أبي الحبيب … رحمةُ الله تغشاك
صلاح بن سعيد المعلم العبري
إعلامي – عضو جمعية الصحفيين العُمانية
بواعث السعادة لا بد لها من زوال في هذه الدنيا، والأب باعث أساسي للسعادة، ومصدر إلهام نحو الأمان، يظل الأب مصدرا للطمأنينة وصمامَ أمانٍ، لكنها سنة الحي الذي لا يموت، لا بد من الرحيل والوداع، لكن المرء منا عندما يفتقد أباه يفتقد شيئاً عظيماً، فالأب نبراس يضيء حلكة السواد في الليل المظلم، وهو الحنان وراحة البال والسكينة الدائمة .
رحل حبيب قلبي “أبي الغالي” ليعيش تحت الأرض بسلام تام وأمان، كما عاش دنياه رفيقاً للمحراب وصديقاً للقرآن.
منذ رحيلك أيها الحاضر في قلبي، الغائب عن عيني، تركت غُصة الاشتياق ومرارة البُعد، وفراغا كبيرا في حياتي .
أبي الحبيب … لي معك ذكريات وقصص ملؤها الفرحُ والحنين والحُب والرحمة واللطف والوقار، كُنت قدوتي، تعلمت منك البِر بوالدتي، كما كنت أنت باراً بجدتي، تعلمت منك التواضع، كما كنت متواضعاً مع الصغير والكبير، وجدت فيك الرحمة والشفقة، حتى أنك كنت رحوماً بالدواب، تعلمت منك الصدق في القول والعمل، وتعلمت منك الكثير والكثير، لكن هيهات أن أصل إلى مقامك أو منزلك الرفيع من الأخلاق ورجاحة العقل والصدق، والكثير الكثير من نُبل أخلاقك يا حبيب قلبي، ومهجة روحي .
فقيد قلبي، (أبي الحبيب) رحمة الله تغشاك بعدد قطرات المطر، اللهم ارحم فقيد قلبي بعدد قطرات المطر… أفتخر ورأسي يعانق السماء بذكر اسمك، أعتز بك، أرتقي سُلم الفخر عندما يذكر الكثيرون رجالاً ونساءً مسيرة حياتك الطيبة، حياتك المباركة بالخير والإحسان والأخلاق، وقبل كل ذلك خوفك من الله، ورغبتك المتقدمة منذ صغر سنك في نيل رضاه .
في ليلتك الأخيرة أبي الحبيب، كانت سورة (يس) خاتمتك ووداعك لدار الفناء، وهذا بحول الله بشرى منزلتك في جنات النعيم .
اللهُمَ ارحم حبيب قلبي، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله .
أبي الراحل العزيز … اللهُمَّ كُن له بعد الحبيب حبيباً، ولدعاء من دعا له سامعاً ومجيباً، واجعل له من فضلك ورحمتك وجنتك حظاً ونصيباً .