أنتِ حياةٌ.. تسكِنُ قلبي …
خلفان بن ناصر الرواحي
يا أرض ميلادي..
كنتِ أهم مكان
في ذاكرتي..
في تاريخي..
ومنذ ولادتي
وسوف تكوني أعزّ مكان
عبر شبابي..
وحتى اليوم..
وحتى أُحمل على أكتافٍ أربعْ
أنتِ الآنَ..
شواهد تُذكر..
جدران شموخٍ
تنطق حُبّاً
فرغم هجران الأوطان
أنتِ الذكرى التي أذكرها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.
أنتِ الوطنُ الحرُّ
والحضن الدافىء..
منذُ أن خطّت روحي
الأحلامْ.
أنتِ حياةً..
كانت تسكن قلبي..
قبل كلّ البلدانْ.
يا موطنَ أهلي..
ومسقط رأسي
أنتِ من يسكن جسدي
منذُ قديم الأزمانْ.
أنتِ جنة حُلمي..
ونهرٌ متدفق جارٍ
يُطفأُ ظمئي
لأكتبُ بوح الأقلامْ.
أنتِ خيالي الواسع..
حيث سكون الليل..
ونورُ الشمس المشرق
وفجر صفاء الذهن..
حيث نقاء الروح..
وحيث تطيبُ الأشجانْ.
يا من تدغدغُ ذاتي
بماءِ النبع..
وتسكنُ في العينينِ..
بدر تمامْ.
أسيرُ حيثُ أسير..
أطيرُ حيثُ أطير..
فلن يتغيرَ شيءٌ
في وجداني..
في إحساسي..
في أحلامي..
في عاطفتي..
في إيماني الراسخ صدقاً
فأنا سوف أَظَلُّ على العهدِ ..
ميثاقا وكيانْ.
فيا حبي الخالد أبداً
أحبك جداً
وأعرفُ أن البَوح بحبي
فيك قليلٌ
فلا تكفيه صفحات كتابْ.
وأعلمُ أنّكِ وطني
وليس لديّ بديل
وأعرف أن زمان الأمسِ
أصبح ماضٍ
ولكن يظلَُّ الحلمُ جميلْ.
أحبك دوماً..
أحبك جداً
يتعدى حدود الكون الشاسعْ.
وأعرف أني أعيش عنك بعيداً
وأنتِ بقلبي ..
بين ضلوعي..
يتحرك ماء الحب..
وينبض قلبي..
يهتف باسمك
يا خير الأوطانْ.
وبيني وبينك ودٌّ
وحكايات كانت تُروى..
ليل نهارْ.
وستظلُّ الذكرى..
باقية تشهد..
يا خير الأوطان
بلحظات العمر الماضي
حيث الذكرى.. ممزوجة
بضحكات الأطفال
وبظلال ورقات الشجر الأخضر
وقطرات المطر المنعش..
وبرق لاحَ بين رباب
ورعدٌ يدوي..
يعطي نغمات تثري
لنعدو فرحاً
مع جريان أنهارِ الوديانْ.