ابتسم للحياة
ريحاب أبو زيد
نعم ابتسم للحياة … الحزن لا يغير من الواقع شيئاً، لكن الابتسامة تفتح واقعاً جديداً. نعم هذا واقع لا بد أن نعترف به، والابتسامة برغم الصعاب والتحديات التي نواجهها في الحياة تريح النفس، لذا أول شيء يجب أن نفعله في الصباح أن نبحث عن شخصٍ يجعلنا نبتسم؛ لأن الابتسامة دائماً ما تصنع يوماً أفضل. فالابتسامة الرائعة هي التي تقول للحزن لا ولن تغلبني؛ لأنها قادرة على أن تذلل الصِّعاب.
الابتسامة لا تعني أننا في حالة من السرور والسعادة، بل تعني أننا في حالة من الرضا بقضاء الله وقدره، فمن تعرض في يومه لموقف محزن أو ضغوطات عمل فلا يستسلم لمثل هذا الشعور الذي يؤثر سلباً على نفسية وصحة الإنسان، بل يجب على من لا يرى في يومه ما يستحق الابتسامة فليغلق عينيه بضع دقائق ليعلم أن رؤية النور وحدها تستحق الابتسامة، والشكر لله تعالى .
بالابتسامة سنجد أنّ الحياة لا تزال جديرة بالاهتمام، وأحياناً السعادة والفرح هما مصدر الابتسامة، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تكون الابتسامة مصدر فرح وسعادة للاَخرين . فالوجه المبتسم شمس ثانية تنثر الدفء والحب لمن حولنا، فكل ابتسامة تجعلك أصغر بيوم.
جذبني مقال بعنوان (ابتسم للحياة) للكاتب أحمد أمين حيث قال: (لا شيء يضيع ملكات الشخص ومزاياه كتشاؤمه في الحياة، ولا شيء يبعث الأمل، ويقرب من النجاح ويُنَمِّي الملكات، ويبعث على العمل النافع لصاحبه وللناس، كالابتسام للحياة) فما أجملها من كلمات تعني الكثير والكثير.
لا يجب أن يستسلم الإنسان للحزن، فالإنسان ولد على الفطرة وبطبعه باسماً لولا ما يتعرض له من أذى وشر وأنانية وغيرها من الظروف المختلفة، فبمقدوره أن يتغلب على ذلك كله، والابتسامة سلاح قوي في وجه الغضب، وإبعاد الشر ونشر الحب والسلام، فبرغم ما نتعرض له من الآلام في مسيرتنا الحياتية فمن الجميل أن نرسم الابتسامة على وجهنا ونزرعها في قلوبنا برغم الحزن، فمن المؤلم جداً أن تكون الابتسامة على وجهنا وأن نفتقدها في قلوبنا، فلا ننسى أن سر نجاح الإنسان في جميع مجالات الحياة العملية والعلمية الابتسامة، ولا ننسى كذلك بأن “تبسمك في وجه أخيك صدقة”.