2024
Adsense
القصص والرواياتمن عُمان

ساعة الزمن والمناقشة في محكمة الأيام

سالم بن محمد المعشري

تدور الأيام والشهور على ذلك الكوكب المليء بالسرور وبقيت أوراق السنين يابسة بسبب جفاف الحنين وفراق الماضي البعيد إلى كوكب جديد يزرع حكايات على تلك البصمات التي تركها، وتبدأ مغامرة اللقاء بدون أي عقبات.
قد تضرّ بذلك الكوكب ويحين موعد جديد يجمع بين الماضي ورحلته إلى عالم الحرية.
تتقدم أوراق السنين وتبدأ بالعتاب:
– لماذا تركتني وحيدة ورحلت عني؟
الماضي: أبحث عن الحرية ولم أجدها قريبة فكان رحيلي بقصد التغيير لا غير.
أوراق السنين: أوراقي أصبحت يابسة من أول يوم أطفأتَ فيه شمعتك.
الماضي: لا تلوميني فهذا طريقي أسلكه ولا يفيد العتب لأني سعيد وبجانبي الحرية.
وبدأ النقاش بينهما وعتاب كلّ منهما للآخر لعلّ أحدهما يأتي بالحلّ، ولكن دون جدوى، فالكلّ يرى نفسه أنه على صواب.
قد تكون الأوراق كبرت وليس بمقدورها أن تلبي طلباته لأن طلباته قد كثرت ويريدها بأسرع وقت ممكن ولا يحتمل الصبر ولو لدقائق.
كيف يريد هذا كله وهو غير مقسّم لأوقاته، مشغول في ذكرياته الماضية التي في نظره قد تعود ولا يفكر في الحاضر الذي يقف أمامه.
لا بدّ من الصلح بينهم ولكن إلى أين سيلجؤون لحلّ مشكلتهم هذه التي تركت لهم الحزن وعدم الراحة، والوسيلة الوحيدة هي اللجوء إلى ساعة الزمن لعلهم يجدون الحلّ المقنع والرأي السليم فيما بينهم.
تم استدعاء ساعة الزمن والمناقشة في قاعة الأيام بين أوراق السنين والماضي وأخذ أقوال كل منهما.
بداية الجلسة: بدأت ساعة الزمن بمقدمة بسيطة وكان مضمونها يلي: (الود والصلح يجعل كل واحد منكما سعيداً، فالحياة تتطلب الصبر وعدم اليأس، فلماذا العتب بعد كل هذا العمر؟
قد يلوم بعضكما الآخر في مشكلته التي لا تحتاج إلى كل هذا النقاش.
بعد الانتهاء من المقدمة التي قامت بها ساعة الزمن بدون أي عقبات ضدّ كل واحد منهما وهي مجرد موعظة للطرفين، تبدأ الأسئلة والتي كانت موجهة في البداية إلى الماضي:
– ما هو سبب رحيلك المفاجئ وكرهك لأوراق السنين؟
الماضي: لا يعتبر رحيل ولا كره وإنما نزهة إلى كوكب جديد عشت على أمل أن يرجع جزء من ذكرياتي ولم يتحقق، فلجأتُ الى من يقدّر مشاعري التي أصبحت متجمدة على بابي.
– أيتها الأوراق أصحيحٌ ما قاله الماضي؟
أوراق السنين: أنا بالفعل لم أحقق جزءً من الذي طلبه وذلك بسبب أن الزمن ليس بزمننا فلا أستطيع أن أرجِع الذكريات الماضية.
بعدما أخذ آراء كل واحد منهما، بدأت ساعة الزمن بالتعليق على ما سبق ذكره من الطرفين:
قد لا ألوم كل واحد منكما على ما قاله ولكن هل من المعقول ما تقوله أيها الماضي بطلبك هذا؟
أتريد الحرية وتنسى أوراق السنين؟
كل واحد منا يحب الحرية ولكن أن لا تكون الحرية للأبد وننسى أحلامنا معلقة على باب الذكريات فلا بد من يوم نرجع فيه إلى إحدى أوراق السنين.
بعد ما كان ذلك التحقيق موجهاً إلى الماضي فلا بد من إجراء التحقيق إلى أوراق السنين.
– بداية حواري معك: هل تعتقد أن كل ميت سيعود؟
بالطبع لا فهذا هو الماضي ولكن عندما يرغب الشخص في تذكار ما فاته عليه بألبوم الصور، فإن جميع ما يرغبه سيجده في ذلك الألبوم.
الكلّ كان ينصت ونادم على كل ما قاله.
وأخيراً تم الصلح بينهما وبدأ كل واحد منهما بفتح صفحة جديدة من صفحات الحياة وذلك بفضل ساعة الزمن التي كانت الوسيط بينهما.
الحياة تجارب يدركها البعض أو في بعض الأحيان قد تكون عِظة إلى الطريق الذي يسلكه من ناحية أنه مخطئ أو كان على صواب.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights