2024
Adsense
أخبار محلية

تحقيق صحفي : شراء المشاريع الطلابية.. ماهي الأسباب والدواعي

استطلاع : إيمان بنت عيسى العبرية ، و سارة بنت سالم الهاشمية

نزوى ـ النبأ

في الوقت الذي يحاول فيه معظم طلاب الجامعات والكليات “مسابقة” الوقت، لمحاولة كتابة أولى أحرفهم في المشاريع أو “الأسايمنتات” المطلوبة منهم، هناك عينة من الطلاب_ والتي غالبا ما يتم وصفها على أنها الفئة “الكسولة”_ تقوم بشراء هذه المشاريع من عدة أماكن، تنوعت مصادرها ما بين بائعي المشاريع، والمواقع الإلكترونية، سواء كانت هذه المواقع، مواقع عربية أو حتى أجنبية ، بل وأحيانا يتعدى الوضع ليصل إلى وجود مواقع خاصة فقط بالتدقيق اللغوي، والكشف عن نسبة الغش أو “البلايجيرزم”، وخدمات الترجمة، وغيرها الكثير، بل و حتى بلغت القضية أوجها، فأصبحت هناك مواقع خاصة تقوم ببيع الشهادات الدراسية بمختلف مراحلها الدراسية, كشهادات المدراس أو بيع درجة البكالوريوس، و الماجستير،و تعدى الوضع ليصل إلى بيع درجة الدكتوراة!، التي تعتبر من أعلى درجات السلم الأكاديمي !.

الغريب في القضية، أن عملية بيع وشراء “الاسايمنتات”، أصبحت تجري على مرأى الجميع و أمام ناظرهم، وليس هناك أحد من “نبس ببنت شفه”!، بل أصبح هؤلاء القابعون خلف شاشاتهم، يقومون بإرسال دعواتهم الإلكترونية، و عروضهم المغرية للطلاب، وتخفيضاتها الهائلة، ” قم بشراء مشروعين، بالسعر”الفلاني”، وستحصل على تخفيض بنسبة 50% على المشروع الثالث”.

ماهي أسباب بيع وشراء المشاريع الطلابية، وماهي الدواعي؟ وهل حقا لا توجد آلية معينة للكشف عن هذه السرقات؟ ماهو دور معلمي ومعلمات الكليات في الكشف عن هذه “الآفة”؟، وغيرها من الاستفهامات، التي تم طرحها للوقوف على الأسباب والمسببات، تباينت حولها الردود من قبل الطلاب، والمعلمين، وبائعي المشاريع الطلابية.

من هذا المنطلق تحدثت ( ن. ع)، والتي أبت أن يتم التصريح باسمها _ عن دافعها من القيام بعملية كتابة وبيع المشاريع للطلاب مقابل مبلغ مادي وقدره، وذكرت أن أحد دوافعها هو العجز المادي التي تعانيه، فكونها خريجة وباحثة عن عمل_أو في هذا الصدد وجب القول “عاطلة عن العمل” _ حيث أن المبلغ المالي التي تحصل عليه مقابل كل بحث أو مشروع، يصل إلى أكثر من ٢٠ ريالا، حسب عدد الكلمات في البحث الواحد، فإذا كان عدد الكلمات يتراوح من 500 إلى 800 كلمة، فالمبلغ يصل إلى

20 ريالأ، أما إذا كان عدد الكلمات يتراوح من 800 إلى 1000 كلمة، فيصل المبلغ إلى 30 ريالأ، وهلم جرا.

أما السبب الثاني، الذي دفعها للقيام بعملية بيع المشاريع للطلاب، هو الفراغ التي تعانيه والناجم من السبب الأول الذي تم ذكره آنفا، فقد ذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما قال “نعمتان مغبون، فيهما كثير من الناس”، وأكدت على أن الفراغ ما هو إلا سلاح فتاك، قد يودي بصاحبه إلى الهلاك ما إذا ما قام باستغلاله على الوجه الصحيح، و استغلال وقتها في “بيع المشاريع”، هو الحل الأمثل للقضاء على رتابة يومها.

أما عن إجابتها للسؤال المطروح، “هل واجهتك اي صعوبات في في الكتابة أو حتى ارتفاع نسبة الغش من انخفاضها؟”، فقد أوردت في حديثها أنه لا يوجد عمل لا يخلو من عرقلات، ولكن في حالتها لم تواجه صعوبة في كتابة المشاريع، كونها تتواصل مع الشخص المشتري لتزويدها بكافة المعلومات المتعلقة بالبحث، كذلك تقوم بالبحث عن الموضوع بكثرة في “الإنترنت”، حتى تشّبع الورقة بالمعلومات كافة، وهذا الفعل بدوره يؤدي إلى تقليل نسبة الغش بشكل جوهري، فالكتابة التي وصفتها بأنها “صماء”، أي بدون معرفة وعلم مسبق بموضوع البحث، لا تغني ولا تسمن من جوع.

ومن جهة اخرى قمنا بنشر استبيان يتعلق بموضوع شراء المشاريع الجاهزة لمعرفة مدى انتشار هذه الظاهرة بين الطلاب في مختلف المؤسسات التعليمية ، حيث أجاب ما يقارب 131 شخصا, ذكورا وإناثا، ووجدنا أن 68,7% من الطلاب، قد أجابوا بأنهم صادفوا العديد من الأشخاص الذين يقوموا بشراء المشاريع والبحوث الجاهزة، وهذا دليل على أن الظاهرة منتشرة بصورة واسعة بين الطلاب.

أما 59.5% من الطلاب فهم يفكرون ذات يوم بشراء الاسايمنتات والمشاريع الجاهزة، بينما اختلفت بعض الإجابات بين محايد لعملية الشراء، ومع العملية، حيث أعرب مايقارب 77% من الطلاب نفورهم اتجاهها، وذلك لان الطالب لا يتعلم ولا يكتسب خبرة في مجال الكتابة، وهذا ما يقوده إلى الإهمال الدراسي. بينما البعض قد أعرب عن مدى تضامنه مع عملية الشراء، وذلك لأن معظم الطلاب يمرون بضغوط دراسية مع تراكم المتطلبات الدراسية، لذلك يلجؤون إلى شراء المشاريع من أقرانهم الطلاب، أو الخريجين.

برامج لكشف نسب الإحتيال

الدكتورة آمنة العبرية

من هذا المنطلق، تحدثت الدكتورة آمنة العبرية، رئيسة قسم الاتصال الجماهيري، بكلية العلوم التطبيقية بنزوى، عن موضوع شراء المشاريع والبحوث الطلابية الجاهزة، حيث ذكرت أن القسم الأكاديمي قد واجه حالات قام بها الطلاب بأخذ مشاريع طلاب آخرين، وتقديمها كمشاريعهم الخاصة، ولكن قد تم كشفها

بسهولة عن طريق برنامج ال”SafeAssign” المستخدم للكشف عن نسبة الغش في المشاريع الطلابية، في الحالات التي ينسخ فيها الطلاب من مصادر أخرى بدون إقرار صحيح ، سيكتشف SafeAssign الأجزاء المسروقة، وبهذا سيضطر المعلمون إلى استقطاع العلامات بناء على نسبة الانتحال.

أما في الجانب الآخر، عندما يقوم الطلاب بشراء المشاريع المطلوبة منهم من قبل أشخاص آخرين، والتي يصعب اكتشافها عن طريق البرنامج، في مثل هذه الحالات ، إذا كان المعلم يشتبه في أن المشروع لم يكن مكتوبًا من قبل الطالب ، فسوف يطلب من الطالب الاعتراف (قول الحقيقة)، إذا أصر الطالب على موقفه، سيطلب منه المدرس الجلوس في المكتب والمباشرة بالكتابة، فإذا كان أسلوب الكتابة متشابه مع أسلوب المشروع المسلم مسبقا ، يمكن للمعلم أن يستنتج أن الطالب صادق.وفي حالة عدم تشابه الأسلوب، سيفقد الطالب علامات عدم الأمانة الأكاديمية.

و أضافت العبرية في تعليقها حول شراء المشاريع الجاهزة، أن عمليات الانتحال، وشراء المشاريع والبحوث الجاهزة، مخالف للنزاهة الأكاديمية وتؤذي الطلاب بشكل خاص والمؤسسة بشكل عام.

تأثير عملية الشراء قد يستمر على المدى الطويل

الأستاذ معتصم الرئيسي

وفي الجانب الآخر، تحدث الأستاذ معتصم الرئيسي، محاضر بجامعة السلطان قابوس، عن تأثير شراء المشاريع الطلابية الجاهزة، أو سرقتها حيث ذكر أن تأثيرها كبير جدا، فالطالب لا يتعلم ولا يستفيد من دراسته الأكاديمية، سوى النجاح وتحصيل الدرجات فقط ، وإذا ما وجد وظيفة في مجال تخصصه مستقبلا ، سوف يتبين له أنه عاجزا أكاديميا وقد يرتكب أخطاء فادحة في عمله تستوجب محاسبته أو حتى طرده من العمل.

أضاف الرئيسي، مؤكدا على كلامه السابق، أن التعلم ليس عبارة عن نجاح ودرجات فقط ، وإنما أكتساب معارف وخبرات ومهارات تفيد الطالب وتجعله أكثر إستعدادا لسوق العمل مستقبلا، فشراء المشاريع الجاهزة، وسرقتها لن تجعل للطالب أي قيمة، بل على العكس تماما، سيصبح خاو من أي مهارات كتابية، أو معرفية.

مشادة طلابية … من تسبب بها؟

الدكتور أنور الإسحاقي

الدكتور أنور الإسحاقي، محاضر بالكلية التقنية بنزوى، ذكر قصة حدثت بين طلابه بسبب عملية شراء المشاريع الطلابية، حيث قال “لازلت أذكر المشادة الكلامية بين طالبين في أحد مؤسسات التعليم العالي فور دخولي القاعة الدراسية، وذلك لأن أحدهم قام بوضع الورقة البحثية المشتراه بعفوية بين يديه واطلاعه عليها. حيث صرخ صاحب الورقة بوجه زميله بأنه دفع لها مبالغ كبيرة، فلماذا تعبث بها؟”

وقد اختتم حديثه بقوله أن الطالب الجامعي المثالي هو من يسعى لإنجاز كافة المتطلبات الأكاديمية بذات نفسه، هذا لا يعني أنه في غنى عن طلب المساعدة، فهنالك وسائل مختلفة يمكن للطلبه الأخذ بها لإكمال مشاريع المختلفة بل ويشجع عليها ولكن باتباع الطرق الصحيحة لذلك. حيث أن على الطالب على سبيل المثال _لا للحصر_ تعلم عملية نقل المعلومات من مصادرها على شكل مراجع ومصادر سواء أكانت اقتباسا مباشرا أو غير مباشر.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights