2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

الشيخ سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي(2)

ليلى بنت سعيد اللمكية

تولّيْه نائب حاكم زنجبار: وفي:(26 ذي القعدة 1347هـ 7مايو 1929م) صدر قرار من السلطان خليفة بن حارب البوسعيدي -سلطان زنجبار- بتعيين الشيخ: سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي نائباً عنه في زنجبار؛ بسبب تغيب سلطان زنجبار عن سلطنته في زيارة تاريخية لدولة بريطانيا العظمى، والتي استمرت حوالي(6)أشهر.
وسَنُوْرِد في هذا المقام نَصّ قرار التعيين كما يلي:-
بسم الله الرحمن الرحيم
من عظمةِ السيد خليفة بن حارب سُلْطَان زنجبار،
إلى معتمدِنا و مشيرِنا وصديقنا المحبوب سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي الحامل للدرجةِ الأُولى من نيشاننا السامي الكوكب الدريّ وعضو مجلسنا التشريعي.
سلام عليكم،
من حيث إننا سنتغيب قليلاً عن أملاكِنا في زيارةِ بريطانيا العُظمى، ومن حيث لأسبابٍ متنوعة تعنينا وتعني حكومة أملاكنا قد ظهر لنا من المناسب أن نُعَيِّن نائباً للسلطنة في وعلى جميع أملاكِنا في المُدَّة التي سنتغيب فيها منها، والآن ليصير مفهوماً لديكم بأننا لثقتنا الخصوصية واعتمادنا في ولائكم وإخلاصكم وكفائتكم وبالسُلْطَة والتَفْوِيض الذي لا رَيْب فيه، أنه لنا وبنصيحة مجلسنا التنفيذي قد عَيّنَاكُم و أَقَمْنَاكُم بِهذا الصَكّ أيُّهَا المُعْتَمَد: سُليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي نائباً للسلطنة عَنَّا في وعلى جميع أملاكنا في أثناء غيابنا لا غير…الخ.
لاقَى خَبَر تعيين الشيخ سليمان بن ناصر نائباً للحاكم في زنجبار ترحيباً من عامةِ الشعب، ونورد هنا بعض الأدلة التي تؤكد ذلك الترحيب وتعكس المكانة والثقة التي حصل عليها الشيخ سليمان بِتَعْيينه نائب لحاكم زنجبار:
فعلى سبيل المثال لا الحصر عَثَرْنَا على قصيدةٍ شعرية لا يتضح لدينا تاريخها وكاتبها تحمل عنوان”التهاني الرايق في قدوم الوزير الحاذق سليمان بن ناصر اللمكي”، وفي ما يلي بعض ما جاء فيها:

أضياء شمس في الصباح المسفر ورجوع عهد للمقام الأنور
وظهور بدر بعدما جنّ الدجى وعبير مسك قد شيب بعنبر
و حضور ليث قد تجلى للورى فاهتزت الأرجاء بقسوة قسور
هذا ابن ناصر للمعالي قد أتي ناهيك باللمكي الوزير الخيّر
يا زنجبار لك البشارة فاكشفي عنك النقاب وقبلي ايدي السّرى
هذا هو الشهم الإمام وانّه لهو الخطيب على سماء المنبر
النائب السلطان إذ هي لم تكن إلا من الليث الهزبر الغضنفر
أهل لأعباء النيابة ماجد ماضي العزيمة كاليمان الأشْهَر

وفي قصيدة مؤرخة: في(2جمادي الثاني1419هـ) من نَظْمِ الشاعر: صالح بن علي الخُلاسي السمائلي، وكتابة الشيخ: سالم بن حمد بن سليمان الحارثي يقول فيها:

لَقَدْ نَصَبَتْ حُكُومَةُ زِنجبارِ سُلَيْمَانَ بْنَ نَاصِرِ لِلْقَرَارِ
على عرش النّيابة عن مليكٍ توجَّه لِلْمَسِيرِ عن الدِّيارِ
وإنَّ النّاسَ باللمكيّ طُرًّا قَدِ اسْتَرُّوا وكانوا في انتظارِ
وقد مَدُّوا لِسَانَ الحمد شكراً على السُّلطان قدوة كلّ قارِ
كَسَا اللهُ ابْنَ ناصر مُذْ تجلّى على الأكوان لُبْسَ الافتخارِ
فلا عجباً إذا ما نال مجداً فقد لَبِسَ الْوَقَارَ عَلَى الْوَقَارِ
أنيب لكي يدبر ما يراه صلاحاً للعباد بزنجبارِ
وانّي جئْتُ أهدي التّهاني نظاماً مشرقاً مثل النَّهارِ

ومن خلال تاريخ هذه القصيدة:(1419هـ/1998م) نُفَسِّر نَظْم الشاعر: صالح بن على الخلاسي لها في فترة تنصيب الشيخ سليمان نائبا لحاكم زنجبار، والشيخ الجليل سالم بن حمد الحارثي أعاد كتابتها في التاريخ أعلاه.

أيضا هناك رسالة مؤرخة في:(5 ذي الحجة1347هـ) مُوَجَّهَة من السَيِّد: حافظ بن محمد البوسعيدي رئيس الجمعية العربية بزنجبار للشيخ: سليمان بن ناصر اللمكي مُحْتَوَاهَا ما يلي: صديقنا المحبوب سليمان بن ناصر اللمكي:
“بالأصالةِ عن نفسي وعن كافة العرب بزنجبار والجزيرة أُقَدِّم لحضرتكم تهنآتِنَا -هكذا في الأصل- الخالصة على ما تَعَطَّف به عليكم عظمة مولانا السلطان بتعيينه إياكم نائِبِين عنه في مملكته، لقد عمَّنَا الفرح العظيم بنيلكم هذه الرُتْبَة السامية، فأنتم أهل لذلك…الخ”.

كذلك هناك وثيقة مؤرخة في:(7ذي الحجة1347هـ) نَصّها: “إلى حضرةِ نايب -هكذا في الأصل- الملك صاحب الفضل العميم الشيخ: سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي الكريم:
“سَلَّمه الله تعالى من ريبِ المنون وجعله من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون…سلام عليك ورحمة الله و بركاته أما بعد: فالباعث لهذا التحرير تهنئة لك بهذا المقام العظيم زادك الله شرفا آمين … وتهنئة من القمريين والسلام”.

مناصب أخرى:
والجدير بالذكر أن الشيخ: سليمان اللمكي تَوَلَّى مناصب أُخرى قَبْلَ توَلِّيه مهمة إدارة دولة زنجبار في فترة رحلة السلطان خليفة بن حارب إلى المملكة المتحدة:
– ففي عام(1922م)عُيِّن عضواً في مجلس المحمية المُؤَسَّس في عام(1914م).
-ثم حَلّ المجلس التنفيذي والمجلس التشريعي محل مجلس المحمية عام(1926م).
-وكان الشيخ سُليمان أحد أعضاء المجلس التشريعي الذي تأسَّسَ في(1مارس1926م)بجانب كل من السيد سالم بن كندة والشيخ سليمان بن مبارك المعولي.

المصادر والمراجع :
1. وثائق تاريخية إستلمتها الباحثة من الشيخ سالم بن حمد بن سليمان الحارثي(توفي عام 2006م رحمه الله) عام 2001م.
2. مجموعة وثائق تاريخية أهلية،ملك أولاد المرحوم الشيخ: محمد بن سليمان بن ناصر اللمكي.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights