2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))

أحمد بن علي المقبالي

الجزء السادس عشر: –
كان عن مبايعة الإمام ناصر بن مرشد بالإمامة وقيام دولة اليعاربة ومقاومتها للتواجد البرتغالي في المنطقة.

الجزء السابع عشر: –
مقالنا اليوم إن شاء الله تعالى هو استكمالاً لجهود الإمام ناصر بن مرشد لتوحيد عمان تحت حكم مركزي واحد ومقاومته للتواجد البرتغالي في عمان.

– بعد سيطرة الإمام ناصر اليعربي على الشرقية اتجهت أنظاره إلى منطقه الظاهرة فسار إليها إلى أن وصل وادي فدى فضمها إليه وقام ببناء حصن فيها سُمي باسم المنطقة وحصل على المساعدة والمساندة من أهالي قرية ضنك وفي مقدمتهم الشيخ العالم الجليل خميس بن رويشد المجرفي الضنكي.

– بعدها رجع الإمام متوجهاً إلى العاصمة العمانية الرستاق في ذلك الوقت متفقداً المناطق التي خضعت له فوجدها مستتبّة وتعيش في حالة هدوء واستقرار فواصل طريقه إلى الرستاق.

– مضى الإمام بجيشه إلى نخل التي كانت تحت حكم محمد بن جيفر الجبري فاستطاع السيطرة على المدينة والحصن ورجع إلى الرستاق، في هذه الأثناء جاء إلى الإمام الشيخ خميس بن رويشد يستنصره على الظاهرة فقام الإمام بتجهيز جيش كبير وتحرك على رأس هذه القوات حتى وصل بلدة الصخيري فقام أهلها وأمدوا الإمام بالمال والرجال بعدها تحرك إلى حصن الغبي وكان تحت حكم آل هلال فوقعت حرب شديدة هُزم خلالها جيش بني هلال ولكن الإمام لم يستطيع الاستيلاء على حصن الغبي في ذلك اليوم.

– توجّه الجيش إلى عبري فاستولى عليها وأقام فيها ليلتين ثم رجع إلى الصخيري ثم سار إلى حصن الغبي وحاصره حتى تمكن منه فولّى عليه خميس بن رويشد، سار الجيش بعد ذلك إلى حصن بات فخضع له وولّى عليه الشيخ محمد بن أحمد الرستاقي كما عيّن محمد بن سيف الحوقاني مساعداً له ووجّه لهما تعليمات بالاستيلاء على باقي مناطق الظاهرة وأما الإمام فرجع إلى نزوى.

– توجّه والي الإمام ومساعده بالجيش الذي معه إلى حصن مقنيات وحاصراه وكان به والٍ من الجبور فلما علموا بذلك استنفر الجبور آل هلال من بدوٍ وحضرْ، وكذلك آل الريس واتجهوا إلى مقنيات فتبين لهم أنهم لا يستطيعون مواجهة جيش الإمام فتوجه جيشهم إلى بات فأسرع جيش الإمام إليها فور علمه بتوجه جيش الجبور إليها الذي لم يستطيع دخول بات فرجع جيش الجبور مرة أخرى إلى مقنيات وهناك اشتد القتال بين الجيشين من صلاة الصبح إلى أن انتصف النهار فانتصر الجيش الإمامي في هذه المعركة.

– جمع الإمام جيشاً كبيراً وتوجّه إلى بهلا وكانت تحت حكم سيف بن محمد الهنائي فقام بمحاصرتها لمدة شهرين فأتى جيش الجبور لنصرة الهنائي فالتقاهم جيش الإمام ودارت رحى معركة شديدة بين الطرفين فانتصر الإمام وانكسر الجبور وبقي الحصار مضروباً على الحصن حتى يئس سيف بن محمد من النصر وطلب التسليم فجرت مفاوضات بينه وبين الإمام فتم الاتفاق خلالها على أن يخرج الهنائي من الحصن برجاله وماله وآلة حربه وبهذا دخل الإمام حصن بهلا ليلة عيد الأضحى وعيّن عليها والٍ ورجع إلى نزوى.

– حصل اتفاق بين مانع بن سنان حاكم سمائل وسيف بن محمد الهنائي حاكم بهلا فاتحدوا بجيشيهما واتجهوا إلى نزوى فاستولى جيش المهاجمين على العقر بمساعدة بعض القبائل وتحصن الإمام في القلعة واشتدت الحرب والمناوشات بين الطرفين ثم وصلت نجدة للإمام من أزكي وبهلاء وبنو ريام واشتبكوا مباشرة مع المهاجمين واستطاعت جيوش الإمام الانتصار وتبديد القوات المهاجمة.

– تمت ملاحقة مانع بن سنان من جيش الإمام في سمائل بعد أن نقض عهده مع الإمام ولكن مانع انهزم إلى فنجا ثم إلى مسقط ومنها إلى لوى التي كان يحكمها محمد بن جيفر وجيش الإمام يتبعه من منطقه إلى أخرى.

– كذلك تمت ملاحقة سيف بن محمد الهنائي الذي كان في حصن بهلا واستطاع الإمام إخراجه منها إلى قرية بلاد سيت وقام ببناء حصن فيها فلما وصل جيش الإمام وقائده عبدالله بن محمد بن غسان إلى الموقع هرب سيف بن محمد فتم هدم الحصن فذهب سيف إلى الإمام ناصر يطلب الصفح والغفران فسامحه الإمام وعفا عنه.

– قام الإمام باعداد جيش كبير وقاده بنفسه ومعه الشيخ خميس بن سعيد الرستاقي وقصد بلدة ينقل في منطقة الظاهرة وكانت تحت حكم ناصر بن قطن الجبوري فاستولى عليها الإمام بعد حصار دام لأيام وعين والياً عليها نجاد بن حمحام العبري ثم رجع إلى الرستاق وأرسل الشيخ عبدالله بن محمد على رأس جيش كبير إلى منطقة الجو ( البريمي حالياً) فاستولى عليها وعيّن عليها والياً وهو الشيخ أحمد بن خلف الشقصي.

– تحرك الجيش من الجو إلى لوى وكانت تحت حكم سيف بن محمد بن جيفر فهرب وإخوته إلى صحار التي يحكمها البرتغاليون وصاروا جميعهم تحت حماية البرتغاليين وكان الاستيلاء على حصن لوى بمساعدة ناصر بن قطن الجبوري وكمكافأة له فقد تم تعيينه والياً على الحصن مع بعض الرجال الموثوق بهم وتم تعيين محمد بن علي قائداً عليهم.

– بعد ذلك تحوّل ناصر بن قطن إلى قاطع طريق وأصبح يغزو مدن عمان كالباطنة والظاهرة وليس له هدف أو غاية إلا السلب والنهب والسرقة وقد شايعته بعض قبائل عمان فجهز له الإمام واليه محمد بن سيف الحوقاني فدارت بينهم معركة طلب على إثرها ناصر بن قطن الصلح فتم له ذلك على أن يعيد ما نهبه.

– قام ناصر بن قطن بمحاصرة توام ( البريمي ) وكان الوالي عليها محمد بن خلف الشقصي ولكن جاءته نجدات من الباطنة والظاهرة فلما علم ناصر بن قطن بالإمدادات القادمة إلى والي توام فك الحصار ولاذ بالفرار.

– غزا ناصر بن قطن عمان مرة أخرى فهجم على إبل لبني خالد وبني لام فسلبها وعاد إلى الإحساء ثم تحرك لغزو منطقة الباطنة من ناحية البحر فكمن له بالقرب من لوى قادة الإمام وهم علي بن أحمد العلوي ومحمد بن الصلت الريامي وعلي بن محمد العبري وأحمد بن بلحسن البوشري وغيرهم والتقى الطرفين في معركة شديدة انسحب على إثرها ناصر بن قطن واستشهد العديد من القادة.

– جهز الإمام جيشاً كبيراً كان قائده سعيد بن خلفان ومعه عمير بن محمد بن جيفر فلقيهم بنو يأس ولكنهم هزموا وقتل المقدم عليهم صقر بن عيسى وأخوه محمد فطلبوا العفو فعفا عنهم فاستولوا على إبل ناصر بن قطن فجعلوها عند عمير بن محمد ولكن قام أخوه علي بتسليم الإبل لناصر بن قطن واستمر الاثنان بغزو عمان.

– قام الإمام بتوجيه جيش كبير بقيادة سيف بن مالك اليعربي وسيف بن أبي العرب اليعربي ومعهم حزام بن عبدالله إلى ناصر بن قطن وعلي بن محمد واقتتل الطرفان فانتصر جيش الإمام وتشتت الأعداء وهرب من بقي منهم إلى الإحساء ولم يذكر شيء عنهم بعد هذه المعركة.

وبهذا نستطيع القول بأن الإمام ناصر بن مرشد اليعربي استطاع توحيد معظم الأراضي العمانية تحت حكم مركزي واحد وقوي.

مقالنا القادم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن مواجهة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي للبرتغاليين.

المصادر: –
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي
في الخليج العربي والمحيط الهندي
(( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
المؤلف: –
أحمد بن حميد التوبي

– اليعاربة أمجاد وبطولات
المؤلف: –
د. أيمن محمد عيد

– دولة اليعاربة
المؤلف: –
د. عائشة السيار

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights