رُواقُ الْأَدَبِ
فتحية الفجري
“مَا نَحْنُ إِلى مَا نَتَقَوَّى بِهِ عَلَى حَوَاسِّنَا مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ بِأَحْوَجَ مِنَّا إِلَى الأَدَبِ الّذِي هُوَ لُقَاحُ عُقُولِنَا، فَإِنَّ الْحَبَّةَ الْمَدْفُونَةَ فِي الثَّرَى لا تَقْدِرُ أَنْ تُطْلِعَ زَهْرَتَها وَنَضَارَتِهَا إِلاَّ بِالْمَاءِ الَّذِي يَعُودُ إِلَيْهَا مِنْ مُسْتَوْدَعِهَا” – اِبن المُقَفَّع
تَزَامُنًا مَعَ الأَحدَاثِ وَالتَّغَيُّرَاتِ، وَ إِيمَاناً مِنَّا بِالفُرَصِ وَإكْتِشَافِ الذَّاتِ وَالكَنْزِ الثَّمِينِ فِي دَوَاخِلِنَا،وَاسْتِثْمَارًا لِلْعُزْلَةِ وَاسْتِغْلَالاً لِأَوْقَاتِ الفَرَاغِ، مُرُورًا بِحُبِّ الْقِرَاءَةِ وَالأَدَبِ، نَشَأَ مَجْلِسُ رُوَاقُ الأَدَبِ، فَهُوَ مَجْلِسٌ وَسَقِيفَةٌ تَجْمَعُ كَوْكَبَةُ مِنَ الشَّبَابِ الشَّغُوفِ بِالأَدَبِ وَسِحْرِ اللُّغَةِ، جَاءُوا لِيَكُونُوا تَحْتَ سَقْفِهِ يُقَدِّمُوا الدَّهْشَةِ وَالجَمَالِ وَالْفَنِّ…
يَجْتَمِعُونَ عَلى مِصْطَبَةٍ مِنَ الْخَشَبِ الْقَاتِمِ، جَاءُوا لِيُطِلُّوا عَلَى اللُّغَةِ وَالْحَرْفِ وَالْمَعنَى، يُطلُوا عَلَى الشِّعْرِ وَالنَّثْرِ وَالتَارِيخِ،..
يُطِلْوا عَلَى الْمُفْرَدَاتِ… عَلَى الأَدَبِ الْمَنْسِيِّ الْقَدِيمِ.
تَأَسَّسَ هَذَا الْمَجْلِسُ الأَدَبِيُّ فِي ٣٠ مِن يَنَايِر ٢٠٢١م، بَعْدَ دِرَاسَةٍ مُطَوَّلَةٍ فِي الأَمْرِ خَرَجَ رُواقُ لِيَكُونَ عَمَلَهُ فِي العَالَمِ الإِفْتِرَاضِي هُوَ البِدَايَة وَيَسْتَمِر إِلَى مَابَعْدَ الْجَائِحَةِ.
يَضُمُّ الْمَجْلِسُ بُودْكَاسْتًا خَاصًّا بِهِ، وَعِدَّةَ لِجَانٍ مِنْهَا لَجْنَةُ التَّدْقِيقِ، لَجْنَةُ الإِعْلامِ، لَجْنَةُ الفَعَالِيَّاتِ وَالمُسَابَقَاتِ، لَجْنَةُ الدَّعْمِ وَالرِّعَايَةِ.
وَإِذَا أَتَيْنَا لِلْحَدِيثِ عَنْ مَعْنَى كَلِمَةِ رُوَاقُ نَجِدُ أَنَّ لفظ كَلِمَةِ “رُوَاق ” مَعنَاهُ المِعْمَاريّ هُوَ: المَكَانُ المَحصُورُ بَيْنَ صَفَّيْنِ مِنَ القَنَاطِرِ، وَفِي هَذِهِ الأَرْوِقَةِ تُلْقَى الدُّرُوسُ، وَتُقَامُ المُنَاظَرَاتُ وَالْمُنَاقَشَاتُ.
وَكَانَ عَدَدُ الأَرْوِقَةِ فِي القَرْنِ المَاضِي 26 رُوَاقًا، وَالأَسمَاء التِّي تُطْلَقُ عَلَى هَذِهِ الأَرْوِقَةِ تَنْقَسِمُ إلى ثَلاثَةِ أَقْسَامٍ تَبَعًا لِلْجِنْسِ أَوْ الْمَذْهَبِ أَوْ الإِقْلِيمِ نَذْكُرُ مِنْهَا:
-رُوَاقُ الصَّعَايِدَة، وَمُعْظَمُهُ عَلَى المَذْهَب المَالِكي.
-رُوَاقُ الدَّكْرَنَة، نِسْبَةً إِلَى أَهَالِي دَارْفُور وَكَرْدَفَان.
-رُوَاقُ الحَرَمَينِ، أَيْ مَكَّةَ وَالْمَدِينَة.
-رُوَاقُ الْجَاوَة “أَندُونِيسْيَا وَأَرْخَبِيل الْمَلَايُو”.
-السُّلَيْمَانِيَّة تَضُمُّ أَبْنَاءَ أَفغَانِسْتَانِ وَخُرَاسَان.
وَمَا رُوَاق إِلاّ ” ذَلكَ الصَّوْتُ الْمَكْتُومُ فِي أَرْوَاحِكُم.. نَحْنُ ذَاكَ الصَّوْتُ الْمُتَحَدِّثُ الْغَائِبُ مُنْذُ الزَّمَنِ البَعيدِ …جِئْنَا إِلَيْكُم لِنُعيدَ التَّاريخَ الجَميل وَالمَنْطُوق الرَّائِع”.
هَدَفَهُ وَرِسَالَتُهُ النَّبيلَةِ:
نَشْرُ ثَقَافَةِ الأَدَبِ الْعَرَبِيّ فِي الْمُجْتَمَعِ وَتَنْشِيطِهِ وَإِقَامَة بَعْض الفَعَاليَّات الأدَبِيَّةِ وَتَثقِيفِ الشَّبَابِ وَالأَطْفَال؛ لِنُنْشِئَ مُجْتَمَعًا وَاعٍ وَلَدَيْهِ حُبُّ التَّعَرُّفِ عَلَى الأَدَبِ وَأَنْوَاعِهِ.