السياحة العمانية
محمد علي البدوي
تحدثت فيما مضى عن ضرورة التكامل السياحي العربي ولذلك حاولت أن أدرس برشد وتأني مواقعنا السياحية العربية؛ لكي نرسم صورة حقيقية عن معالمنا العربية الفريدة والمتنوعة، وأن نجعل القارئ العربي في حالة بحث مستمر للتعرف على المعالم السياحية التي بلا شك سوف تبهره وتجعله يفكر في زيارتها.
بصفتي أكتب هذا الموضوع لجريدة عمانية أود أن أقدم اليوم واحداً من أجمل المناطق السياحية العربية وهي منطقة صلالة العمانية.
تابعت القراءة والإطلاع لأسابيع طويلة وهاتفت أصدقاء ومعارف كثر سائلاً إياهم عن أدق التفاصيل حتى أستطيع أن أرسم بالكلمات صورة حقيقية لهذه الوجهة الفريدة.
تقع صلالة في محافظة ظفار وهي العاصمة السياحية لعمان.
هي من أكبر مدن السلطنة وبها أسواق كبيرة وموارد طبيعية فريدة من نوعها جعلتها من أهم مراكز السياحة في منطقة الشرق الأوسط.
هي مزيج متنوع بين كل ما يتمناه السائح.
صحراء ووديان وآبار ومياه وأشجار وحيوانات برية وبها شاطئ يعد من أفضل شواطئ العالم.
أضف الي ذلك المنتجعات الفاخرة والخدمة المميزة والطقس المناسب.
وعمال عمانيون مهرة يتميزون بالحرفية والبشاشة وحسن الضيافة.
معظم دول الخليج تتميز بطقس حار في فصل الصيف إلا أن صلالة تتمتع بهواء منعش ودرجات حرارة معتدلة صيفاً مما يجعلها الوجهة المثالية للسياح خلال فصل الصيف.
كانت منطقة صلالة مركزاً تجارياً هاماً لتصدير اللبان وهي تقع في منطقة جبلية.
بها سهل (أتين) وعيون مياه مثل (عين رزات) و(وادي دربات) الذي يعد لوحة فنية لا مثيل لها أبدعتها يد الخالق سبحانه سبحانه وتعالى لتكون دليلا على عظمة خلقه وتكون أيضاً أحد مصادر التنوع السياحي في هذه المنطقة.
تحتضن جنبات الوادي مجموعة من الجبال والكهوف والبحيرات والشلالات في تناغم موسيقي يخلب العقول.
ثم يأتي حصن (مرباط) التاريخي بعظمة بناؤه الفريد الذي يعود إلي عام ١٨٠٠ م وهو شاهد حي علي تاريخ وصمود الشعب العماني العريق.
مسجد السلطان قابوس الذي بني عام ١٩٩٢م ويعد تحفة معمارية حديثة تبرز تفوق الشعب العماني قديماً وحديثاً في فن البناء والعمارة الإسلامية.
أما شاطئ (المغيسل) فهو درة تاج السياحة العمانية وهو واحد من اجمل الشواطيء الرملية في المنطقة العربية بل وفي العالم أجمع.
مياهه الفيروزية ورماله الناعمة وصخوره بديعة الأشكال والطقس المعتدل كلها سمات تجعله وجهة سياحية لا مثيل لها.
وأخيراً وليس آخراً يمكن للزائر زيارة مدينة (سمهرم) الأثرية والتي تعود الي عام ١٠٠ ق م.
بها طلال قلعة قديمة ومعبد عتيق ونقوش وكتابات تعود لعصور قديمة وهي دليل على امتداد جذور الشعب العماني في التاريخ واسهاماته في فن البناء والتشييد عبر العصور.
يمكن للسائح التجول داخل المدينة القديمة أو ممارسة رياضة المشي بالقرب من ممر ممهد يطل علي منطقة شاطئية تدعي(ممر خوري) وهي من أمتع اللحظات التي يمكن أن يجربها السائح.
حاولت الإيجاز والتوضيح بشكل مباشر حتى تكون كلماتي دعوة لكل عربي يفكر في قضاء إجازة خارج وطنه الأم.
ها نحن ذا نقدم له وجهة مميزة ومدينة فائقة القدرة علي الإبهار وخدمات سياحية على أعلى درجة من الجودة وقبل كل ذلك شعب مضياف لا يعرف الكبر أو الغرور بل يرحب بكم في ود حقيقي غير متكلف ويتسقبلك بابتسامة غير مصطنعة.
أدعو الجميع من هواة السفر إلى زيارة صلالة عمان في تجربة إنسانية فريدة لن تنسى.
ابتعدوا عن السفر الي بلدان غير عربية تأخذ أموالكم وتقدم لكم خدمة سيئة وتجربة معظم من عاشها من أصدقائي أكدوا أنها تجربة غير جيدة.
وأخيراً عزيزي القارئ العربي والمصري إبحث عن معالم صلالة وتابع القراءة حول معالمها السياحية وسوف تكتشف انك أمام وجهة من أهم وجهات السفر والمتعة ولن تندم مطلقاً.
حفظ الله شعوبنا العربية