2024
Adsense
مقالات صحفية

المرونة والقدرة على التكيَّف

الدكتور: سعيد بن راشد بن سعيد الراشدي 21/ 4/ 2021 م

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد،،،
لقد تطور العالم بسرعة هائلة، وما زال في هذا التطور السريع والهائل، والمخيف في نفس الوقت، وإن لم نتعايش ونساير هذا التطور الهائل في كافة المجالات المختلفة في حياتنا اليومية والعملية التي نعيشها؛ فإننا بدون شك نكون متأخرين وفي آخر الركب.
في مقالنا هذا بإذن من الله وتوفيقه سوف نتناول جانباً مهماً في حياتنا بمختلف جوانبها، وجانب مهم كذلك من خلال هذا الزخم الكبير الهائل من التطور الذي تشهده مختلف قطاعات الحياة في هذا العصر- العصر الرقمي – الذي يتميز بالثورة المعلوماتية الهائلة والسريعة. نتناول مهارة من مهارات المستقبل في عصرنا هذا، ألا وهي مهارة المرونة والقدرة على التكيف لمواجهة كل التحديات التي يمكن أن تعترض مسيرتنا العملية بشكل ٍ خاص، وحياتنا اليومية اليومية بشكلٍ عام.
وهذه المرونة وهذا التكيف يتطلب منا الصبر والتحمل من أجل سير الحياة بكل يسر وهدوء ونظام؛ لُنحقق ما نصبو إليه. هنا يلزمُنا أن نعرجَ على مفهوم المرونة بصورة عامة وهي تتمثل في: مقدرة الفرد على التكيف ومعايشة الظروف التي يعيشها، أو يمكن أن تعترضه في حياته والتعامل معها بكل قوة واتزان وحكمة؛ مما يُولِّد لديه الطاقة والقدرة والتحمل على تجاوزها، ويحقق لنفسه ومجتمعه الخير والسعادة والرضا.
ونحن نعيش ضمن الإطار العالمي بمختلف أطيافه، وأفكاره المختلفة والمتنوعة وحسب أيدولوجيات كل فرد منا، يتطلب ذلك منا أن نحرص كل الحرص على امتلاكنا لمجموعة من الكفايات والمهارات التي يمكننا من خلالها التحكم والسيطرة على تلك الظروف والجوانب الطارئة التي يمكن أن تعترضنا، حتى نستطيع معايشة تلك الظروف، ونستمر في العطاء، والتطوير، والبناء، والتجديد لمختلف جوانب حياتنا ومجتمعاتنا.
هنا نجد أهمية هذه المهارة – مهارة المرونة – والتي يمكن لنا من خلالها تطوير مداركنا وأساليبنا في إعداد الخطط والبرامج التطويرية والتحسينية للمواجهة، وتحمل تلك الظروف والصعاب التي يمكن أن تمر بنا.

وتعتبر المرونة قاعدة أساسية في تبني الأفكار البناءة، وتقديم الحلول المناسبة لما يعترضنا من عوائق ومشكلات وأزمات، لذا فإن هذه المهارة هي من الجوانب المهمة لدى الكل منا، وكذلك العاملين في أي مؤسسة كانت؛ تسعى للنجاح وتحقيق أهدافها.

ومهارة المرونة تعتبر من المهارات الأساسية لمن يطلب النجاح في عمله، وحياته، من خلال قبول الأفكار الجديدة، والاستعداد التام لتعلم ما هو جديد. وكيف لا؟ ونحن نعيش في بوتقةً واحدة في هذا العالم الشاسع في كل شيء، في معارفه، وفي أفكاره، وفي تطوره التكنولوجي الهائل والسريع؛ وإن لم نكن مستعدين لتعلم ما هو جديد ونقبل به فإننا بدون شك لا نستطيع مجارات الآخرين، ولا يمكننا منافستهم للوصول للأداء الأفضل في أعمالنا أو حياتنا بشكل عام.

إن امتلاكنا لهذه المهارة المهمة – مهارة المرونة – وقدرتنا على التكيف تعتبر من المهارات الأساسية الواجب علينا امتلاكها، وخاصةً ونحن نعيش تحديات هذا العصر – العصر الرقمي- ولكي نستطيع مجارات هذا الزخم الهائل والسريع من التطور في كافة الميادين والمجالات؛ ولكي نستطيع العيش، وتحقيق ما نصبو إليه من أهداف.

وأخيراً يتبين لنا وخاصة ونحن نعيش هذه الجائحة العالمية جائحة “كورونا” أهمية تبنينا للمبادرات الفاعلة، والأساليب العلمية الجديدة وخاصة منها التي تعتمد على توظيف التقانة الحديثة في تعاملاتنا اليومية والعملية، وأن نكون مستعدين بشكل كبير وفاعل لهذا التغيير والتطوير والتحسين، ويجبُ علينا التحلي بالمهارات اللازمة للتكيف مع هذا الوضع المعيشي السائد في العالم أجمع في ظل تداعيات هذه الجائحة، لما لذلك من جوانب إيجابية كبيرة تعود علينا، ومجتمعاتنا، وأوطاننا بالخير والسعادة والرفاهية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights