الزيارات السامية
يعقوب بن حميد المقبالي
الزيارات السامية لها مدلول لا يستطيع الجميع فهمه، وهناك من يقول: إن هذه الزيارات تعد جولات عادية ومتنفسا لجلالته حفظه الله، وأمد في عمره، لكن تلك الزيارات لها معانٍ وسياسة راسخة منذ القدم، فسلاطيننا لهم سياسات لأبعد مما يتوقعه الشارع؛ حيث إنهم يعنون بها توثيق أواصر التقارب والتفاهم مع إخوانهم وأشقائهم وأصدقائهم في كافة العالم الذين تربطهم علاقات اللغة والوطن والاقتصاد والمصالح المشتركة.
فجلالة السلطان هيثم بن طارق أعزه الله منذ الوهلة الأولى، وفي أول خطابٍ له مع تقلُّده زمام الحكم وقيادته لسلطنة عمان، أشار إلى أنه سيحافظ على العلاقات الخارجية وفق سياساته في عدم التدخل في شؤون الآخر، ولا يكون بمعزل عن العالم، فعمان واضحة منذ القدم، ولا زالت واضحة، فهي مع الإخوة الأشقاء والأصدقاء في العالم، وتأخذ دورها المعروف في التسامح، ونبذ الخلاف، والتقارب بين الشعوب، وتتألم بما يتألمه شعوب العالم.
فجلالة السلطان أبقاه الله تعالى يتربع بتلك الزيارات؛ ليكشف للعالم أننا لا زلنا مع السياسات التي تجعل العالم متقاربا بمصداقية، وعدم المساس بما يعكر تلك العلاقات التي نتميز بها بين أشقائنا والأصدقاء في العالم، فعمان تمد يدها لكافة شعوب العالم ومبدؤها عدم التدخل في شؤون غيرها من كل الجوانب، فجلالته يؤكد ذلك بقيامه بتلك الزيارات التي قام بها أولا للملكة العربية السعودية الشقيقة، وهي الزيارة الأولى لجلالته منذ أن اعتلى عرش عمان، وزيارته الثانية إلى المملكة المتحدة (بريطانيا)، وهو يهدف إلى تقارب الوجهات بين تلك الدول، ثم يؤكد كذلك بمحافظته على علاقة عمان مع العالم الذي قدر الله تعالى أن تربطهم علاقات إخوة، ووشائج قربى، وترابط قوي في الوطن الواحد، أو مع الأصدقاء الذين تمتد معهم تلك العلاقات منذ مئات الأعوام.
كما يهدف جلالته – أبقاه الله لنا ولكافة العالم – من هذه الزيارات السامية المحافظة على السلم، وفتح أبواب التعاون، وتبادل الخبرات، وتوسيع مجالات الاقتصاد بين الدول التي تربطنا معهم علاقات وطيدة، وكذلك الهدف الأسمى من هذه الزيارات حل الأمور التي يلزم الاستيضاح من الجانبين؛ للمحافظة على التعاون، وبث روح الثقة بين الحكومات والشعوب.
حفظ الله جلالة السلطان هيثم بن طارق في حِله وتَرْحاله، ونسأل الله تعالى أن يحقق على يديه كل ما يصبو إليه، وأن يتحقق الأمن والأمان بين الشعوب، وأن تزدهر تلك الأوطان بروابط الخير والمصالح المشتركة؛ لتنعم عمان وشعبها بموفور من التقدم والازدهار.