الحكاية من البداية إلى النهاية، كم نفتقدك يا أمي !
عبدالله البراشدي
أمي، الحياة مُرّة بدونك، كلما نذهب لزيارة الوالد – الله يحفظه – لا نستطيع المكوث في البيت لوقتٍ أكثرَ؛ لأنه بدون وجودك، وفي كل زاوية من البيت صورتك وضحكاتك، وكل شيء حلو فيك موجود لم يختفِ، رحلتِ عنّا فجأة بدون سابق إنذار، ولا اعتراض على أمر الله، كلنا راحلون، لا يمرُّ يومٌ ولا نتذكر نصائحَك لنا، والخوف علينا من أنْ يُصيبنا مكروهٌ، وسنظل أوفياءَ لكِ ولحنانكِ، سنتذكركِ ولن ننساكِ أبدًا؛ فغيركِ لن يغنينا عن حبك وعطفك وحنانك، يا مَنْ رحلتِ عن حياتنا.
أمي، رحلتِ عنا وتركتِنا في امتحانٍ صعبٍ مع الحياة، كنتِ سندًا لنا في كلِّ شيءٍ، فكم كنا نحتاج فلا نلجأ إلا لغيرك بعد الله ! ولم تقصّري معنا في شيء.
أمي الغالية، كم نفتقدك! الحياة بدونك عذابٌ، سأحاولُ أنْ أكونَ سندًا لإخواني وأخواتي، وأتمنّى أنْ أكونَ على قدر المسؤولية، وأنْ نكونَ مع بعضنا، ولا يفرقنا شيءٌ غير الموت.
أمي الحبيبة، لقد رحلتِ جسدًا، ولكن إحساسك وصوتك يتردد صداهما بين أركان البيت وزواياه، راسخًا في قلوبِنا ومسامِعنا، وكأنك بجانبنا.
كم تمنينا سماع (زغاريدك) وفرحتك يوم زفاف ابنك ( أزهر )! وكم تمنينا أن تحتضني حفيدتك الكبرى ( فرح ) بعدما أصبحت أمًّا! ولا ننسى أنْ نقول لكِ: كيف يقوم ابنك محمد بالواجب في رعاية الوالد من كل احتياجاته اللازمة وتوفيرها له.
أمي، الحكاية من البداية إلى النهاية، كم نفتقدك!
كلما نتذكر كم كنت تعانين من المرض! وصبرك الدائم، وشكرك وحمدك لله، ولم تشتكي لأحد بأنك مريضة، ندرك أنكِ كنتِ قويّةً، ونتمنى أن نأخذ ولو شيئا بسيطًا من صفاتك، ولكن وبشِّرِ الصابرين.
أمي، الحكاية من البداية إلى النهاية، كم نفتقدك!
ربِّ، أنزلْ على أمّي نورًا من نورك، ربِّ، نوّر لها قبرها، ووسِّع مُدخلها، وآنسْ وحشتَها، ربِّ، ارحمْ غربتَها، وارحمْ ضعفَها وقلة حيلتِها، ربِّ، واجعلْ قبرَها روضةً مِنْ رياض الجنة؛ إنها كانت مَنَ الصّابرين.
الحكاية من البداية إلى النهاية، كم نفتقدك يا أمي!
ذكرى وفاة أمي الغالية بتاريخ 2 ديسمبر 2016م