يا لهفةَ المشتاقِ للرستاقِ
علي بن سليمان اللويهي
يا لهفةَ المشتاقِ للرستاقِ
وحيَ الجمالِ وراحةَ الأحداقِ
الحسنُ أجمعَ أنتِ سرُّ جمالهِ
وبما حباكِ الله من أرزاقِ
للدهرِ أسماءٌ تفيضُ عراقةً
ولقد حَظيْتِ فزدتِ في الإشراقِ
إنا إليكِ نلوذ من أحزاننا
وكذا شِفاءُ صبابة العشاقِ
يا جنةً فيها حنينٌ دائمٌ
فكأنها محكومةٌ بِرَوَاقٍ
يا روضةً فيها النخيلٌ بواسقٌ
بجمالها منظومة الأعذاقِ
يا رسمةً فيها جمالُ مهارةٍ
وجداولٌ فيها تسير سواقي
“فالكسفة” العين التي شهدت على
أسرار خالقها جلالًا باقي
وعلى “المُيسّر” تعترينِ مشاعراً
فجمال صنعته جميل مساقي
يا معلماً فيها عظيمُ عمارةٍ
فقلاعها رمز الشموخ الراقي
يا قصةً شهدتْ حضارة أمةٍ
صدحتْ معالمها من الأعماقِ
فترى “البياضة” منبعًا لشيوخها
متوشحين مكارم الأخلاقِ
عرفوا العلوم على زوايا ركنه
وَأُعِدَّ جيلٌ طيِّبُ الأعراقِ
و”أبو ثمانيةٍ” وطيب أريجه
وأصالةً في مجمع الأسواقِ
والروضُ في أرجائِها بجمالها
ينساب أخضرَ كالحريرِ الراقي
وجبالها تختال في عليائها
وَتُسابِقُ الروادَ للآفاقِ
وديانها سحرٌ تروقُ لزائرٍ
فتُزيلُ مما كان من إرهاقِ
إن يسألوكَ مزارَ أنسٍ مقصَداً
فلها المزارُ لحسنها البراقِ
ميلادها إرثٌ جميلٌ رَسمُها
مخضرةُ الأرجاءِ والإيراقِ
رستاقُ أحلامي ودار سعادتي
العشقُ كل العشقِ للرستاقِ