حاورته: دعاء الهنائية
صورةٌ حيةٌ تُخلِدُ ذكرى أبدية، هكذا يصفها بعض المصورين والهاوين للتصوير. ما يُقال عنِ التصوير ليس أنهُ مجردُ التقاطه سريعة بل هي فنٌ خالدٌ يحكي لنا عن زمنٍ حدثت فيهِ قصةٌ أو قضيةٌ بِكُلِّ تفاصيلها. من هنا يمكنا البدء بسردِ رؤيةٍ في هذا الحوار من منظورِ التصوير والمصورين مع محمد الكمالي.
حدثنا عن نفسك قليلا؟
أنا محمد عبد القادر الكمالي، مصور لا زال يبحث عن نفسه، وشغفه ما زال موجوداً ولكن أطمح بالأكثر. أحب التجربة بكثرة وأنا مدمن حقيقة فيما يسمى بالتصوير، فهو بالنسبة لي حياة ووظيفة مستقبلية أسعى لتحقيقها.
نبدأ حوارنا بالاستفسار عن بدايتك؟ ومتى بدأت في عالم التصوير؟
لقد اقتنيت الكاميرا في عام 2013م بدون سبب حيث كانت هبّة ذلك الزمان، ولكون ابن عمتي قد اقتنى كاميرا احترافية فسعدت وأحببت أن أحصل على كاميرا. وحقيقةً كنت سعيد جداً لشرائها؛ لكونها من شركة نيكون حيث لم أكن أعلم بمواصفتها فقط اشتريتها بسبب سعرها الغالي. قبل سنة مع فترة كورونا وبسبب الحظر والجلوس في المنزل قررت بأن أخرج الكاميرا من مكانها فأحببت أن أجرب وأصور العديد من الأشياء، فأعجبت بهذا المجال، حيث سابقاً كنت افضّل تصوير المناظر الطبيعية وlandscape ولم أكن مولع بكثرة بالتصوير حتى اكتشفت تصوير الأطعمة وتصوير الوجوه.
التوجه نحو عالم الفوتوغراف، هل جاء إليك صدفة أم هو شغف وحب نمى منذ البداية؟
على حسب ظني بأنه شغف بالصدفة، في البداية كان لدي كاميرا ولكن لم أكن استخدمها بكثرة ثم خالطت مصورين واكتشفت بأن داخلي شغف كبير اتجاه التصوير، وأن له تأثير كبير علي وأثار بي الحماس والفضول. وأنا قادر على جعل هذه الموهبة وظيفة مستقبلية لي بإذن الله فكنت أرغب بأن اصنع لي اسم في مجال معين فبحثت كثيرا حتى وجدت بأن التصوير هو الأنسب لي.
هناك الكثير من المصورين المبتدئين، عندما يرغبون بشراء كاميرا تصويرية، يحتارون بين شركتي (كانون) و(نيكون).
من وجهة نظرك هل الإبداع في التصوير يتوقف على نوع الكاميرا؟
أبدا، فأشعر بأن هذه أعذار وهمية يجعلونها في بالهم من أجل ألا يتطورون وينمون هذه الموهبة بداخلهم، فهناك الكثير من الشركات مثل Canon, Nikon, Sony, Fuji طبعا جميعها شركات تصوير عالية الجودة ولكن لربما أكثر شركتي ذات شهرة وشعبية في السوق هما Canon,Nikon حتى في الوقت الحالي يعتبر الهاتف وسيلة مبدعة وقوية للتصوير ، فهما كانت الكاميرا سيئة فبالطبع تحتاجين معدات لتضفي على صورك لمسة من الإبداع والاحتراف. هناك مجموعة من الناس تفضل التصوير بالهاتف عكس الكاميرا.
ما هي مميزات المصور الناجح من وجهة نظرك؟
ألا يكون فيلسوفاً، ولا يظن أن جميع الناس على نفس مستوى تفكيره، وألا يعطي انتقادات وكأن جميع الصور 1+1= 2. فالتصوير عالم كبير فعند بدايتنا كنا نظن بأن لابد علينا أن نطبق جميع القواعد والقوانين مثل قاعدة الثلث. وهذه كانت من أكثر الانتقادات التي من الممكن أن تدمرني شخصياً، ففي السابق عند التقاطي لبعض الصور أذهب اريها لبعض الأشخاص فيتقدوا الصور ويخلقوا العيوب فيها على الرغم من أنها ذات مستوى جيد وجميلة، من الممكن أن بعض الصور كانت تحتاج إلى تعديل، بعض الصور تكون عادية وجدا باهتة ولكن تحتوي على رسالة قوية. التصوير أكبر من أن هناك صورة ناجحة أم فاشلة وبالفعل توجد هناك معايير تساعد وأنا من وجهة نظري أتعلم القواعد حتى أكسرها في النهاية.
ما هي تقنيتك التي تميزك عن الآخرين؟ وما هي طقوسك عند التصوير؟
لربما عفويتي تجعلني مميزا عن الآخرين، أي شخص يرغب بأن يصبح مصورا ويدخل في مجال تصوير الأطعمة ويرغب بأن يكسب مالاً من هذا المجال لربما يرغب بمعرفة شخص خاض هذه التجربة مثلي أنا ويعلم من هو محمد الكمالي وكيف يتعامل مع الآخرين بعفوية، وأن أعطي الناس حقيقة كاملة عني، وأحاول أن أساعدهم، وأن أجيب على جميع أسئلتهم وأن أعطي المبتدئين الأجوبة التي لم أحصل عليها أنا من المصورين المحترفين. حقيقة أرغب بأن يزدهر هذا المجتمع وأنا اعمل بكل ما أوتيت من قوة أن أترك أثر.
هل تفكر في عقد دورات في مجال التصوير؟ وهل هناك لديك ما تعلمه للمبتدئين في هذا المجال؟
أكيد، فأنا أخطط حالياً لعمل دورة تصوير للأطعمة، ولكن قبل ذلك أرغب بأن أتأكد عن المعلومات التي سوف أقدمها للناس هل هي قوية وصحيحة 100% والأسلوب المتبع في الدورة. ومستقبلاً بإذن الله أحتاج بأن أمارس أكثر حتى أعطي دورات أكثر وأن المحتوى الذي أقدمه يفيد المصورين الجدد. ان شاء الله سوف اعقد أول دورة لي بعد ستة أشهر أو سنة حتى اتأكد من أني أقدم هذه الدورة من كل قلبي وليس من أجل العائد المادي لهذه الدورة.
ماذا عن عائلتك هل كانوا مع أو ضد هوايتك؟
مثلما ترين حاليا أنا متواجد في الاستوديو حيث أن والدي جزاه الله خيراً خصص لي أنا وأختي غرفة كاملة في المنزل للتصوير لأنهم وجدوا بأننا أخذنا موضوع التصوير بجدية أكبر وفي البداية كانوا خائفين أن نغرق في مسؤولية أكبر منا ويؤثر على دراستنا ولكن اليوم الحمد لله الوالد ينظر لي بنظرة فخر واعتزاز بأني اعتمدت على نفسي.
هل مر بك موقف جعلك تستفز أثناء التصوير؟ اذكره لنا؟
ذهبت لتصوير مطعم، فكان صاحب المطعم مصور فوتوغرافي، فأول سؤال طرحه لي هل تصويرك automatic or manual؟ يعني سؤال حتى المبتدئين يعرفون إجابته، فأجبته بأن تصويري manual فبدأت بالتصوير وكان يتابعني أول بأول ويعلق مثلا بأن هذه الزاوية غير مناسبة للالتقاط، وحاولت أن أجيب على أسئلته دون أوضح له متنرفز من أسئلته وتعليقاته. فدائما ما أحاول أن أوضح بأن التصوير تجارب وأن جمالية الصورة تختلف من مصور إلى آخر على حسب النظرة التي يرى فيها الزاوية.
ما هي الصورة التي تحلم وتطمح في التقاطها؟
سؤال جميل جداً، أطمح بأن التقط صورة للفنان راشد الماجد وأن تنتشر بشكل واسع على المستوى الخليجي. أنا كمصور أشعر بالفخر حقيقة عندما يعلم الناس أن هذه الصورة التي لاقت اعجابهم مصورها محمد الكمالي. وكذلك أطمح بأن ألتقط صورة تحتوي على رسالة إنسانية تثير ضجة في العالم ويكون لها تأثير قوي.
في ختام هذا الحوار، هل من الممكن أن تخبرنا عن نصيحة اكتسبتها من خلال تجربتك الفوتوغرافية وما مدى تأثيرها عليك؟
التصوير ليس 1+1=2 بل التصوير عالم أكبر من هذه المعادلة فأولها ألا يقارن المصور صوري بمصور وصل درجة عالية من الاحتراف. ثانياً ألا يستصغر أي صورة لربما الناس تعجب بها.
