الرؤية العمانية للأزمة في اليمن
خوله كامل الكردي
إن الرؤية العمانية للأزمة اليمنية تنطلق من مبدأ الأخوة وحق الجيرة، فسلطنة عمان كانت ولا تزال البلسم الذي يطيب جروح الأشقاء العرب في كل مكان فكيفما بالأشقاء في اليمن، فنخوتها العربية الأصيلة تحفزها أن تستثمر جهودها الدبلوماسية والسياسية في وضع تصور جاد وواقعي للمشكلة في اليمن والحرب الدائرة هناك، هي تقدم النصيحة المخلصة والمشورة المدركة لمجريات الأمور على الساحة اليمنية، كي توقف الصراع المحتدم بين الأطراف اليمنية.
فالواقع يملي على الدولة العمانية أن تنتهج نهج الحكمة في توحيد جميع الرؤى في اليمن وهذا نهج عمان على الدوام في كل حدث يجري على الساحة العربية والدولية. فاليمن جارة السلطنة ولها حدود طويلة معها وعلاقتهما ضاربة في عمق التاريخ، فالاستقرار السياسي والأمني في اليمن يأثر بشكل أو بآخر على أمن واستقرار جميع الدول التي لها حدود مع اليمن، لذلك تولي عمان الشأن اليمني أهمية كبيرة.
لقد خطت الدولة العمانية خطوات مهمة تصب في مصلحة وحدة الأراضي اليمنية وجمع الأطراف اليمنية المتصارعة على طاولة الحوار، كحل وحيد وأكيد لنزع فتيل الأزمة في اليمن. وباعتبار اليمن خاصرة السلطنة وذلك لتشابه العادات والتقاليد في المجتمعين بشكل كبير والطبيعة الجغرافية في كلتا الدولتين والعلاقات الأخوية القوية بين الشعبين، تبقى عمان الملاذ الآمن الذي يتطلع إليه الشعب اليمني دوماً بما يحمله من مشاعر المودة والمحبة للشعب العماني والثقة المتبادلة بينهما.