معوقات الرضاعة الطبيعية الخالصة في سلطنة عمان
خديجة سالم سعيد الزيدية
المديرية العامة للخدمات الصحية – شمال الباطنة
يعتبر حليب الأم هو الغذاء المثالي للطفل فهو يوفر له جميع العناصر الغذائية من أجل نمو صحي، يتكيف حليب الام مع نمو الطفل لتلبية احتياجاته المتغيرة، كما يحميه من الالتهابات والأمراض، بالإضافة أنه سهل الحصول عليه ومتاح كلما احتاج إليه الطفل. حيث تساهم الرضاعة الطبيعية في خلق علاقة حميمية قوية بين الأم والطفل وإشعاره بالحنان والدفء.
تعد الرضاعة الطبيعية واحدة من أهم العادات الحميدة التي توارثتها الأمهات العمانيات ، لكن لوحظ في الآونة الأخيرة تراجع في عدد الأمهات المرضعات داخل المجتمع العماني . يعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل منها ما هو مرتبط بالأم و الطفل و منها ما هو متعلق بالمجتمع و البيئة المحيطة .
قد تواجه الأم المرضعة بعض المشكلات التي تصعب عليها الرضاعة الطبيعية الخالصة ، فتلجأ إلى بدائل الحليب بسبب قلة خبرتها وعدم إدراكها بأهمية الرضاعة الطبيعية أو التأثيرات الاجتماعية من قبل الاهل والاصحاب على الام المرضع.
وقد تكون مشكلات صحية خاصة في الثدى كالالتهابات وبعض العيوب الخلقية كذلك قد تكون الولادة القيصرية سببًا لتأخر بدء الرضاعة .
ومن المسببات التي قد تدفع الأم للتخلي عن الرضاعة الطبيعية ارتباط الأم المرضعة بالعمل وكثرة انشغالاتها وخروجها من المنزل لفترة طويلة. كما تعتبر محاولات الأم للرجوع إلى وزنها الطبيعي قبل الحمل أحد الأسباب التي تؤثر على الرضاعة الطبيعية ، إذ تلجأ الأم أحيانا إلى الحميات القاسية أو بعض الأعشاب لإنقاص وزنها مما يؤدي إلى التأثير على إدرار الحليب و عدم كفايته للطفل.
وقد تكون معوقات الرضاعة الطبيعية متعلقة بالطفل فقد يولد بعض الأطفال مبكرا قبل تمام أشهر الحمل ،مما يؤثر على قدرته على الرضاعة الطبيعية ، وايضا قد يصاب المولود الجديد ببعض التهابات الفم الفطرية فيمنعه عن الرضاعة ، وايضا قد يكون الطفل مصاب بتشوهات خلقية او بعض الامراض المزمنة التي تمنعه من الرضاعة الطبيعية .
ومن المعوقات المرتبطة بالبيئة المحيطة لجوء بعض الأمهات إلى بدائل الحليب في الأماكن العامة التي لا يوجد بها خصوصية تمكنها من الارضاع حيث أن الارضاع العلني لا تقبله الطبيعة المحافظة للمجتمع، و يشكل بكاء الطفل حرجا للأم مما يدفعها إلى البديل الأسهل .
من المعوقات المرتبطة بالمجتمع هي مقارنة المولود بآخر من حيث تفاوت الأوزان أو حجم الطفل مع أقرانه في نفس الفئة العمرية مصدر ضغط على الأم تدفعها إلى استخدام بدائل الحليب لاعتقادهم بعدم مقدرة الأم على إتمام الرضاعة الطبيعية أو عدم كفاية الحليب المدر لتلبية احتياجات الطفل الغذائية.
الجدير بالذكر ان رفع وعي الأمهات الحوامل و المجتمع ككل بأهمية الرضاعة الطبيعية الخالصة و طرق التغلب على المعوقات المذكورة آنفًا هو الوسيلة المثلى لتحقيق الرضاعة الطبيعية الخالصة ،و لا يقل أهمية هنا توفير المكان المناسب للرضاعة الطبيعية في الأماكن العامة مثل المؤسسات الصحية و المراكز التجارية و الحدائق و المنتزهات .