أَحـلَام واَمال ضَاعَتْ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ
خَلِيفَة الْحَسَنِي
قَـدْ تَكَوَّنَ تَجْرِبَة بَعْض رَوَّاد الْأَعْمَالِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ جَمِيعِهِم أَصْحَاب الْمُؤَسَّسَات الصَّغِيرَة وَالْمُتَوَسِّطَة مُرُوا بِهَـذِه التَّجْرِبَة الْفَرِيدَة مِنْ نَوْعِهَا وَخَاصَّةً فِي فَتْرَةِ جائحـة كورونا وتبعياتها الَّتي أَثْقَلَت كَأَهْل هَـذِه الْمُؤَسَّسَات بِالْكَثِيرِ مِنْ الصِّعابِ وَالْخَسَائِر وَهَـدْم تِلْك الْآمَال وضيعان الْوَقْتِ دُونَ جَدْوَى تَذَكَّر وَرَغَم التَّشَبُّث بِالْحَيَاة لِهَـذِه الْمُؤَسَّسَات وَمُحَاوَلَة التَّغَلُّبُ عَلَى تِلْكَ الْمَخَاطِر وَالْخَسَائِرِ الَّتِي تَلَاحُقُهَا، مِمَّا أَصْبَحْت أَغْلِبْهَا رَهِينَـةٌ الدعـاوي بالمحاكم وَمِنْهَا مَنْ يَنْتَظِرُ هــذَا الدَّوْرِ، وَلِهَذَا التهاوي الْمُسْتَمِرّ والتراجع بِهَـذِه المستويات المتدنية مَع غِيَاب أَدْنَى الحوافز وَالْحَزْم الَّتِي أَقَـرَّتْ سابقاَ لِأَجْل تَـذْلِيل الصِّعَاب لِهَذِه الْمُؤَسَّسَات وَبِالرَّغْم بِأَن هُنَاك الْأَوَامِر والتوجيهات السامية بِاعْتِمَاد حُزْمَةٌ مِنْ المبادرات وتعزيز نَشَاط هــذه الْمُؤَسَّسَات وَاسْتِدَامَتِهَا وبِضَرُورَة الْوُقُوفُ عَنْ قُرْبٍ مِنْ الْمَعْنَيَيْنِ وتذليل الصِّعَاب لرواد الْأَعْمَال وَغَيْرِهِمْ مِنْ المكافحين للقمة الْعَيْش، وَمِنْ هَــذِهِ الْأَوَامِرِ والتوجيهات الْكَرِيمَة الدَّعْم بقروض طَارِئَةٌ وَلَـكِنْ لَـمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَيْ تَجَاوَب مِنْ شَأْنِه اِنْقَاذ مَا يُمْكِنُ إنْقَاذِه وَإِنَّ آلية الْبَدْء بِالْعَمَل وَالشُّرُوط الْمُرَافَقَة لِهَـذَا الدَّعْم يَرَاهَا الْبَعْض بِأَنَّهَا قَــدْ زَادَتْ أَضَعاف الْمُعَانَاة.
وحيث أن أَغْلَب رَوَّاد الْأَعْمَال استكملوا الإجْرَاءات والشُّرُوط الْمَطْلُوبَة مِنْهُم وما زالَـت هَـذِه الْأَلْيَة تَعمل بِأَقَلّ الْخُطُوَات بالرَغِم مِن نداءات الْإِغَاثَـة مِنْ أَصْحَابِهَا وَلَا تُوجَـدُ بَادِرَة مِنْ شَأْنِهَا الِاطْمِئْنَان لَو بِتَنَفُّس قَلِيلٌ عَلَى الْأَقَلِّ ونحن نَدْخُل قرابـة سنـة مِنْ صُدُورِ قَرَار هَـذِا الدَّعْم الْمُنْتَظَر، ولـذلك بِأَن الْجِهَات ذَات العلاقـة تَعْلَم بِمَا يُعَانِيهِ رَوَّاد الْأَعْمَال أَصْحَاب الْمُؤَسَّسَات الصَّغِيرَة وَالْمُتَوَسِّطَة خَاصَّة والمقيدين تَحْت مُظِلّة بِطاقَـةٌ رِيادَة وَشُرُوطِهَا التعجيزية وَعَـدَم جـدواها بِالنِّسْبَة لشريحة كَبِيرَة ًمِنْ أَصْحَابِ الْمُؤَسَّسَات الّـَذِين تقيدوا بِهَــذِه البِطاقـَة وَكَانَت الْآمَال تراودهم نَـحْو آفَاق أَوْسَع وَلَكِن قــد جَاءَتْ هَـذِهِ الْآمَال عكسية عَلَيْهِم وها هم يَدْفَعُوا فَوَاتِير بَاهِظَة مَا كَانَتْ بِالْحُسْبَان وَلَيْس وَحَسَب تبعيات كورونا وتأثيرها الْعَـامّ عَلَى قُطَّاع الِاقْتِصَاد خَاصَّة فـأن رَوَّاد الْأَعْمَال هـم مَنْ كَانَ لَهُمْ هـذا التَّأَثُّر الْمُبَاشِر وَمَا زَال.
وَلِهَـذَا فـأن مَنْ الضَّرُورِيِّ الْإِسْرَاع بِوَقْف هـذه الخَسائِر وَمَا تَرَتَّبَ عَلَيْهَا مِن تبعيات خَطِيرَةٌ وبتوفير التَّسْهِيلَات الْلازْمَة حـوْلَ هَـذَا الدَّعْم حَتَّى تَعَزَّز مَسِيرَة رَوَّاد الْأَعْمَال للمؤسسات الصَّغِيرَة وَالْمُتَوَسِّطَة خَاصَّةً حَتَّى تَتَمَكَّنَ مِنْ اسْتِكْمَالِ أَعْمَالِهَا الْمُخْتَلِفَة وَالْمُشَارَكَة الْحَقِيقِيَّةِ فِي بِنَاءِ هَــذَا الوَطَنِ وَتَحْسِين مُسْتَوَى الْمَعِيشَة لـرواد الْأَعْمَال.