سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

رائحة الغرب تفوح بشيء لا يسرّ القلب

رائحة الغرب تفوح بشيء لا يسرّ القلب

ميادة شكري

هل تظن أن سقوط كابول في أيدي طالبان راجع إلى صدفة قدرية أو إلى قوتها العسكرية؟ دولة بكامل عتادها وميزانيتها وأرصدتها وخيراتها، بالإضافة لوجود قوات أمريكية، متعاونة مع الجيش الأفغاني بمعداتها وأسلحتها تسلم هكذا مغلفة بورق هدايا لجماعة إرهابية، وليدة الكهوف والجبال؟

رائحة الغرب تفوح بشيء لا يسر القلب، فهل ستصنع الولايات المتحدة من طالبان عصا لها لتحقيق توازنات ومصالح خاصة بها في المنطقة؟ ولمَ لا؟

جغرافيا أفغانستان تحدها الصين شرقا، وإيران غربا، “عدو سياسي وعدو اقتصادي وبينهما أفغانستان.!” إذن لمَ لا تدار القوى وفقاً للمصالح، وتصبح أفغانستان أرض ميلاد الخلافة الاسلامية، وتتصدر مشاهد العنف في المنطقة، بتحريك أمريكي، وربما تصبح أيضاً في القريب العاجل، الأم الحاضنة لما تبقى من أجنّة مشوهة لخلاياهم النائمة في كل الدول العربية؟

فموقف طالبان من دولة إيران مشهود له بالتوتر بسبب اتهام طالبان لإيران، بتصدر المذهب الشيعي داخل أفغانستان، وبالمثل تتهم إيران طالبان بأنها تضطهد الأقلية الشيعية بأفغانستان.

أما الوضع بالنسبة “للتنين الصيني” فلا يقل خطورة وتوتراً جرّاء العنف في أفغانستان، فلقد أعرب مسؤول أفغانستان بوزارة الخارجية الصينية، شياو يونغ، في حديث مع تلفزيون الصين المركزي (سي سي تي في)، “نأمل أن تدرك جميع الأطراف أن المهمة الأكثر إلحاحاً في الوقت الراهن هي تفاوض الطرفين”الحكومة الأفغانية و حركة طالبان” من أجل السلام، فنحن نحتاج أيضاً إلى ضمان عدم امتداد الفوضى إلى دول أخرى، خاصة أن هناك حدوداً بطول 90 كيلو متراً بين الصين وأفغانستان، وهي دولة مجاورة لنا”.

إذن هناك مصلحة مشتركة بين طالبان والولايات المتحدة ضد إيران، وكذلك التلويح بانتشار العنف للدول المجاورة الأخرى خاصةً “الصين”، ولكن ربما تكمن الأزمة الحقيقية والامتحان الأصعب لدى الرئيس الأمريكي”جو بايدن” في كيفية إقناع الشعب الأمريكي “بشكل علني” بتحالفه القريب مع طالبان.

تلك الحركة التي سبق ورفضت تسليم أسامة بن لادن للولايات المتحدة الأمريكية على إثر إدانته في أحداث ١١ سبتمبر، مما تسبب في دخول الولايات المتحدة حرباً في أفغانستان تحت مظلة القضاء على الإرهاب منذ ٢٠٠١.

فهل سيتقبل الشعب الأمريكي هذا التحالف الجديد، مع من رفض تسليم المتورط الاول، في قتل ٢٩٧٧ مواطن أمريكي واصابة٢٥٠٠٠ جرّاء أحداث ١١ سبتمبر؟ فلقد أظهرت استطلاعات الرأي الأمريكية، تشكيك الجمهوريين في قرار الانسحاب من أفغانستان، ومطالبة بعضهم بالاستناد للمادة ٢٥ من الدستور الأمريكي لعزل بايدن.

أم سيكون تسهيل سقوط كابول في أيدي طالبان هو بمثابة بداية نهاية بايدن؟

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights