2024
Adsense
أخبار محلية

ما وراء القِطعة الفنية!

شذا الكيومية

يكمن جمال القطعة الفنية في معرفة فلسفتها، من ألمع الأسماء في فن النحت في السلطنة إسحاق الربخي، هاوي لفن النحت، طالب في جامعة السلطان قابوس بكلية التربية في تخصص التربية الفنية، بدأ النحت في سن 19، تلقى إسحاق من أقربائه وزملائه ودكتور النحت حسين عبد الباسط في قسم التربية الفنية في الجامعة الدعم والحافز للاستمرار في مشوار النحت.

بدأ إسحاق في تنمية موهبة الرسم والنحت بعمر الرابعة عشر سنة، ولكن كانت البداية الحقيقية لممارسة هذا الفن والبدء في التغذية البصرية، كانت في عام ٢٠١٦ عند التحاقه بجامعة السلطان قابوس تخصص التربية الفنية، حيث تعرف على الخبراء والفنانين مما زاد من عملية الممارسة لديه في هذا الفن.

ويذكر الربخي أن المجال الأكثر متعة بالنسبة إليه هو فن النحت، حيث يمكن نقل الفكرة إلى قطعة ثلاثية الأبعاد وعمل بارز وعظيم، على عكس الرسم تتعامل مع لوحة فنية تكون أقل متعه واستمتاع من النحت، إذ أصبح بالنسبة لي في الوقت الحالي العمل الأكثر أهمية هو النحت.

يوضح إسحاق أن من بين القطع التي قام بها ولاقت صدى وانتشار كبير بين الناس، كان عمل بعنوان “جاء بها ورحل عليها”، إذ أنها عبارة عن عربة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- التي جاء بها عند توليه الحكم، وكذلك التي حملته إلى مثواه الأخير، وهي قطعة نحتية من الخشب، حيث لاقت القطعة الفنية مشاهدة واستمتاع كبير من قبل الناس.

جميع الأعمال التي أقوم بها كانت سبب في شهرتي ولله الحمد، حيث عندما أقوم بعمل قطعة فنية أحصل على علاقات وصداقات جديدة وكبيرة إلى جانب المتابعين من مختلف الدول. ومن بين الأعمال الفنية التي كانت سبب شهرتي هي ” جاء بها ورحل عليها” وأيضاً “حي في قلوب شعبك”.

يبين إسحاق أن من المنحوتات التي لها وقع أكبر على قلبه، هي منحوتة بعنوان “واقع مرير”، كانت قِطعة نحتية لمشروع التخرج في تخصص التربية الفنية، وذلك لأنها تلامس الواقع الذي يعيشه الكثير من المجتمعات. وتقوم فكرة المشروع على منع تجنيد الأطفال وتحويلهم إلى آلات حربية وعدم إدخالهم في النزاعات والصراعات، ومن أجل إيقاف المعاناة البشرية التي نشهدها تماماً تكمن محنة الفئات الضعيفة وعلى الأخص الأطفال ومن كل التهديدات التي يتسم بها الصراع المعاصر، ويشكل استخدام الأطفال كجنود واحدًا من أبعد الاتجاهات مدى وأشدها آثار للقلق النفسي، ويجب أن نعطي الأولوية لحماية الأطفال أثناء النزاعات ومنع استخدامهم عمدًا في النزاع المسلح.

يذكر الربخي أن وقت المنحوتة يعتمد إلى حجم اللوحة أو القطعة، حيث كلما كان حجم القطعة كبير تأخذ وقتًا أطول على عكس القطعة الفنية الصغيرة، ولكن في العادة كل قطعة تستغرق ما يقارب أسبوعين إلى شهر من وقت إسحاق.

يوضح إسحاق الربخي أنه لم يكن هناك شخص مؤثر جدًا بالنسبة له في صقل موهبته، ولكن كان يقوم باستمرار بالتغذية البصرية والبحث في مواقع التواصل والانترنت لتعلم أشياء جديدة في مجال الرسم والنحت.

وعلى لسان الربخي يقول “لقد تعلمت كثيرًا من الدكتور حسين عبد الباسط دكتور النحت في جامعة السلطان قابوس، حيث كان من الأشخاص الملهمين الذين كان لهم الفضل في إرشادي وتدريسي لفن النحت وتشجيعي على استغلال هذه الطاقة والممارسة أكثر”.
يشير إسحاق إلى تمكنه من تحقيق مدخول مادي من خلال فن النحت، حيث بدأ باستلام طلبات بسيطة بأسعار في متناول الجميع، ثم استلام طلبات القطع النحتية الكبيرة، وشارك في العديد من المعارض والفعاليات التي ساهمت في زيادة الطلب على القطع النحتية، مما شجعه إلى القيام بعمل قِطع ديكورية لاقت إقبالاً كبيرا.

يذكر الربخي بعض خططه في المستقبل، ومنها القيام بأعمال كثيرة في مجال النحت والتركيز على النحت بشكل أكثر من فن الرسم، وكذلك عمل خطة في دمج فن النحت والرسم في معرض واحد، وأيضًا خطة لإبراز فن النحت في السلطنة، وتكثيف الورش والدورات للمهتمين بمجال النحت، والمشاركة في المعارض الدولية.
كما يشير الربخي إلى أنه حتى الآن لا يوجد أي توجهات أخرى له غير النحت والرسم، حيث يقول ” هدفي في المستقبل هو التركيز على مجالي النحت والرسم بشكل أكبر، والعمل على دمج الفنون الخزفية والفوتوغرافية في فن النحت، واتخاذ أسلوب فني يمثل شخصية إسحاق الربخي.

في الختام، يوجه إسحاق الربخي شكره وتقديره إلى أقربائه الذين كان لهم الفضل الأعظم في تشجيعه للاستمرار في هذا المجال، بالإضافة إلى أصدقائه الذين كان لهم دور في استلهامه للأفكار، حيث أنهم كثيراً ما يطلبون منه أن يقوم بعمل قِطعة فنية تمثل أحد المشكلات أو القضايا في المجتمع.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights