أخبار محليةقصص وروايات
مزّق الكرة يا أبي
مبارك المكدمي
لن يزعجني تصرفك كما كان في السابق بل يسعدني؛ لأني أحس أن قوتك وعقلك لا زالا موجودين رغم كبر سنك وضعفك ووهنك ومرضك. لا زالت همتك المصحوبة بغضبك موجودة، أرجعني تصرفك لأيام الماضي، حيث حلاوة العيش وذكريات الطفولة الممزوجتين بالصفاء والنقاء؛ صفاء العيش ونقاء القلوب.
عادات نتوق حنانًا وحنينًا إليها وشوقًا لرجوعها، وذكريات ليتها لم تتغير ولم تدنسها المدنية ولم تغيرها التكنولوجيا، عادات صحية وصحيحة حيث الريف النقي عاداته وبراءته، ليس كما نعيش الآن من بذخ العيش وضيق القلوب.
أبي كلما أنظر إليك أحس بالأمان وأن الحياة لا زالت بخير، وإني لا زلت طفلا أحتاج لوجودك، وجودك الذي يضيء البيت كلما ظهرت ابتسامتك، مع هيبتك وهمتك الذي لهما طعمًا خاصًا في القلب والروح.
مزق الكرة يا أبي وأعد لنا تلك الذكريات الجميلة التي مزقتها السنون…