باقية في قلبي
بدرية بنت حمد السيابية
عند جلوسي بمفردي أحتضن صورك يا أجمل ما خلق ربي، أهمس لصورتك والدمع على الخد، تتعثر كلماتي ونبرة صوتي مصحوبة بذكريات لن تنسى، أنظر إليكِ وتأخذني الآهات بعيدًا عن عالمي، أين أنتِ يا بسمتي وفرحتي؟
الفقد والبعد مؤلم من بعدكِ، لقد أصبحت الحياة علقم لا طعم لها بالنسبة لي، احتويني من نظرات العيون المتعالية، احتوى نبضات قلبي بعد صراع بين البعد والبقاء، أتذكرين جلوسنا على الشاطيء وضحكاتنا وتعانقها الأمواج لترتطم بكل هدوء على رمال البحر؟ أتذكرين تلك الأشجار ونحن نختبيء تحت ظلالها عن الشمس، والعين والقلب وكل جوارحنا تعلن الفرح؟
ها أنتِ غادرتِ دون موعد لخالقكِ، خلّفتِ لي طيفك المار بين عينيّ، أحاكي الصور ويمتزج عندي الفرح والحزن، خطفك الموت عني. لا اعتراض في حكمتك يا إلهي، ولا في قضائك وقدرك، ولكن رحيلك كان باكرًا يا عزيزتي، يا قطعة من قلبي.
صديقتي في ذمة الله، يا لها من عبارة لا أعلم بما أوصفها! تشلّلت كل جوارحي، كل ما بي يصرخ ويصرخ دون توقف، نعم رحلتِ وستبقي باقية في قلبي إلى أن تصعد روحي لخالقي ويكتب لنا الخالق لقياكِ، وتعانق روحي روحكِ يا رفيقة دربي.