تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))

أحمد بن علي المقبالي

الجزء الثالث عشر:-
تناولنا فيه الحملة البرتغالية الثالثة لإخماد الثورة العمانية التي اشتعلت عام ١٥٢١م.

الجزء الرابع عشر:-
مقالنا لهذا اليوم إن شاء الله تعالى هو عن انتفاضة عام ١٥٢٦م العمانية.

👈 انتفاضة عام ١٥٢٦م

– بعد أن تم إخماد ثورة عام ١٥٢١م سيطر البرتغاليون على مناطق الساحل العماني بشكل مباشر مع وجود حكّام صوريين لا سلطة حقيقية لهم.

– السيطرة المباشرة للبرتغاليين على المناطق المحتلة قضّت مضاجع السكان مع تواصل الاضطهاد والابتزاز مما أدى إلى ثورة عارمة اندلعت في هرمز ومسقط وقلهات.

– يوجد إجماع من الباحثين في التاريخ بأنّ هذه الثورة كان سببها الرئيسي هو عمليات الابتزاز التي كان يقوم بها القائد البرتغالي “دييجو دي ميلو” في هرمز والمناطق العمانية الأخرى وخاصة مسقط فقد اجتهد البرتغاليون في جمع الضرائب لدرجة لا تُحتمل، فقد كان الهمُّ الوحيد لهؤلاء الغزاة هو التجارة وجمع الأموال فقط.

– سمحت السلطات البرتغالية لجميع القادة والضباط والجنود والموظفين بمختلف المواقع بممارسة التجارة، فتحوّلوا جميعهم إلى جُباة ضرائب وتجّار، فأصبح هذا الأمر فوق قدرة السكان.

– يقول “عبدالعزيز عبدالغني إبراهيم” في كتابه “علاقة ساحل عمان ببريطانيا” أن ملك هرمز أرسل إلى حاكم مسقط وقلهات ليعلنوا الثورة والتمرد ضد البرتغاليين، ويبدو أن المصلحة العامة لمسقط وقلهات توافقت مع هرمز، ولذلك تم التوافق على الثورة أو قد يكون أن الثورة قد وقعت في إحدى المدن ثم تطاير شررها إلى باقي المدن وعليه فقد انطلقت نار ثورة ١٥٢٦م.

– فور وصول أخبار الثورة إلى الحاكم العام البرتغالي في الهند “لويز هنريك دي منزيس” أصدر أوامره إلى قوات الأسطول البرتغالي بالتحرك باتجاه الخليج العربي لقمع الثورة قبل استفحال أمرها فانطلقت خمس سفن من الأسطول البرتغالي بقيادة القائد “لوبوفاز LOPVAS”.

– وصل الأسطول البرتغالي إلى قلهات ولكن “لوبوفاز” انتهج سياسة مرنة مع المدينة ساعدته كثيراً في التغلب على المشاكل مع السكان دون أن يلجأ إلى السياسات القهرية، وسياسة العنف والقوة، فقام القائد البرتغالي بعقد صلح مع السكان، ووعدهم بإزالة المظالم عنهم وحلّ المشاكل التي يعانون منها.

– تحركت السفن البرتغالية إلى مسقط، وتم عقد صلح مع حاكمها الشيخ راشد ووعد القائد “لوبوفاز” الشيخ راشد بالاتجاه إلى هرمز وتأديب قائد الحامية البرتغالية هناك “دييجو دي ميلو” الذي يُعتبر السبب الرئيسي في قيام هذه الثورة كونه هو من قام بتلك التصرفات والابتزازات في حق السكان إلى درجة جعلتهم لا يستطيعون تحمل المزيد من الضغوط.

– من مسقط تحرك الأسطول البرتغالي إلى هرمز وعند الوصول إليها استطاع القائد “لوبوفاز ” إخضاع المدينة لحكم البرتغاليين مرة أخرى، وبذلك تم إجهاض الثورة والقضاء عليها بعد أن ظلّت مشتعلة لمدة سنة.

– وهنا يجب أن نشير بأن سبب فشل الثورات في المدن العمانية هي كثرة الطامعين والراغبين في السيطرة عليها فهناك البرتغاليون، والهرمزيون، والجبور، مما يضطر الحكام المحليين إلى التحالف مع أحد الأطراف والطرف القوي هنا هم البرتغاليون فعلى سبيل المثال: عندما أراد حاكميّ مسقط وصحار الانفصال عن التبعية الهرمزية تحالفوا مع البرتغاليين مع استمرار ملك هرمز بالتربص بالمدن العمانية لإعادة السيطرة عليها.

مقالنا القادم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن ثورة عام ١٥٨٠م.

المصادر: –
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي
في الخليج العربي والمحيط الهندي
(( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
المؤلف: –
أحمد بن حميد التوبي

– اليعاربة أمجاد وبطولات
المؤلف: –
د. أيمن محمد عيد

– دولة اليعاربة
المؤلف: –
د. عائشة السيار

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights