المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
أحمد بن علي المقبالي
الجزء السابع عشر: –
كان استكمالاً لجهود الإمام ناصر بن مرشد لتوحيد عمان تحت حكم مركزي واحد ومقاومته للتواجد البرتغالي في عمان.
الجزء الثامن عشر: –
مقالنا اليوم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن مواجهة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي للبرتغاليين.
– بعد أن قام الإمام ناصر بن مرشد بتوحيد معظم القبائل العمانية ورغم عدم استقرار الأمور واستتبابها تماماً فإنه وجّه اهتمامه إلى الاحتلال البرتغالي, فتشير الوثائق البرتغالية إلى أن هجوماً سريعاً وخاطفاً قام به الإمام في ٢٦ أكتوبر عام ١٦٣١م ويبدو أن الهدف من هذا الهجوم هو استكشاف قوة البرتغاليين في مسقط كونها المركز الرئيسي لهم.
– اتخذ الإمام من لجوء مانع بن سنان حاكم سمائل إلى مسقط وسيف بن جبر إلى صحار وحصولهم على الحماية البرتغالية ذريعة لبدء العمليات العسكرية ضدهم (واعتقادي الشخصي بأن الإمام لا يحتاج أبداً لمثل هكذا ذرائع كون البرتغاليين مغتصبين ومحتلين للمدن العمانية ومقاومتهم هو واجب ديني وأخلاقي ووطني ولا يحتاج لمبررات خاصة في ظل عدم وجود معاهدات أو اتفاقات بين الإمام والمحتلين الغزاة).
👈 الحملة على مديتة جلفار العمانية عام ١٦٣٣م
– تمثل جلفار باب عمان الغربي الشمالي ويعتبر تحريرها عملية مهمة وضرورية لأنها كانت تحت احتلال مزدوج برتغالي وفارسي كل طرف منهما يمتلك حصناً ذا استحكامات منيعة وقوية.
– الحصن الفارسي كان بقيادة ناصر الدين العجمي وعليه فقد جهز الإمام جيش بقيادة علي بن أحمد العلوي وقد باشر الجيش العماني محاصرة الحامية الفارسية فور وصوله وقد تلقى الفرس مساندة كبيرة من الأسطول البرتغالي الذي قام بقصف مواقع الجيش العماني لذلك أصبح العمانيون يقاتلون على جبهتين.
– كان من ضمن حصن جلفار برج مستقل عن الحصن الرئيسي أخذ يدك تجمعات الجيش العماني وقد أرهق العمانيون كثيراً ما يتلقوه من هذا البرج لذلك وضعت خطة محكمة للسيطرة عليه والتخلص مما يسببه لهم من أذىً كبير, فتم الهجوم ليلاً وأخذوه بقوة ثم مال الجيش العماني على حصن الفرس وسيطروا عليه مسجلين أروع مشاهد الشجاعة والبطولة.
– قام الجيش العماني البطل بالهجوم على البرتغاليين نهاراً بعد أن تمّت السيطرة المطلقة على الحصن الفارسي فامتنع البرتغاليون في الحصن ففرض عليهم حصاراً شديداً حتى اضطروا للاستسلام وطلب الصلح فوافق القائد العماني على أن يخرجوا من الحصن وعيّن والياً على مدينة جلفار ورجع الجيش إلى نزوى.
– مرّ الجيش أثناء رجوعه على منطقة دبا واستطاع العمانيون تحريرها بعد فرض حصار شديد على البرتغاليين المتحصنين في الحصن فطلبوا الصلح فوافق قائد الجيش العماني علي العلوي وعين والياً عليها وأكمل مسيره راجعاً إلى العاصمة نزوى.
– بهذا تكون جلفار أول مدينة عمانية يتم تحريرها من احتلال مزدوج برتغالي فارسي وذلك لأهميتها الاستراتيجية كونها تمثل الباب الغربي الشمالي لعمان واختيارها نقطة البداية لعمليات التحرير يدل على أهميتها الكبيرة كونها مفتاح البداية لتحرير باقي المدن العمانية.
مقالنا القادم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن حملة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي على صحار عام ١٦٣٣م.
المصادر: –
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي
في الخليج العربي والمحيط الهندي
(( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
المؤلف: –
أحمد بن حميد التوبي
– اليعاربة أمجاد وبطولات
المؤلف: –
د. أيمن محمد عيد
– دولة اليعاربة
المؤلف: –
د. عائشة السيار