القدس لنا ونحن للقدس
يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
لقد تعبدنا اللّه سبحانه وتعالى بكثير من العبادات، أبتدا من طاعة لله تعالى بإتباع أوامره وإجتناب نواهيه، ثم بالشهادة له بالوحدانية ولرسوله الكريم بالرسالة الطاهرة، وأن نستن بسننه العظيمة التي إستنها لنا من أمر ونهي ، وتطبيق لسنته التي لم يأتي بها إلا إلهاماً وتعليماً من الله تعالى ومن القرآن الكريم، الذي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا ذكرها اللّه تعالى في كتابه العزيز.
وما هذه المقدسات إلا بيوت اللّه في أرضه، فقد اختارنا الله تعالى نحن أمة محمد عليه الصلاة والسلام أن نكون لها الحصن الحصين من يد العابثين، وحمايتها من أن تدنسها الصهاينة الذين لا يتبعون أمر الله ورسوله العظيم.
نعم، إننا منذ ناعمة اظافرنا ونحن نتغنى بالقدس الشريف وقد تعلمنا وقرئنا في كتاب اللّه العزيز (القرآن الكريم) أن القدس مسرى سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل وأزكى التسليم، فكنا سابقا عندما نجلس مع كبار السن يذروننا بمكانة القدس في نفوس من أطاع الله ورسوله.
وقد تألمنا من أن اليهود الغاشم يحاول وبكل طريقة أن يسلب القدس من المسلمين، نعم ففي عام ١٩٤٧م دخلت اليهود وحاولوا الإستيلاء على البيت المقدس، وقد جاءت اليهود من بقاع الأرض وحاولوا أن يؤسسوا لهم دولة بما تسمى دولة اليهود، وأخذوا يسلبون أراضي السكان الأصليين بدون أدنى حق، فقد تتطاولوا على الأقصى الشريف بالتدنيس وتشريد أهلها ومنع المصلين من أداء صلاتهم التي فرضها اللّه عليهم في كل يوم وليلة ومنعهم من إقامتها في المكان المقدس.
ولكن بحمد من الله تعالى، اختص الله قوما آمنوا بالله رباً وبحمد نبياً ورسولاً، وقد أكرمهم الله تعالى بأن يكونوا حماة المقدس الشريف، وأن يكونوا هم الحماة لهذا البيت الشريف فقد نذروا أنفسهم وضحوا بأرواحهم وأولادهم ومالهم، وكل ما يملكوا من عدة وعتاد لدفاع عن هذه الأرض الطاهرة التي شرفها الله تعالى بالبيت المقدس.
نعم هؤلاء الشجعان، الذين أخذوا على عاتقهم وتوارثوا من آبائهم واجدادهم بأن يخوضوا حروباً مع تلك الصهاينة الذين جاوا ليغتصبوا تلك الأرض العظيمة الطاهرة، فصمدوا أمام الطاغية الذين لا هم لهم إلا السلب والنهب والإستيلاء على حقوق غيرهم من أراضي ومقدسات.
وها نحن في عام ٢٠٢١م أراد اللَّه أن يخلق ذكريات تلك البطولات من الأبطال العظماء، حيث وسوس الشيطان لقوم صهيون أن يدخلوا باحات البيت المقدس ، أرادوا إجبار أهل الأرض أن لا يكون لهم صيتاً فيها، ولكن بحكمة الله تعالى أراد أن يظهر الحق ويغمس الباطل وأن يسوّد بوجوه من أراد المساس ببيته المقدس، وليلقن المغتصب ويعلمه أن عزة الله هي الأعلى من أي قوة في الأرض، فَقوي أبطالاً همهم نشر أوامر الله تعالى وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، فخاضوا معركة مع اليهود وإذ يأذن الله تعالى بالنصر المبين بعد مقاومة الأبطال الذين كعادتهم ضحوا بأموالهم وأنفسهم واولادهم وكل ما يملكون بالنصر المؤيد، الذي تبارك سمعته في أنحاء أرض الله تعالى وبين جميع أوساط المسلمين والعالم أجمع ، فحمداً للّه وشكرا.
أن هؤلاء الأبطال لا يستطيع أن يجازيهم أحدا منا نحن كمسلمين وعرب على ما قاموا به من نشر ورفعة لراية النصر والفخر في القدس الشريف. إلا أن نسأل اللَّه العظيم أن يرحم من أستشهد في تلك المعارك، وأن يجعلهم من الشهداء والصديقين، وأن يبعثهم مع نبي الرحمة ومن معه، وأن يشفي مرضاهم ويقوي شوكتهم، وأن يبارك في أولادهم ويجعلهم خلفاء لخير سلف، وأن يبارك لهم فيما أعطاهم، وأن يهيئ الله لهم الرحمة والبركة في كل شي يسعون له، لتكون القدس لنا جميعاً ونحن جميعاً للقدس.