًا
على الثروات البحرية ومن أجل تكاثرها بجميع انواعها وتمثل مواسم صيد الأسماك
اهميه اقتصادية واجتماعية وثقافية للقاطنين على المناطق الساحلية بالمحافظات وتتنوع
المواسم بين صيد الشارخة والحبار والروبيان والكنعد.
وذكر سالم العريمي ان المؤشرات الأولية للإحصاءات السمكية تبين ان انتاج السلطنة
من الشارخة لعام 2018 كانت كميات جيدة وذات قيمة اقتصادية ممتازة للصيادين. مشيرا
الى أن الإحصاءات السمكية بوزارة الزراعة والثروة السمكية توضح ان انتاج السلطنة
من الشارخة خلال عام 2017 م قد بلغ 339 طنا مقارنة بـ 485 طنا خلال موسم 2016
م.
وجاءت محافظة ظفار في المرتبة الاولى من حيث كمية صيد الشارخة المنزلة لموسم
2017م وقدرت 136 طنا تلتها محافظة الوسطى بـ 116 طنا ومن ثم محافظة جنوب
الشرقية بـ 74 طنا وللشارخة قيمة شرائية جيده تتراوح بين 4 ريالات و 5 ريالات
عمانية للكيلو جرام الواحد اعتمادا على كمية الانزال والعرض والطلب.
وتتواجد هذه الثروة الطبيعية في المناطق المحاذية لبحر العرب من ولاية ضلكوت
بمحافظة ظفار الى نيابة راس الحد بمحافظة جنوب الشرقية.
وتستهلك الشارخة محليًا ودوليًا حيث تصدر الى دول الخليج منها دولة الامارات العربية
المتحدة ودولة قطر والمملكة العربية السعودية وبعض الدول الاسيوية والأوروبية. وقد
قامت دائرة التنمية السمكية بجعلان بني بوعلي بالاشخرة خلال موسم هذا العام بتنفيذ
خطة برامجية تضمنت توضيح آثار العمالة الوافدة غير القانونية على القطاع السمكي
وآلية المحافظة على أسماك الشارخة كثروة وطنية مع ضرورة تجديد تراخيص الصيد
المنتهية والتقليل من نسبة التراخيص المنتهية تفاديا عن تراكم الرسوم على الصيادين.
كما تضمنت الخطة اقامة برامج توعوية وندوات وزيارات ميدانية للصيادين بالولاية
بهدف توعيتهم وارشادهم بالتقيد بعملية الصيد وفق القوانين التي حدتها الوزارة للحفاظ
على الثروة السمكية.
وأشار العريمي الى انه يجب على الصيادين التقيد بموسم صيد الشارخة والالتزام بفترة
حظر صيد الشارخة خلال فترة اخصابها وتكاثرها من مطلع شهر مايو حتى نهاية شهر
فبراير من كل عام الى جانب حظر حيازتها وتجهيزها وتداولها خلال هذه الفترة.
جدير بالذكر أن الشارخة من فصيلة القشريات حيوان مفصلي تعد من الثروات التي
تزخر بها مياه السلطنة ويعتبر من أغلى الموارد البحرية لها قيمة غذائية وتعتبر مصدرا
اساسيا للبروتين وهي غنية بالبوتاسيوم والزنك والحديد وتحتوي على كميات مناسبة من
الكالسيوم والمغنيسيوم مع العلم بأن اسماك الشارخة تتكاثر من خلال وضع انثى الشارخة
حوالي (900) ألف بيضة عندما تتوافر لها العوامل البيئية للتكاثر ويتجمع الذكور
والاناث قرب الساحل داخل الكهوف.