الرعاية النفسية والاجتماعية للموهوبين (10)
د. إنعام بنت محمد المقيمية
تعددت وتنوّعت البرامج الخاصة للموهوبين في السنوات الأخيرة؛ لِما لها من تأثير كبير على المجتمع، والقضاء على المَلل الذي قد يصيبهم من التعليم التقليدي غير الفعّال وغير الملائم لهم، إلا أن التربويين والباحثين اختلفوا في تحديد البرامج الأكثر ملاءمة للموهوبين فمنهم من يرى التركيز على الخدمات الإثرائية، ومنهم من يرى الخدمات التسريعية، ومع اختلاف البرامج إلا أنها نجحت في تهيئة الظروف المناسبة لتحريك الطلاب نحو الإنتاج الإبداعي. فالبرنامج الناجح بالطلبة الموهوبين لابد أن يهتم بمجالات النمو الانفعالي والاجتماعي كاهتمامه بمجالات النمو المعرفي؛ حيث يسعى البرنامج إلى رفع مستويات التفوق الأكاديمي، والتفكير الإبداعي، وتطوير أنماط التفكير وحلّ المشكلات، وتنمية الشعور الإيجابي بمفهوم الذات، واكتساب القدرة على التوجيه الذاتي، وتحمّل المسؤولية، وتنمية الصفات القيادية، والإعداد الصحيح للحياة الاجتماعية والمهنية، ومن البرامج العالمية لرعاية الموهوبين:
نموذج الثالوث لرينزووللي:
حيث يعتبر أكثر النماذج شيوعًا وانتشارًا، خاصة وأنه لا يتيح إمكانية تنمية الموهوبين فحسب، وإنما العاديون أيضًا، لأنه يطبّق داخل المدرسة العادية وبالفصول العادية، ويعتمد على مفهوم الموهبة الخاص بجوزيف رينزوللي المسمى دائرة الحلقات الثلاث التي تشمل قدرة عقلية فوق المعدل المتوسط، وقدرة عقلية إبداعية، ومستوىً عالٍ من الالتزام بأداء المهمة، ويشير إلى أن الموهبة تركز على الحلقات الثلاث وبشكل تفاعلي دون التقليل من شأن أيّ منها.
ويستخدَم لتلاميذ المرحلة الابتدائية لتطوير إنتاجهم الإبداعي، على اعتبار أن السلوكيات المرتبطة بالموهبة يمكن تطويرها من خلال المدرسة.
نموذج بنية الذكاء في تربية الموهوبين لميكر:
والذي يعتمد في تطبيقه على النموذج المورفولوجي للذكاء الذي اقترحه “جيافورد”؛ حيث اقترح أن الذكاء الإنساني عبارة عن مزيج مركب من (120) قدرة عقلية ناتجة من تفاعل ثلاثة أبعاد هي:
بُعد العمليات العقلية:
ويشمل المعرفة والذاكرة والتفكير التقاربي والتفكير التباعدي والتفكير التقويمي.
وبُعد المحتوى:
ويشمل الأشكال والرموز والمعاني والمواقف السلوكية.
وبُعد النتائج:
ويشمل الوحدات والفئات والعلاقات والتنظيمات والتحويلات والتضمينات (5 أنواع للعمليات× 4 أنواع المحتوى× 6 مستويات للنواتج = 120 قدرة عقلية)، ويتم تطبيقه في المجال التربوي للكشف عن الموهوبين والتدريب والتنمية الإثرائية.
نموذج التربية التكاملية لكلارك:
وهو برنامج تربوي تعليمي يهدف إلى تطوير البرامج والمناهج والاستراتيجيات المتعلقة بالعملية التعليمـة؛ لاستثمار قدرات الطلاب وتنميتها على اختلاف مستوياتهم المعتمدة على نظرية “ينج” في فعاليات التفكير الأربع (فعالية التفكير المنطقي “المعرفة”، فعالية المشاعر والعواطف” الانفعال”، الفعالية الجسمية “الحواس”، فعالية الإلهام أو الحدس “الاستبصار والابداع” ).
وكمحاولة لدعم البيئة الأسرية والبيئة المدرسية المحيطة بالموهوب قدم ستريب (Strip) مرشدًا تطبيقيًا لكلّ من الآباء والمعلمين يتضمن إرشادهم وتوجيههم حول كيفية مساعدة الأطفال الموهوبين، مع تأكيده على أهمية العلاقة الإيجابية بينهما؛ لمواجهة حاجات هؤلاء الموهوبين أكاديميًا وانفعاليًا واجتماعيًا، موضحًا ما يلي:
– الآباء هم ربان السفينة التي تحمل الموهوب إلى حيث يشاء.
– يشترك كلٌ من الآباء والمعلمين في الكشف عن موهبة الطفل والتعرف على مجالها.
– أهمية التواصل والتفاهم بين الآباء والمعلمين وفهم كل منهما الآخر.
– تهيئة الفصل والمناهج الدراسية لتلائم حاجات الموهوب وإمكاناته.
– ضرورة اعتماد المدرسة على اختبارات تطبيقية للكشف عن الطلاب الموهوبين.