ونامَ صغيرٌ على حُلْمِهِ
مياء الصوافية
فلسطينُ ما شاككِ الشرُّ إلا
وفي مُقلتي عَبْرَةٌ من عَناكِ
تَظَلُ العَواديُّ ترميكِ بَغْياً
ومما رماكِ العِدَى القلبُ بَاك
وقَلَّبْتُ كَفَّاً على الكفِ حَسرى
فما حيلةٌ أرعبتْ مَنْ سَبَاكِ
نُلَاحِقُ أحلامَ نَصْرٍ وَبَاغٍ
رَماكِ بسهم ومنه سقاكِ
سَرَى الدمُ من أنفسٍ بكِ هَامتْ
فكانتْ دماءً لطهرِ خُطاكِ
تُكَحِّلُ عينَ شهيدٍ حياةٌ
سَرى المسكُ منها بلونِ دِماكِ
ونام صغيرٌ على حلِمهِ
يرد جميلا لفيضِ نَدَاكِ
تُهَدْهِدُهُ أُمنياتٌ عِظامٌ
يحرِرُ أقصى يَسودُ رُباكِ
يَفُكُّ جَدائلَ ظلمٍ غَشومٍ
يُعيدُ لزيتونِ دارٍ ضِياكِ
يَشقُّ غِمَاراً كمثلِ أبيهِ
معينٌ له إذ شهيدٌ أتاكِ
ومن بين أفقِ سوادٍ مريعٍ
يُغار عليه بجُنْدِ عِداكِ
فطارتْ مع النَّقعِ أنفاسُه
وسال من الوجدِ حزنُ سَماكِ
يُفَتَّشُ عن ما يُسلِّي هواه
فما غيرُ نَبْلٍ وثُقْلِ حصاكِ
وفي النفسِ حلمٌ قديمٌ بريءٌ
بأنْ يُنتَخَى كلَّ مَن في هواكِ
يُلَمْلِمُ عِزاً يَكون مُناكِ
يعزُّ جِباهاً يصونُ حِماكِ
له من كفوفِ النجومِ مرامٌ
يُضحِّي سِراعاً لأجلِ ثراكِ
يُشَرْذِمُ جيشا بفيلقِ نصرٍ
يعيدُ صباحاً لقدسِ سناكِ
ويَنْقُضُ بِلْفَوْرَ عهداً ظلوماً
فما كانَ إلا على مُبْتَغَاكِ
يُزَمْجرُ رعداً إذا ما عدوّ
طَغى ورأيتِ هناكَ لظاكِ
وكانَ كمُعْتَصِمٍ في دِفاعٍ
يهَبُّ كَبَرْقٍ مُغِيْثَاً لَشاكِ