1. الصِّحافيّ ناصر بن سليمان(الثاني) بن ناصر اللمكي
ليلى بنت سعيد اللمكية
اسمه : ناصر بن سليمان(الثاني) بن ناصر بن سليمان بن راشد بن سعيد بن عمر بن ذيب اللمكي:
حياته الشخصية:
وُلِدَ عام 1832م، من أولاده محمد وجوخة وسعادة، وزوجته السيدة فاطمة بنت الشيخ حميد بن محمد المرجبي- الملقب تيبوتيب-.(1)
أدواره في صحيفة الفلق:
كان ضمن هيئة التحرير التي اخْتِيرَت للإشراف على مواد صحيفة الفلق- الناطق الرسمي للجمعية العربية في زنجبار- باللغتين العربية والانجليزية بجانب الشيخ هاشل بن راشد المسكري(2)، والشيخ عبدالله بن سليمان الحارثي(3)، والذي تولى رئاسة تحريرها حتى نهاية الحكم العربي في شرقي أفريقيا في يناير 1964م.
وقد نشرت صحيفة الفلق الصادرة في 20 شعبان 1357هـ/15 أكتوبر 1938م بيانًا عن الجمعية العربية في زنجبار ما يلي نصه:
” بمناسبة الضجة التي قامت في البلاد لقيام بعض المصلحين العرب بتأسيس جمعية عربية عمانية رأينا أن ننشر بعض الحقائق عن الجمعية العربية(4) الموقرة والمعتبرة كهيئة رسمية ممثلة لكافة العرب في زنجبار.
وستكون كتابتنا حسب نص قوانين الجمعية العربية التي سنّتها اللجنة بموافقة السيد سالم بن كندة رئيس الجمعية العربية عام 1342هـ والمنشورة باستمارة(1) في عام1341هـ”.
وكان المرشد في سن هذه القوانين المصلح الأكبر، وكاتب التحرير المرحوم الشيخ ناصر بن سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي.
دوره في الإصلاح الزراعي:
ونتيجة للنهضة الزراعية التي قامت في تلك الفترة فقد كتب الشيخ ناصر بن سليمان( الثاني) اللمكي عددًا من المقالات حول مطالب زنجبار والإصلاحات، وقد نُشِرَت في صحيفة الفلق عندما وُجِدَت في مذكراته، وكان نشر المقال الأول بعد وفاته بتاريخ 30 يوليو 1937م/22 جمادى الأول 1356هـ، والجزء الثاني من هذا المقال نُشِرَ بتاريخ 6 أغسطس 1937م/29 جمادى الأول 1356ه، أما المقال الآخر نُشِرَ بتاريخ 13 أغسطس 1937م/6 جمادى الآخر 1356هـ وكان يحمل عنوان البنك الزراعي، وفيما يلي نماذج لنصوص من هذه المقالات:
نص(1)- سيدي لا يخفى على سعادتكم أن القرنفل هو مصدر ثروتنا وقوام سكان زنجبار والجزيرة على اختلاف أجناسهم تتوقف معيشتهم على محصول هذه الأشجار …الخ .
نص(2)-سيدي إنني أذكر لك حقائق مؤلمة، وكرجل بريطاني حر ومُحنك لا يمكنك إلا أن تتألم لألم العرب فيما تَقَدَّم من مُذكرتي هذه، وأن تتعدى أفكار سعادتكم أفكارنا، أن نتيجة هذه الحالة إنقاذ الثروة الأهلية، ولذا أقدم لكم اقتراحنا لتأسيس بنك زراعي …الخ.
عمله في صحيفة النجاح:
عمل الشيخ ناصر بن سليمان (الثاني) اللمكي كرئيس تحرير لأول صحيفة عربية تصدر في زنجبار وهي صحيفة النجاح، وأصدرها حزب الإصلاح في مارس1911م/صفر 1329هـ، وكان صدور العدد الأول منها في 12 أكتوبر 1911م/20 شوال 1329هـ، وكانت صحيفة أسبوعية تصدر يوم الخميس من كل أسبوع في حجم اللوحة المتوسطة (التابليود النصفي)، وعدد صفحاتها أربع صفحات، وهي صحيفة حزبية سياسية صدرت لِتُعَبِّر عن حزب الإصلاح الذي أسسه العرب العمانيين في زنجبار، لِيُعَبِّر عن مبادئه وأفكار أعضائه من العرب وغيرهم، وكذلك أخبار العرب عامة في زنجبار.
ورفعت الصحيفة شعار النجاح لحزب الإصلاح، ويظهر في ديباجتها عبارتَيْ: “إن أُريد إلا الإصلاح ما استطعت”، “كل من ثابر على العمل أدرك النجاح”، وكان صدورها في عهد السيد علي بن حمود بن محمد ثامن سلاطين البوسعيد العمانيين في زنجبار والجزيرة الخضراء”بمبا”.
وفي العدد الثامن22 ديسمبر 1911م/2 محرم 1330هـ غطَّت الصحيفة خبر تَنْصِيب السيد خليفة بن حارب بن ثويني بن سعيد بن سلطان البوسعيدي سلطانًا على زنجبار، وأيضا ترجمة مسيرة السيد خليفة بن حارب السياسية، ونجد في العدد نفسه أخبار عن العالم خارج حدود زنجبار، تتصل بالحرب الدائمة بين العثمانيين والطليان.
مشاركات صحفية أخرى:
ولقد كتب الشيخ ناصر بن سليمان (الثاني) اللمكي مقالاً عن فاتح الكونغو في وسط أفريقيا الشيخ حميد بن محمد بن جمعة المرجبي (تيبوتيب) والمعروف عند الزعماء الأفارقة بحميد الدين، ونُشِرَ هذا المقال في مجلة الهلال المصرية بتاريخ 10 يوليو 1906م/9 جمادى الأول 1324هـ.(7)
آراؤه وفكره الإنساني:
ومن خلال ما توصلنا إليه من وثائق حول بني لمك وجدنا أنه في أحد اجتماعات الجمعية العربية في زنجبار عام1911م، أدلى الشيخ ناصر بن سليمان (الثاني) اللمكي برأيه حول أعمال العنف والوحشية للإيطاليين في الأراضي الليبية حيث قال:
“لا بد أن يكون هناك تعاطف من العالم الإسلامي كله ليقوم بمساعدة للعاجزين والأرامل واليتامى الذين تعرضوا لوحشية الإيطاليين بسبب الحرب … الخ”.
وفاته:
توفي الشيخ ناصر بن سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي- رحمه الله- عام 1932م، أي قبل وفاة والده الشيخ سليمان بن ناصر بثلاثِ سنوات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع والمصادر :
1. التاجر والسياسي الشيخ حميد (حمد) بن محمد بن جمعة المرجبي (1255-1322هـ/1840-1905م)، عُرِفَ بثلاثةِ ألقاب باللغة السواحيلية وهي كالتالي: (تيبوتيب ومعناه محاكاة لصوت البندقية، وكينجوجوا ومعناه الضبع الأرقش، ومكانجوانزارا ومعناه الذي لا يخاف أحداً، وقد أطلقها عليه الأفارقة، وُلِدَ في زنجبار ونشأ فيها، ولم يكمل تعليمه بل انصرف إلى التجارة وعمره لم يتجاوز الثانية عشر، وكبرت تجارته وأصبح صاحب قوافل تجارية مدعمة بالجنود المسلحين، وكان يسيطر على طرق البر الأفريقي ويعرفها جيداً، ولكن ذلك أدى لاستغلاله من قبل المستكشفين الجغرافيين مثل سبيك وكاميرون ولفنجستون وستانلي لإرشادهم وتوفير الحماية لهم في استكشاف القارة الأفريقية، توفي المرجبي بمرض الملاريا في زنجبار ودفن فيها في 10ربيع الأول 1323هـ/14يونيو 1905م، الموسوعة العمانية، المجلد3، ص 1151-1152.
2. الشيخ هاشل بن راشد بن هاشل المسكري، وُلِدَ في ولاية إبراء، واختلفت المصادر في تحديد تاريخ ولادته بين عام 1311هـ/1893م وعام 1313هـ/ 1995م، توفي والده وعمره لم يتجاوز العاشرة، سافر منذ طفولته مع أبناء عمه إلى زنجبار، ودرس علوم الدين والفقه واللغة والأدب، ثم عاد الى عمان ودرس علوم الدين والأدب على يد سيف بن علي بن عامر المسكري، عاد من جديد إلى زنجبار والتحق بالجمعية العربية كإداري في عام 1345هـ/1926م، ثم عُيِّنَ كاتب سر لها وفي عام 1352هـ/ 1932م عُيِّنَ سكرتيرا لها، وكان صاحب فكرة تأسيس صحيفة الفلق، وتولى رئاسة تحريرها لثلاث دورات متقطعة، بعد أحداث عام 1964م عاد إلى عمان وخاطب السلطان سعيد بن تيمور في عمان لتسهيل عودة العمانيين لوطنهم الأم عمان، توفي الشيخ هاشل المسكري في ولاية إبراء في ذي القعدة 1378هـ/فبراير 1968م، الموسوعة العمانية، المجلد 10، ص 3727.
3. الشيخ عبدالله بن سليمان بن حميد الحارثي (1303-1392هـ/1886-1972م)، ولد في بلدة المضيرب بولاية القابل بمحافظة شمال الشرقية، سافر إلى زنجبار (بدون تاريخ) وبقي هناك ما يقارب (40) عاماً، ساهم في تاسيس الجمعية الوطنية العربية وكان رئيساً لها، وترأس أيضاً المنظمة الزراعية في زنجبار، وساهم في تنشيط الحركة الثقافية هناك، عاد إلى عُمان بعدما ساءت الأمور في زنجبار بتولي حزب المعارضة الحكم، وزار كل من الكويت والسعودية ومصر لشرح قضية العمانيين في زنجبار وضرورة إعادة حقوقهم بعد أحداث 1964م، وله في ذلك عدة مراسلات يُحتفظ بقسم كبير منها في مكتبة الشيخ سالم بن حمد الحارثي، الموسوعة العمانية، المجلد 9، ص ص 2381-2382.
4. تأسست عام 1925م كهيئة رسمية تمثل كافة العرب في زنجبار، ترأسها السيد سالم بن كندة ثم السيد حافظ بن سيف البوسعيدي، وكل من عبدالله بن سليمان الحارثي وهاشل بن راشد المسكري لاحقاً، أما قوانينها فقد سنها المصلح والمحرر والكاتب ناصر بن سليمان بن ناصر اللمكي، العمانيون وأثرهم الثقافي والفكري في شرق أفريقيا (1870-1970م)، هدى الزدجالي،ص ص 222-223.
5. للتاريخ، صحيفة الفلق، 13 اغسطس 1937م، ص 2 .
6. دراسات صحفية، الصحافة العمانية(نشأتها،تطورها،إتجاهاتها)، فوزي مخيمر، الباب الثاني، صحافة المهجر الأفريقي، الفصل الثاني، الصحافة العمانية في أفريقيا، بحث غير منشور.
7. حميد بن محمد المرجبي فاتح الكونغو، ناصر بن سليمان بن ناصر اللمكي، مجلة الهلال،ج10، السنة 14،1906م.
8. وثيقة خاصة استلمتها الباحثة من الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي، جامعة السلطان قابوس، عام 2001م.