تحقيق صحفي : “هل تجيد المرأة قيادة السيارة حقاً ؟ وما هو واقع تسببها في الحوادث ؟ “
تحقيق: لبخيت زعبنوت وسالم زعبنوت
سالم جعبوب “إن المرأة تتوتر وتصاب بالرهبة خصوصاً في المواقف الصعبة”
بسام الجعفري “لا تستطيع إخراج سيارتها من المواقف”
جيهان الوضاحي ” أعرف 7 نساء أكثر من عشرة سنوات تسوقن ولا مرة تعرضن لحادث“
النقيب حمد المقبالي ” لو لم تكن المرأة ذات قدرة على القيادة السليمة لما كانت القيادة العليا منحتها الفرصة لذلك”
وجود وجهات من النظر في المجتمع تقول بأن قيادة المرأة ليست جيده و تسببها في الكثير من الحوادث وتداول الكثير من التعليقات حول ذلك؛ جعلنا نطلع على تلك الآراء عن كثب والسعي نحو التعرف على واقع قيادة المرأة، ومدى نسبة مشاركتها في الحوادث المرورية، فما هي مبررات من يقول بأن قيادة المرأة تسبب مشاكل مرورية؟ وهل هناك من يرى عكس ذلك؟ وما هي الصورة الحقيقية لقيادة المرأة أمام الجهات المعنية بالأمر؟
“المرأة تتوتر”
تحدث سالم سعيد جعبوب < طالب جامعي> مؤكدا على تقيد المرأة والتزامها بضوابط وارشادات المرور الا أنه يشير قائلا “ان المرأة تتوتر وتصاب بالرهبة خصوصا في المواقف الصعبة، وأرى أن نسبة مشاركتها في الحوادث ملحوظة جدا ورغم عدم تعميمي على جميع النساء الا أنه نسبة كبيرة من النساء قيادتهن سيئة” ومن الامثلة التي ذكرها جعبوب لسلوكيات قيادة المرأة الخاطئة : الدخول في التقاطعات دون تركيز وعدم معرفة القيادة في الزحمة.
المواقف ومسار الطريق
ويقول بسام سليم الجعفري < طالب جامعي > في كلامه أنه لا ينكر بعض الفوائد التي تعود للمرأة في قيادتها للمركبة ولكن عندما نتحدث عن مدى مساهمتها في الحوادث ذلك شيء آخر، حيث قال ” المرأة تسبب بشكل كبير في الحوادث لأنها ضعيفة من ناحية العواطف، فمهما تكون ملتزمة بالقوانين تجد كل ذلك الالتزام ينتهي في لحظه من الخوف والارتباك عند مشاهدتها للحوادث، مثلا فقد تكون هي من يقوم بالحادث الثاني عند وقوع حادث أمامها حيث لا تستطيع السيطرة على المركبة ” وأضاف أيضا بعض المواقف التي تظهر فيها عدم قدرة المرأة في التصرف قائلا ” كثير ما يتكرر مشاهدتنا لمرأة تقف في المواقف لا تستطيع اخراج سيارتها من المواقف لصعوبة الامر حيث يستدعي الامر وجود رجل لإخراج السيارة، وأيضا نجد المرأة لا تبتعد عن مسارها أو تتوقف في حالة مواجهتها لأمر خارج عن سيطرة قائد مركبة آخر أمامها، فهي مستعدة تصدم أي شيء أمامها بحجة أنها ماسكة مسارها في الطريق ” ووضح الجعفري انه لا ينتقد المرأة في ذاتها ولكن ينتقد قيادتها التي تكون متذبذبة بسبب جوانبها العاطفية والنفسية وعدم المبالاة بالآخرين حيث يكون تفكيرها محدود بسيارتها، مشيرا أنها مستعدة على تشكيل زحمة كبيره مقابل قضاء حاجة معينة في الطريق سواء كان ذلك في الاسواق أو محطات البترول.
و يقول أيضا المحامي محمد معيبد المهري في بداية حوارنا معه الاتي: ” بشكل عام أن المرأة لا تصلح لها القيادة بشكل أو بآخر حيث تعتبر سياقة المركبات ليس بالأمر السهل” مبررا ذلك بقوله “بأن قيادة المركبات قد تبدو لنا بسيطة وقد يعتقد البعض أنها تحتاج الى قليل من الالتزام فقط، وذلك اعتقاد خاطئ، حيث إن قيادة السيارة مرتبط بحياة ناس ومرتبطة بمواقف صعبه جدا لا تستطيع المرأة الصمود أمامها بسبب عواطفها ومشاعرها التي لا تتحمل” و أشار في حديثه أن المرأة والعمالة الوافدة هم أقل قدرة في الحصول على رخص القيادة بسبب رسوبهم المستمر ، ومن واقع تجارب عايشها المهري قال: ” هنالك العديد من المشاكل نواجهها كالتأخر عن مواعيد مهمه أو صفقات تجارية وغيرها من المشاكل سببها حادث سير كان سببه امره .”
ولكننا لاحظنا وجود بعض الافراد ترى عكس الآراء التي سبق ذكرها، وقد تكون مشاركه لها في بعض النقاط البسيطة، حيث سنقوم بعرض بعض منها في الاتي:
حيث يقول علي صالح الفارسي <موظف> أن القيادة تختلف من أنثى الى أخرى حيث نجد القادرة على القيادة بشكل سليم والمتقيدة بالقوانين المرورية، وكذلك نجد أخرى ليست لديها الكفاءة العالية في القيادة مما يجعل منها سبب في الحوادث. حيث قال: “النساء في القيادة مثل الرجال، فيهن الملتزمة والمخالفة “. وأشار الفارسي أن قيادة المرأة بشكل عام جيدة ولا تسبب الحوادث بشكل كثير على عكس ما يقال عنها، معبرا عن ذلك” نتيجة لاطلاعي على بعض التقارير المنشورة، وجدت أن نسبة الحوادث للمرأة قليلة، وبإمكان المرأة القيادة لمسافات طويلة، حيث توجد معي بعض الزميلات في العمل تقودن السيارة من مسقط الى صلالة في وقت الخريف ” وفي نهاية كلامه يوضح وجهة نظره المختلفة مع من يقول بأن قيادة المرأة سيئة لأن هذه الافكار تهضم من حقها في القيادة.
قيادتها جيده
وهنا أحد قائدات المركبات توضح وجهة نظرها ، جيهان سيف الوضاحي <موظفة> : قالت بأن المرأة قادرة على قيادة المركبة مثلها مثل الرجل، فما نجده من كثرة النساء القائدات للمركبة في محافظة مسقط دليل يؤكد قدرة المرأة في القيادة في زحمة الطرق وفي الشوارع المختلفة، وأشارت قائلة “ثقة الشباب الزائدة هي سبب للحوادث، تحصلهم يلعبون بالهواتف ولا يهتمون بالقيادة، ولكن المرأة عدم ثقتها الزائدة لها نتيجتين: الاولى تخليها تسوق السيارة بشكل ممتاز والثانية قد تكون سبب في الحوادث ” ، وأكدت الوضاحي الى حسن قيادة المرأة أنها قامت بتجديد رخصة القيادة الخاصة بها ولم تجد أي مخالفة مرورية عليها، وقالت” أعرف 7 نساء أكثر من عشرة سنوات تسوقن ولا مره تعرضن لحادث”.
وقال محسن خالد العبري قيادة المرأة بشكل عام جيدة و الحوادث التي تقع فيها المرأة بسيطة مقارنة مع الرجل، حيث يعتقد العبري أن المرأة لا تتسبب في الحوادث المؤدية للوفاة ، ولقد أضاف ” كما قلت أن المرأة قيادتها جيدة ولكن الخطأ الشائع الذي تقع فيه المرأة هو عدم الانتباه، نتيجة الشرود أحيانا في أشياء بعيدة – كالأعمال المنزلية أو التسوق – بس نريد منها الالتزام شوي وسوف تكون قيادتها ممتازة”
وتشير حينفة حسن الياس الصابرية <متقاعدة> أنه من الاهمية الاشادة بالدور الكبير الذي تقوم فيه المرأة في قيادة السيارة والالتزام بالقوانين المرورية أغلبها، وأضافت “إن المرأة لا تسبب في الحوادث بل الرجال هم من يسببون الحوادث بسبب الطيش والثقة الزائدة “، ووجهت الصابرية الى السائقات للسيارات بعض النصائح في قيادة السيارات” على السائقات الانتباه لجميع قوانين المرور والتركيز حتى لا يتهمها المجتمع بالتسبب في الحوادث وعليهن أن تثقن بأنفسهن في قيادة السيارة أكثر مما هن عليه الان ”
المدرب :”يصعب تعليمهن”
ناصر العريمي مدرب سياقة المركبات: أوضح العريمي من خلال تجربته التي مر بها في تعليم السياقة سواء بتعليم الذكور لثلاث أعوام ماضية أو الاناث والذي مازال يعلمهن السياقة الى الان منذ عام 2008م ، والذي قال “ان الذكور أدرى في أمور السياقة أكثر من النساء وذلك بسبب قدرتهم على الفهم السريع لقيادة السيارة على عكس المرأة التي تعتمد على الحفظ فقط في تطبيق الامور التي أعلمها اياها والذي يجعلها تواجه عدة مشاكل عندما تنسى ما حفظته، وكذلك لا ننسى الخوف والارتباك الذي يوجد لدى الاناث بشكل كبير يجعل منهن ترتكبن الكثير من الاخطاء،فيصعب تعليمهن” وأشار العريمي الى مدى فائدة التجارب التي تمر على الذكور في قيادة السيارة قبل عملية التعليم مما يسهل تعليمهم على عكس الاناث اللاتي تكون مبتدئات بشكل يجعل عملية التعليم صعبة ومطولة، وأكد العريمي أن التباين في قدرات الاناث في القيادة أمر موجود ولكن يوضح بأن النساء في السنوات السابقة أكثر نجاحا من النساء في السنوات الحالية.
المجتمع وقيادة المرأة
وفي لقاء مع الدكتور محمد بيومي أستاذ في قسم الاجتماع والعمل الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس: أشار الدكتور حول مدى اتاحة السلطنة في المجتمع العماني الى مشاركة المرأة في قيادة السيارة بفترات سبقت كثير من دول الجوار، مؤكدا على أهمية ذلك، ووضح الدكتور أن المجتمع العماني بشكل عام مجتمع واعي يدرك أهمية قيادة المرأة و يرى أن السواد الاعظم من المجتمع العماني لا يعتقد بأن المرأة سببا في الحوادث، حيث علق على من يقول بأن المرأة سببا للحوادث قائلا ” يعتقد البعض أن المرأة تسبب الكثير من الحوادث وهذا الاعتقاد غير منطقي الا اذا كان يعتمد على دراسات واقعية تؤكد ذلك أو من خلال احصائيات تقدمها ادارات المرور في السلطنة، أما نتكلم كلام عام فذلك أمر خاطئ” حيث أكد أن الحوادث تنتشر بين الجنسين دون أن ترتكز على واحد دون آخر، ولقد وصف الدكتور بيومي الأفراد أو المجموعات التي تعتقد بأن المرأة تسبب الحوادث قائلا: “هؤلاء أفراد قلة ما زالوا يتبنون المعتقدات القديمة والذكورية في النظرة الدونية للمرأة والمقيدة لأداء أدوارها في المجتمع وهذه الافكار لا تتماشى مع المجتمع العماني المعاصر” ولكنه يشير الى أنه يحترم آراء هؤلاء الافراد ويعتقد بأنهم سوف تتضح الصورة الصحيحة أمامهم مع الوقت، ويبرر الدكتور خوف المرأة من بعض المواقف الخطيرة في القيادة الى نقص الخبرة الى حد ما مقارنة بالرجل الذي يعتبر كثير الخروج في الطرقات والقيادة مما زاده ذلك خبرة أكثر.
مركز شرطة الخوض
وهنا يقوم النقيب حمد بن عبدالله المقبالي رئيس قسم الحوادث بمركز شرطة الخوض بتوضيح بعض الامور حول قيادة المرأة ومشاركتها في الحوادث، حيث أشاد النقيب بدور المرأة في المجتمع العماني وأنها تقابل الرجل في جميع الامور، وتعتبر القيادة جزءا من ذلك، وقال النقيب حمد ” لو لم تكن المرأة ذات قدرة على القيادة السليمة لما كانت القيادة العليا منحتها الفرصة لذلك”، ووضح النقيب أنه لا يستطيع تمييز المرأة دون الرجل في الحوادث فجميعهم قد يقعون في الاخطاء المرورية والحوادث، ويؤكد بأنه لم يلاحظ نسبة كبيرة في حوادث المرأة والتي قد تجعل منه يحكم عليها بأنها أكثر من الرجل تسببا في الحوادث، ويوضح قائلا “على من يعتقد بأن المرأة هي من تسبب الحوادث أن يغير من تفكيره وأحكامه لأني أرى عكس ذلك فالمرأة أكثر تقيدا بالنظام”، وأشار أن المركز لم يتلقى أي شكاوي ضد قيادة المرأة ولم يصادف مشكلة مرورية ذات حجم كبير وتكون المرأة سببها.
احصائيات وأرقام
بالاطلاع على أحد آخر اصدارات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات نتوصل الى مجموعة من النتائج الاحصائية، منها: 27% نسبة اصابات الاناث في الحوادث المرورية مقابل 73% نسبة اصابات الحوادث للذكور وذلك في عام 2017م من مجموع حوادث عددها 3845 حادث، ونلاحظ زيادة نسبة عدد المستخرجات لرخص القيادة من النساء عندما نقارن بين عام 2013م الذي بلغت 37% وعام 2017م التي بلغت نسبة استخراج الرخصة فيه 41%.
تباينت الآراء حول جودة قيادة المرأة بين من يرى قيادتها تسبب الكثير من الحوادث، مبررين ما قالوا بأمثلة من الواقع، مقابل آخرون يرون أن قيادتها لا تخرج عن النظام المروري، وتشير الجهات الحكومية المرورية والاحصاءات الى عدم ظهور قيادة المرأة بشكل سلبي وانخفاض معدلات مشاركتها في الحوادث المرورية. لما سبق يمكن للقارئ بناء بعض الأفكار حول قيادة المرأة.