الشقيقان عبد الرحمن وعزيزة ثنائي رائع في عالم الشطرنج
عزيزة حصلت على أفضل لاعبة وعبدالرحمن توّج باللقب
متابعة: سعيد الهنداسي
مواهب متعددة تبرز في بلد المواهب والمتميزين وفي الرياضة لا يكاد يخلو بيت في عمان إلا وتجد فيه موهبة رياضية تمارس لعبة وجدت فيها حضورها لتبدأ معها رحلة الألف ميل في عالم الرياضة.
الشقيقان عزيزة وعبد الرحمن ابنا أحمد بن طالب البلوشي أحبا لعبة الشطرنج؛ ليكتمل هذا الحب إلى ممارسة لعبة الشطرنج؛ ليتوجا بعد ذلك بلقب أول لهم على المستوى الشخصي بتحقيقهما كأس بطولة الشطرنج المدرسي، وحصول عزيزة البلوشية على لقب أفضل لاعبة .
يا هل ترى، كيف تحقق حلم الصغار ليصبح واقعا جميلا أسعدوا من خلاله أسرتهم ومدرستهم ومحافظة شمال الباطنة بأسرها ؟
أميرة الشطرنج:
عن الأبطال الصغار وحكايتهم مع لعبة الشطرنج تتحدث والدتهم أسماء البلوشية عنهم بقولها: لعبة الشطرنج من الألعاب الماتعة والمفيدة في نفس الوقت، فهي تساعد في تنشيط العقل والذاكرة، وتقوي التركيز، عملنا على تعليم أبنائنا لعبة الشطرنج في فترة الدراسة عن بُعد وفترة الحظر؛ حتى نستغل وقتهم في شيء مفيد بعيدا عن الألعاب الإلكترونية، واكتشفنا أنها أصبحت شغفا لديهم، كانوا يمارسونها في أوقات فراغهم، كما عملنا على تقوية قدراتهم في هذه اللعبة.
مرحلة جديدة:
تواصل أسماء البلوشية حديثها عن أبنائها لتنتقل لمرحلة جديدة في حياتهم الرياضية بقولها: بعد إعلان المسابقة تحمسنا لمشاركتهم فيها؛ حتى تتطور مهاراتهم في اللعبة، ويكتسبوا خبرة، كنت أقول لهم دائما: نلعب الشطرنج؛ لنفوز، وحتى الخسارة هي فوز؛ لأنكم اكتشفتم نقاط ضعفكم، وستتغلبون عليها في المرات القادمة، بعد اشتراكهم في المسابقة فعلا تطوّر لعبهم كثيرًا خصوصًا عزيزة الصغيرة التي أعطيناها في البيت لقب (أميرة الشطرنج)، وبالفعل أصبحت أميرة الشطرنج بفوزها كأفضل لاعبة في البطولة.
المدرب الصغير:
وعن ابنها عبدالرحمن، وما تتمناه له مستقبلا في عالم الشطرنج تواصل أم عبد الرحمن: لدينا خطة لجعل عبدالرحمن (المدرب الصغير) في فترة الإجازة القادمة بإذن الله تعالى، هو مَنْ أصبحت لديه هذه الرغبة بعد اكتسابه مهارات كثيرة وجديدة حتى أنه أصبح يعلمنا أكثر مما كنا نعلمه إياه.
فوائد كثيرة:
من جانبه تحدث أحمد بن طالب البلوشي والد عزيزة وعبد الرحمن عن دوره كولي أمر نحو أبنائه، وتشجيعهم لممارسة الرياضة بقوله: كنت حريصا جدا لتعلم أبنائي لعبة الشطرنج؛ لما لها من فوائد للعقل، وتعلمهم التركيز والهدوء، خصصنا فترة الإجازة مليئة بالمنافسات، وأصبحت تشغل وقتنا، وأصبحت اللعبة رفيقة لنا حتى في نزهاتنا، واستطاعت اللعبة أن تفرض وجودها بيننا، كما أنها قلصت فترة استخدام أبنائي للأجهزة الإلكترونية، وهذا كان هدفنا من البداية، سعدت كثيرا عندما سمعت عن إقامة المسابقة، وشجعت أبنائي للمشاركة فيها، كنت أدربهم بنفسي في المنزل، وحرصت على حضور البطولة بنفسي مع والدتهم؛ لتشجعيهم، والأخذ بأيديهم؛ ليقدموا أفضل ما لديهم، أميرتنا الصغيرة ( عزيزة ) كانت تلعب بعفوية، وكنا نشجعها للاستمرار، وعدم الاستسلام، وعبد الرحمن رغم وجود منافسين أقوياء، إلا أنه استطاع بفضل من الله التغلب عليهم، وكانت خسارته فقط في جولتين، وفاز في كل الجولات الباقية، وأصبح لديه شغف كبير في اللعبة حتى أنه أصبح لديه هدف، وهو أن يكون ( مدرب شطرنج)، وسنحقق له هذه الرغبة في الإجازة القادمة إن شاء الله.
رسالة لولي الأمر:
وختم أحمد البلوشي حديثه بتوجيه رسالة إلى ولي الأمر يقول فيها: رسالتي لكل أولياء الأمور، اهتموا بمواهب أطفالكم، واكتشفوها منذ الصغر؛ لأنها تبني شخصياتهم، وتبرز دورهم في المجتمع، كما أنها تعطيهم ثقة في النفس، وتجعلهم قادرين على مواجهة الحياة بشكل أفضل، ابعدوا الأجهزة الإلكترونية عن بيوتكم، واشغلوا أطفالكم بالمواهب التي يمتلكونها، كل طفل لديه موهبة، فقط اكتشفوها.
ثنائي رائع:
من جانبه تحدث بدر المعمري مدرب الشطرنج عن مشاركة الشقيقين بقوله: لعبة الشطرنج لعبة راقية فكريا، ولها طابعها الخاص؛ حيث لا تقبل القسمة على اثنين، وليس للصدفة مكان فيها، وجدت في تدريبي لطلاب مدرسة مشارق الأنوار الإبداع والتفاني، وحب اللعبة من الفريق، وخاصة الثنائي الرائع الشقيقين عزيزة وعبد الرحمن البلوشين وجدت فيهما حبا وشغفا للعبة وطموحهما لبلوغ المركز الأول؛ مما جعلني -شخصيًا – محبا للإتقان، والبلوغ بهما إلى المصاف الأولى، هما شعلة من النشاط والهمة والحدة والذكاء الذي يحتاجها لاعب الشطرنج الحقيقي، وأتوقع لهما مستقبلًا باهرًا في هذه اللعبة.