وزارة التراث والسياحة تعلن عن نتائج المسوحات والتنقيبات الأثرية لموسم 2021/2022م
مسقط – النبأ
نفذت وزارة التراث والسياحة برنامج المسوحات والتنقيبات الأثرية لموسم 2021/2022م والذي انطلق مع بداية شهر أكتوبر الماضي وغطى مختلف محافظات وولايات السلطنة بالتعاون مع 19 بعثة أثرية من جامعات ومؤسسات علمية محلية ودولية، وقد قامت البعثات الاثرية بتنفيذ مسوحات وتنقيبات لمواقع أثرية تعود إلى فترات زمنية مختلفة إلى جانب ذلك تم استضافة عدد من الخبراء والمختصين لدراسة القطع الأثرية المختلفة من المعادن والفخاريات والعظام البشرية والحيوانية.
وقد أثمرت نتائج المسوحات والتنقيبات الكشف عن المزيد من المعلومات الخاصة بالحضارات السابقة من التركيبة السكانية والحياة الاجتماعية إضافة إلى الجوانب الاقتصادية التي كانت قائمة ومنتشرة منذ القدم. ويأخذ التعاون مع البعثات العلمية أبعاداً علمية وتخصصية تمكن الوزارة من تنفيذ برامجها في المجالات الآثارية المختلفة، فيما يلي عرض لنتائج البعثات الأثرية لهذا الموسم:
البعثة الإيطالية – موقع دبا محافظة مسندم:
قامت الوزارة بالتعاون مع بعثة إيطالية من جامعة روما بمواصلة التنقيبات الأثرية في موقع دبا وشملت إجراء دراسات على المكتشفات الأثرية تنوعت ما بين الأواني الفخارية والحجرية والبرونزية والسيوف والسهام، بالإضافة إلى دراسة عظام رفات الموتى والتي دفنت في قبر جماعي يصل طوله إلى 14 متراً، وعرضه 3.50 متر. وتم الانتهاء كلياً في هذا الموسم من عملية التنقيب في موقع دبا الأثري والذي أكمل ستة مواسم من العمل الأثري.
ونظرا لأهمية الموقع والمكتشفات الأثرية تعمل الوزارة على إنشاء مركز للزوار بأحدث تقنيات العرض المتحفي، ويضم المركز مختبر ومرافق خدمية لزوار الموقع إضافة الى مكاتب إدارية تخدم الولاية ومحافظة مسندم بشكل عام.
البعثة البولندية – موقع قميرا ولاية عبري:
يعد موقع قميرا واحدا من أهم مواقع العصر البرونزي الواقعة على طريق تجارة النحاس القديم وهذا ما دلت عليه المباني الحجرية الضخمة المتمركزة على مسار الطريق.
ولأهمية الموقع فإن الوزارة واصلت أعمال التنقيب بالتعاون مع بعثة بولندية للموسم السادس في ثلاث مستوطنات بالقرب من عين بني ساعدة وهي قميرا 3 و20 و21 QA3 & QA20 QA21 والتي تعود للفترة الممتدة بين أم النار والعصر الحديدي وتأمل البعثة من خلال هذه الدراسة إلى معرفة طبيعة الاستيطان الذي كان سائدا بالمنطقة إضافة إلى معرفة التأريخ الزمني لهذه المواقع. ومن الاكتشافات المهمة التي تم اكتشافها مؤخراً في الموقع لعبة عبارة عن لوح حجري نادر، وهو لوح مشابه للعبة المنقلة أو كما يسمى محلياً بالحواليس ويرجع تاريخه إلى الألف الثالث قبل الميلاد وتم اكتشافه في احدى غرف الموقع الأثري.
احد أبراج موقع قميرا الأثري
اللوح الحجري النادر الذي تم اكتشافه مؤخراً في موقع قميرا
البعثة التشيكية – موقع الدقم بمحافظة الوسطى:
قامت الوزارة بالتعاون مع بعثة تشيكية من معهد علم الآثار التابع لأكاديمية العلوم التشيكية بأعمال توثيق ودراسة عدد من شواهد الأحجار الثلاثية بالإضافة إلى المقابر والروابي الصدفية العائدة إلى العصر الحديدي.
وتمت دراسة وتوثيق شواهد الأحجار الثلاثية في منطقة الدقم (وادي نافون ووادي صاي) بمحافظة الوسطى والتي تعود لنهاية العصر الحديدي والتي يعتقد أن لها علاقة بطرق التجارة القديمة أو استخدمت كعلامات استدلالية لهذه الطرق. وتم جمع عينات فحم من المواقد الموجودة عند شواهد التريلث لتأريخها في الدقم ومحافظة الداخلية ومحافظة جنوب الشرقية ومحافظة ظفار.
كما تم تسجيل نقوش الفن الصخري عن طريق التتبع والتوزيع المكاني لجميع النقوش الصخرية في مواقع الفن الصخري في موقع نافون. وأوضحت النتائج الأولية في السياق المحلي والإقليمي أوجه التشابه لمواقع الفن الصخري في شمال وسط عمان وجنوب عمان.
البعثة الألمانية – موقع الخشبة بولاية المضيبي:
كشفت البعثة الألمانية من جامعة توبنجن بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة عن مباني حجرية في بلدة الخشبة حيث كانت محل اهتمام الدراسات الأثرية التي قامت بها البعثة الألمانية، ومن خلال التنقيبات تبيّن أن هذه المباني الأثرية يعود بناؤها إلى 3100 ق.م، وذلك ما أثبته تحليل كربون 14 على الفحم الذي تم العثور عليه، ويُعتبر هذا الصرح الأثري هو الأقدم بين المباني الأثرية في السلطنة، ويبلغ قطره الدائري حوالي 24 متر، ويحتوي على مرافق مستطيلة الشكل في الجانب الجنوبي من المبنى.بالإضافة إلى ذلك فقد تم العثور على فرن لصهر النحاس والعديد من شظايا الخبث المنتشرة في داخل وخارج هذا المبنى، وهو ما أشار إلى استخدامات هذا المبنى؛ حيث تأكّد للبعثة بأنه يُستخدم لإنتاج النحاس، حيث يتم جلبه من المقالع إلى هذا المبنى ليتم صهره وتصفيته وتشكيله على هيئة سبائك، لتسهيل عملية تصديره إلى الحضارات المجاورة.
كما عثر فريق البعثة الألمانية على اساسات مبنى ضخم تم تشييده من الطوب الطيني يتميز هذا المبنى بتصميمه الفريد، اجمالي مساحة المبنى حوالي 6000 متر مربع، وما ميّز هذا المبنى الأثري وجود غرف موحدة صغيرة عثر على اساساتها.
البعثة الهولندية من جامعة ليدن – موقع رأس الجنز بولاية صور:
تم الكشف عن عدة مواقع أثرية أهمها موقع رأس الجنز (1) ورأس الجنز(2) اللذان يعودان إلى الألف الثالث والثاني قبل الميلاد ويضم الموقعان مستوطنات بنيت بالطوب اللبن وبالحجارة كما عثرت البعثة على الكثير من المكتشفات الأثرية والتي تدل على علاقة الإنسان العُماني القديم مع من حوله، وتكشف المعثورات النحاسية والحجرية وأدوات الزينة والحلي بموقع رأس الجنز عن خبرة الإنسان القديم في فنون عدة، وتكمن أهمية هذا الموقع كونه ميناءً قديماً ترسو فيه السفن التجارية. وتم التنقيب في هذا الموسم في موقع رأس الجنز (3) الذي يعود إلى فترة العصر البرونزي، واتضح من خلال الأدلة الأثرية أن السكان عاشوا في أكواخ دائرية صغيرة ركزت أعمدتها في طبقة الصخر. ومن المعثورات التي تم العثور عليها في الموقع كسر فخارية محلية الصنع وقطع من أواني حجرية وأصداف.
البعثة الفرنسية- موقع بسيا وسلوت بولاية بهلا:
بدأت البعثة الفرنسية من جامعة السربون أعمالها منذ ثمانينات القرن الماضي في سلطنة عمان، ومن أبرز المواقع التي عملت فيها موقعي سلوت وبسيا بولاية بهلا. وقد كشفت البعثة عن مستوطنات عديدة يمتد تاريخها من الألفية الرابعة إلى الألفية الأولى قبل الميلاد وقد ضمت هذه المستوطنات العديد من الأبراج الضخمة المبنية قواعدها بالحجارة الجيرية الكبيرة بلغ عددها ثمانية أبراج، بنيت على نمط هندسي دقيق، بالإضافة إلى ذلك كشفت البعثة عن أقدم فلج في عُمان يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد وربما يكون أقدم الأفلاج التي عثر عليها في الشرق الأوسط.
البعثة الأمريكية من جامعة نيويورك – موقع بات والخطم والعين الأثري:
يعد موقع بات من مواقع التراث العالمي والذي تم إدراجه في عام 1988م، وقامت الوزارة بالتعاون مع عدد من البعثات الأثرية بتنفيذ العديد من المسوحات والتنقيبات الأثرية منذ سبعينات القرن الماضي، وتعد البعثة الأمريكية إحدى البعثات التي تعاونت معها الوزارة لتنفيذ الدراسات الأثرية. وتركزت أعمالها في إجراء مسوحات وتنقيبات أثرية في أبراج ومستوطنات الألف الثالث قبل الميلاد. وأسفرت الاعمال الاثرية بهذا الموسم عن اكتشافات أثرية جديدة، تضمنت المكتشفات مساكن على طول منحدر يطل على وادي يعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، كما عثر على مواقد وأفران وبذور قديمة محترقة وهذه التنقيبات ستتيح معرفة النمط الاجتماعي والاقتصادي الذي كان سائداً في الموقع. وتواصل البعثة أعمالها هذا الموسم لفهم وظيفة الموقع بشكل أوسع ومعرفة الأنشطة والممارسات التي كانت سائدة آنذاك.
البعثة الأمريكية – جامعة أوهايو:
قامت البعثة الأمريكية من جامعة أوهايو بدراسة التغير المناخي البيئي وتأثيره على نمط حياة الإنسان في ظفار في العصور القديمة. وكذلك جمع عينات من النباتات وحبوب اللقاح. بالإضافة إلى تنقيبات في مستوطنة تم العثور عليها في منطقة حلقوت.
البعثة المشتركة العمانية البريطانية من جامعة السلطان قابوس وجامعة درم- موقع الفليج الأثري:
تم الكشف بموقع الفليج الأثري بولاية صحم عن مرافق قلعة مربعة محاطة بأبراج ركنية دائرية الشكل. وتم كذلك الكشف عن أفران ومهبة لتصنيع الصاروج ترجع إلى القرن الخامس الميلادي، كما أن الموقع يضم مدافن من الألف الثالث والألف الأول قبل الميلاد.
البعثة الفرنسية- التنقيبات في ولاية مصيرة وولاية جعلان بني بو علي:
قامت البعثة الفرنسية من جامعة السربون بالتنقيب في موقع الدفة بولاية مصيرة وأظهرت الحفريات طبقة استيطان تضمنت معثورات ترجع إلى العصر الحجري الحديث، كما أن نتائج تحليل العينات أظهرت التغيرات المناخية التي حدثت والبيئة السائدة في تلك الفترة وأثرها على النشاط الإنساني، إضافة إلى الأدوات وأنواع الأسماك التي تم اصطيادها.
البعثة المشتركة العمانية الإيطالية من جامعة السلطان قابوس وجامعة بيزا الإيطالية – موقع الطيخة الأثري:
كشفت أعمال التنقيب التي قامت بها البعثة المشتركة في موقع الطيخة بولاية الرستاق عن مستوطنة كبيرة ومتطورة يعود عمرها لأكثر من أربعة آلاف سنة مضت وتضم عدداً كبيراً من المباني الضخمة والمدافن. وأظهرت نتائج التنقيب الأثري أن الموقع سكن لأول مرة في الألف الثالث قبل الميلاد خلال العصر البرونزي المبكر. ويمثل إحدى مستوطنات الالف الثالث قبل الميلاد التي شهدت ازدهارا كبيراً وواسعاً في سلطنة عمان.
ويضم الموقع أبراج أثرية ضخمة ومستوطنة، إضافة إلى مدافن من الألف الثالث قبل الميلاد. وتبلغ مساحة الموقع أكثر من 6 هتكارا.
البعثة الفرنسية- المسح الأثري لشواطئ محافظة جنوب الشرقية:
هدف المشروع إلى تكوين فهم عام لحياة الإنسان في فترة العصر الحجري الحديث. ويعد اكتشاف موقع ناطف من أهم اكتشافات البعثة حيث أنه من أقدم المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية ويرجع إلى الألف التاسع قبل الميلاد ويعكس الموقع من خلال المكتشفات الأثرية جوانب مهمة من حياة مجتمعات الصيد.
البعثة الفرنسة من المركز الوطني للبحوث العلمية – موقع العارض الأثري:
يضم الموقع أبراج ومدافن أثرية تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، حيث تم التنقيب في برج يعود إلى الالف الثالث قبل الميلاد عثر فيه على كسر فخارية متنوعة. كذلك تم التنقيب في مدفن يعود إلى فترة الألف الرابع قبل الميلاد، وعثر بداخله على هياكل عظمية وبعض الكسر الفخارية. إضافة إلى ذلك تم العثور على قناة مائية يعتقد بإنها تعود إلى فترات زمنية قديمة حيث تم اخذ بعض العينات ليتم دراستها وتأريخها بشكل أدق.