تقرير حول “متحف الحمراء للنقود”
أعد التقرير: طالب بن مبارك المقبالي
الثقافة متعددة الأغراض كلٌ يدلي بدلوه لتوصيل ما لديه من اهتمام لإثراء المجتمع ، والمجتمع العماني وغيره بلا شك شغوفين لتلقي الجديد ومزجه مع ثقافتهم وخبراتهم المختلفة ليجني الفرد من المجتمع معارف متراكمة يلقيها فيما بعد للأجيال التي بعده.
ففي ولاية الحمراء وللمرة الثانية تسلط صحيفة النبأ الإلكترونية الضوء على مشروع فريد ، وربما الأول من نوعه على مستوى السلطنة.
إنه (متحف الحمراء للنقود)
حيث التقت النبأ بمؤسس المتحف ، وصاحب المبادرات لحفظ الموروثات التاريخية كالكتب والمخطوطات التي تطرقنا إليها في الحديث عن مكتبة الشيخ محسن بن زهران العبري ، واليوم نقف عند متحف الحمراء للنقود .
إنه الشيخ حمد بن محسن بن زهران العبري مؤسس هذا المتحف والذي حدثنا قائلاً:
كوني مغرم وهاوي منذ زمن لتجميع العملات سواءً منها عملات عمانية أو التي استخدمت في عُمان ، هذا بالاضافة إلى العملات الاسلامية والدول العربية والعالمية ، لذا فقد جمعت عملات لا بأس بها في خزينتي بالبيت ، وكنت أصبح وأمسي أتفقدها حباْ في الهواية.
لكنني فكرت أن وجودها في تلك الخزينة هي فائدة ومتعة فردية ، لذا يجب عليَ أن أخرجها لتثري ثقافة المجتمع ، وكان الاهتمام مؤخراً لعمل متحف بها أسميته متحف الحمراء للنقود .
وولاية الحمراء بلا شك صوتها شائع بما عمله مجتمعها المترابط والمتعاون من إنجازات سياحية فيها ، وهي تقع بمحافظة الداخلية وتبعد عن العاصمة مسقط بحولي ٢٢٠ كيلومتر باتجاه الغرب .
أما عن موقع المتحف فيقع في وسط بلد الحمراء تحوطه غابة من النخيل وهو جزء من حصن الغنيمة الذي يقع قريباً جداً من حارة الحمراء التاريخية وهو بلا شك جزء منها إذ يبلغ عمر هذا الحصن ما يزيد على ١٧٠ عاماً.
وصف المتحف:
يقول الشيخ حمد:
المتحف كما أشرت هو جزء من حصن الغنيمة ، بمساحة ٢٠٠ متر في دورين أرضي وطابق أول ..
أما الطابق الأرضي شمل عند مدخله مقدمة عامة عن تاريخ النقود منذ العصور الأولى التي استخدمت المقابضة كتعامل في مبادلة البضائع مروراً بتطور النقود المعدنية والورقية إلى العملة النقود الرقمية التي يتم تسوقها في هذه الفترة ، كما تم تخصيصه للنقود العمانية سواءً ورقية أو معدنية أو تلك التي ليست عمانية واستخدمت في عمان وتشمل فيما يتعلق بالورقية على أوراق الروبية الهندية التي استخدمت في عمان والخليج قبل طباعة أوراق نقدية خاصة بها وهي الفترة ما قبل عام ١٩٧٠م ، حيث استخدم عام ١٩٧٠م أول إصدار ورقي باسم سلطنة مسقط وعمان وهو الريال السعيدي وكان مدير الخزينة آنذاك (سي جي بي لي)، واسمتر التعامل بهذا الاصدار حتى صدور الاصدار الثاني باسم مجلس النقد العماني وتم تغيير إسم الريال السعيدي إلى الريال العماني وذلك عام ١٩٧٢م وكان محمود محمد مراد هو أول عماني وقع على العملة العمانية ، ثم قام البنك المركزي بعد إنشائه في عام ١٩٧٤م باستبدل هذا الإصدار بالاصدار الثالث في عام 1976م وكان موقعاً من قبل سمو السيد طارق بن تيمور رحمهم الله جميعاً.
ويضيف العبري قائلاً:
ويتميز هذا الاصدار بوجود صورة صاحب الجلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه في فئتي العشرين ريال والخمسين ريالا.
أما الإصدار الرابع فقد تم إصدارها في سنة 1985 تحت إشراف البنك المركزي العماني وكانت بتوقيع صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه وتبع ذلك الإصدار الخامس وهي الأوراق النقدية العمانية من الفئات 50 ريالاً و20 ريالاً و10 ريالات و5 ريالات والتي لا تحمل على واجهتها الشريط الأمني الهولوغرافي اللامع.
كما يشتمل المتحف أيضا على العملة الورقية الحالية والتي تمثل الإصدار السادس والمتميزة بصورة جلالة السلطان هيثم ما عدا الفئة خمسين ريال فبها صورة جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه ..
وحول العملات لمعدنية أردف قائلاً:
أما من حيث العملات المعدنية فكان لا بد أن يتضمن المتحف بعض العملات غير العمانية التي استخدمت في عمان قبل أن يتم سك عملة خاصة بها في عهد السلطان فيصل بن تركي رحمه الله، فكما نعلم أنه تم استخدام القرش (دولار ماريا تيريزا) والأرية والتومان والدوكية أو الدوكري والمحمدية والعباسية، والشاخة والشاهي والصدية والغازي والروبية والأشرفي وغيرها، ويوجد في المتحف بعضاً من هذه العملات.
وقال أيضاً:
كما تضمن في محتوى المتحف عدد من عملات زنجبار في عهد السلطان برغش وكذلك العملات التي سكت في عهد السلطان فيصل بن تركي وإبنه السلطان تيمور رحمهم الله ، وطافت المحتويات المتحفية النقدية بمسكوكات السلطان سعيد بن تيمور التي تم سكها في ظفار ومسقط ، واختتمت بعملات جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه ، سواءً بالعملات المعدنية التي يتم بها التعامل في السوق أو العملات التذكارية التي عادة ما تسك لذكرى مناسبات معية لتوثيق تلك المناسبات..
كما أعطى المتحف مساحة أكبر للعملات التي سكت في هذا العصر المتجدد ، عهد مولانا جلالة السلطان هيثم حفظه الله ورعاه .
وحول المسكوكات الاسلامية يقول الشيخ حمد:
لقد احوى المتحف على عملات من العهد الساساني والأموي والعباسي والغزناوي وغيرها من العصور المتتابعة.
كما حاول القائمين على تطوير المتحف أن يحوي على ما يعامل به دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والعالمية من عملات سواءً الحالية أو في الأزمان السابقة وفق ما حصل عليه المتحف من عملات استخدمت قديماً سواءً الرومانية أو الصينية أو غيرها من الحضارات..
ويختتم حمد العبري حديثه قائلاً:
يقوم المتحف حاليا بتطوير مكتبة متخصصة في مطبوعات المسكوكات وسيكون توفير ذلك تباعاً بإذن الله.