خلجات روح
فتحية العلوية التمامية
لم يكن ذلك الإنذار إنذار وقوع حرب على البلاد، وإنما كان إنذار صعق عمان من أقصاها لأقصاها، وصعق العالم أجمع. نعم، فاجعة موته لم تكن بالحسبان، فقد رأيناه فينا خالدًا -نستغفرك يا الله- نعم، قد كان لنا الأب والمعلم والمرشد والقائد، وكل شيء في قلوب من أحبه، فلربما كلن له طريقته وأسلوبه في التعبير عما يكنه من حب وغرام وهيام بتلك الشخصية العظيمة التي كانت ولا زالت، وستظل مدى الدهر تتوارث كل خصاله الحميدة وقراءة فكره النير وسيرة السلام، وكفوف رفعها إلى السماء ليدعو لهذه الأرض الطيبة، ولهذا الشعب المخلص بأن يحفظ عمان وشعبها من كل سوء ومكروه. نعم، إنه والدي جلالة السلطان، قابوس بن سعيد المعظم – طيب الله ثراه- نعم، بكتك العيون والسماء والأرض، بكتك كل عجوز وأم وابنة، وبكتك أشجار النخيل ومياه البحار، والأرض وثراها بكتك، قلوب عشقتك بكل صدق، وستظل تذكرك ما دامت الأرواح في الأجساد.
فرحمة الله عليك يا سيدي وإلى جنات الخلد بجوار الأنبياء والصديقين والشهداء.
ومن هنا جادت قريحتي بهذه القصيدة بعنوان “يا طول فقدك يا قساه”، الشارحة ذاتها، والتي أقول فيها:
دمعي جرى م العين زم
شروات هتان المزن
سنتين صبرت الكيان
من بعد خمسينن مضن
سنتين وشهقات الشموخ
داخل فوادي ما هدن
تبكيك ذرات المسك
وكل فرع، وكل عود وغصن
يا والدي ويا سيدي
يا حصون قلبي لي بكن
يا نبض شريان الحياه
غيابك سرق شعب ووطن
كنت العلا، كنت الضياء
ميناء لمرسات السفن
معجم وقاموس القصيد
حروفي على ذكرك تأن
في صفحة أمجاد الحنين
اشعاري بكتبها لمن
لي جيت اخطها بالمداد
بوسط اليراع تحيرن
يا طول فقدك يا قساه
انوارها عيوني انطفن
واستبشرت برقن ومض
نور الثريا بو اليزن
بوجود هيثمنا الهمام
قلت للقوافي تصبرن