شوقي لنثرِ القلمْ
خلفان بن ناصر الرواحي
في لحظتي الشَّماءْ
ينتابني..
شوقٌ فريد يجذبني نحوكْ
وحنينٌ عظيم يقودني إليكْ
وتوقدٌ في السردِ والكتابةْ
ينتابني..
شعورٌ لفراقِ الكلماتِ التي تُزخرفُ الأوراقَ الناصعةْ..
بالحبرِ..
والإثراءِ..
والزخارف..
والكلماتِ الصادقةْ…
كشوقِ الرضيعِ لفقدِ أُمهْ
وشوق الربيع للتجلّي في أغصانِ وأوراقِ الشجرْ
وشوق لحظةِ الفقدِ للولوجِ في أعماقِ بحورِ الشّعرْ
ولهفة الولهان إذْ يعانق السماءْ
ينتابني
شوقٌ غريبٌ على بابِ الرجاءْ
يا قلمي
هل تقبلِ الأعذارَ منّيّ؟
لقد سهوتَ وتركتَ نثري
وتراكمت الأعذار فلا تلمني
ونسيت نفسي وعشق فني
لقد صببتُ ترياق القلمْ
في مقالٍ في صحيفة أو في كشكولي الأصمّْ
مليءٌ بما يدور في الحياةِ من همومٍ أو ألمْ
وتناسيتُ نفسي أنَّ نثري يرتجيه مَنْ عَلِمْ
فبعضهم من أجل بُعدي عنه قد سألْ…
ولم يعدْ يرى ما كان نثرًا
مني بروحهِ يسقيكْ..
يا قلمي المنسيَّ
والمتروك فوق الرَّفِ
في أدراجِ الضياعِ، هل يرضيكَ؟
وهل أنّ عذري لا يكفيكْ؟
وكل خواطري التي ألقيتها..
في هذه الحروفِ لا تكفيكْ..
فعذرًا يا قلمي فنهري غدا لا يسقيكْ
ووقتي لمْ يكن حظهُ يرضيكْ
فخاطري مُتعبٌ.. مُنهكْ
ولكنَّ روحي لم تزلْ تتوقْ
كنسمةِ الربيعِ أثارتْ نزوتي
ولم تزلْ سفينتي باحثةً، في عُبابِ هذا البحرِ عن شاطيكْ
يا قلمي،
شوقي إليك يُحرك نشوتي
وحزني عليكَ يمحو الأكدارْ
فأنا الذي دفنتُ كنزي لأجلك
مُذ بدأت أعشقُ الكتابةْ..
وتركتُ روحي فيكْ
مودعًا الملل والرتابةْ
علقتُها لديكَ مستعينا
بالنورِ سراجنا يعطينا
لعلَّ نورهُ يرويكْ
وحِبرهُ عمري فهل يرضيك؟