الرعاية النفسية والاجتماعية للموهوبين (9)
د. إنعام بنت محمد المقيمية
هناك الكثير ممن عارض أن للموهبة والتفوق عمرًا محددًا بالسنوات، ففي الواقع نجد ظهور الموهبة في عمر واختفاءها لعدة عوامل بيئية وصحية تعترض حياة الموهوب، فمنهم من ظهر نبوغه في سن مبكرة كالشاعر أبي قاسم الشابي الذي ملأ الأرض شعرًا عذبًا، وقد توفي وعمره خمس وعشرون سنة، أي أن موهبته الشعرية ظهرت، ونضجت في عمر مبكر، وكذلك النابغة الذبياني الذي نبغ في الشعر وعمره أربعون سنة.
كما أكد الباحثون أن ظهور الموهبة والتفوق في سن مبكرة جدًّا، أو متأخرة جدا لا يحدث إلا في حالات نادرة، أما المعتاد فهو ظهور الموهبة ما بين (18 – 25) سنة، ويرتفع إنتاجه المميز في الكم والكيف وهو في سن من (30 – 45) سنة، ثم يأخذ إنتاجه بعد ذلك في الهبوط بسبب هبوط النشاط البدني، والصحة العامة، وزيادة الانشغال بالأمور الحياتية؛ ولهذا يرى الكثيرون ضرورة الكشف عن مواهب الطلبة في سن مبكرة من أجل مساعدتهم على نمو قدراتهم، ومواهبهم في مراحل مبكرة؛ للاستفادة من إنتاج الموهوبين الإبداعي.
وبما أن الأسرة هي الحاضنة الأولى والبيئة التنظيمية التي يبدأ منها اكتشاف الطفل الموهوب، والآخذة بيده، وتقديم وسائل الرعاية اللازمة لتنمية قدراته وإمكانياته؛ إلا أنها تعجز أحيانا عن القيام بدورها كاملا؛ وذلك بسبب عوامل الجهل، أو نقص الخبرة، أو قلة التدريب.
ولذا وجب تقديم الرعاية النفسية والاجتماعية للموهوبين، ولا يمكن التخطيط للعمل الإرشادي بمعزل عن البيئة الأسرية المؤثرة في ظهور التفوق والموهبة لدى الطفل الموهوب، وعلى هذا يهدف الإرشاد الأسري إلى مساعدة أفراد الأسرة؛ لتحقيق التوافق النفسي، وحل المشكلات التي تواجههم خلال التنشئة الاجتماعية، ومن أهم الحاجات الإرشادية والاستراتيجيات المناسبة لأسر الأطفال الموهوبين ما يأتي:
1- فهم الفروق ومعرفتها بين الأطفال والموهوبين والعاديين.
2- ملاحظة الطفل بشكل منتظم؛ للتعرف المبكر، والكشف عن الأطفال الموهوبين من خلال تزويد الآباء بمعلومات عن وجود الموهبة.
3- تقبل الطفل الموهوب ودعمه، وتزويد الآباء بمعلومات وبرامج حول كيفية تربية الموهوب.
4- فهم الحاجات الإرشادية ومعرفتها، وخصائص الأطفال الموهوبين ومشكلاتهم، ومراحلهم الحياتية، وكيفية التعامل معها.
5- تحقيق تقييم واقعي عن قدرات الطلبة وإمكاناتهم، وكيفية تنميتها، وتشجيع البحث الحر، والتركيز على تقديم خبرات متنوعة.
6- الوعي باحتمالات استغلال الذكاء ومخاطره من جهة، وإهمال الطفل الموهوب أو رفضه من جهة أخرى.
7- دعم القدرة على التحمل والطمأنينة، وخفض الضغط النفسي والتوتر، والتعرف على حاجات الطفل الموهوب.
8- فهم خاصية السعي وراء الكمال، وعدم التركيز على الأداء، وربطه بالقدرة على التركيز على الدرجات فقط.
9- دمج الطفل الموهوب في الأسرة والمجتمع، وإعداد برامج دعم للأشقاء والآباء.
10- توفير الإمكانيات المناسبة، وتهيئة الظروف الملائمة، كما يجب إتاحة الفرصة للطفل الموهوب؛ للتعرف على الأشياء الجديدة ، وتشجيعه على القراءة والاطلاع.
11- تعامل الطفل الموهوب باتزان؛ فلا يصبح موضوع سخرية لهم، كما يجب ألا تنتقض الأسرة من شأن الموهوب، أو تبالغ في الإطراء والاستحسان الزائد.
12- تنظر إلى الطفل الموهوب نظرة شاملة، فلا يتم التركيز على القدرات العقلية، أو المواهب الابتكارية والإبداعية المتميزة فقط.
13- إسناد بعض الأدوار الأسرية للطفل؛ لتنمية المسؤولية الاجتماعية لديه، وتشجيع الطفل على إبداء رأيه في الأمور الأسرية ؛ لتنمية قدرته على حل المشكلات.
14- البعد عن التشدد في عقاب الطفل وتأنيبه.
15- عدم ممارسة التصحيح المستمر للأخطاء البسيطة التي يقوم بها.