المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))

أحمد بن علي المقبالي

الجزء التاسع: –
تناولنا في هذا الجزء معلومات مهمة عن الهجوم البرتغالي على صحار وخورفكان العمانيتين وغيرها من المدن العمانية.

الجزء العاشر: –
كان عن الإدارة البرتغالية للمناطق المحتلة.

الجزء الحادي عشر: –
مقالنا اليوم إن شاء الله تعالى عن ثورات العمانيين ضد الاحتلال البرتغالي البغيض.

👈 ثورة عام ١٥١٩م

– طبيعة الشعوب الحرة أن لا ترضخ ولا تستكين لأي غاصب لأرضها لذلك فالثورة ضد المستعمر شيء طبيعي في حياة البلاد المحتلة ولذلك فقد عاش البرتغاليون في المدن العمانية على فوهة بركان قابل للانفجار في أي لحظة.

– كانت مدينة قلهات ترزح تحت الاحتلال البرتغالي البغيض لذلك كان لابد من ثورة ترفع هذا الظلم والجور عن كاهل السكان الذين يرزحون تحت وابل من الضرائب والاضطهاد والتعسف والتدمير لبناهم التحتية.

– عام ١٥١٩م قامت ثورة في مدينة قلهات بقيادة حاكمها شهاب الدين فتم مهاجمة الجنود البرتغاليين وهوجم كذلك البحارة على ظهر السفن الحربية وشملت هذه الثورة الموظفين الإداريين كجباة الضرائب وغيرها من المهن الأخرى.

– صدرت الأوامر إلى قائد الأسطول البرتغالي في الخليج بإخماد الثورة واعتقال الرأس المدبر لها وهو حاكم المدينة الشرعي شهاب الدين ونقله إلى هرمز.

– تم إضافة عشر سفن إلى الأسطول البرتغالي الذي انطلق فور تلقيه الأوامر باتجاه قلهات التي وصلها بعد غروب الشمس فأنزل قوة صغيرة من الجنود وحدد لها هدف اعتقال حاكم المدينة شهاب الدين.

– أخذت القوة البرتغالية تتلمس طريقها إلى بيت حاكم المدينة لاعتقاله غير أنها وقعت في كمين نصبه لها العمانيون الذين كانوا على ما يبدو يراقبون التحركات البرتغالية بدقة، واستطاعت القوة العمانية من صدّ التسلل البرتغالي، فقد كان العمانيون متفوقون بالعدد والعتاد فلجأ المهاجمون إلى بعض البيوت فقام المقاومون العمانيون بإحراقها.

– استمر القتال العنيف طوال الليل وبعد خسائر فادحة تمكن من بقي من الجنود البرتغاليين من الانسحاب والعودة إلى سفن الأسطول البرتغالي بعد أن جاءتهم نجدة من بحّارة الأسطول البرتغالي.

– كذلك قام العمانيون بتحييد الأسطول البرتغالي فنلاحظ بأن المدينة أصبحت خارج مدى المدافع البرتغالية فلم تقُم سفنهم بأي عمليات حربية ولم تقصف المدينة كما هي عادتهم دائماً ولهذا تفوق العمانيون على البرّ ولكن لم تذكر المصادر التاريخية ما هو العمل الحربي الذي قام به الثوار العمانيون حتى أبعدوا سفن الأسطول البرتغالي إلى عرض البحر لدرجة أصبح فيها عاجزاً عن القيام بأية عمليات قتالية.

– فشلت المحاولة البرتغالية لإعادة السيطرة على المدينة ولم يستطيعوا القيام بأي عمل من شأنه أن يحقق مهمتهم فقد كان الثوار العمانيون على درجة عالية من اليقظة والانتباه لكل ما يبدر من البرتغاليين من محاولات، وعليه وبعد أن يئسوا من تحقيق أي شيء انسحبوا بعد أن فقدوا قتلى وأسرى وكان عدد الجرحى لديهم كبيراً.

– تحررت مدينة قلهات من الاحتلال البرتغالي ولم تستطعع القوات البرتغالية استعادتها واستمر هذا الوضع إلى عام ١٥٢٠م عندما اضطر نائب الملك في الهند ديجول لوببز دي سكوير للتدخل بشكل شخصي فخرج على رأس أسطول مكون من ثلاث وعشرين سفينة وصلت إلى ميناء مسقط وبعد التحقق من الأحداث جرت مفاوضات على ما يبدو مع القلهاتيين وتمكن من الوصول إلى تسوية ترضي الجميع القلهاتي والبرتغالي ومن خلال هذه التسوية تم إطلاق سراح ١٥ أسيراً برتغالياً كانوا في قلهات.

– وبهذا انتهت ثورة عام ١٥١٩م بعد أن لقّن الثوار العمانيون المحتلين البرتغال درساً لن ينسوه أبد الدهر.

مقالنا القادم إن شاء الله تعالى سوف يكون عن انتفاضة عام ١٥٢١م.

المصادر: –
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي
في الخليج العربي والمحيط الهندي
(( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))
المؤلف: –
أحمد بن حميد التوبي

– اليعاربة أمجاد وبطولات
المؤلف: –
د. أيمن محمد عيد

– دولة اليعاربه
المؤلف: –
د. عائشة السيار