المدرسة حياة..ثقافة الأفراد (3)
د.محمد بن أحمد بن خالد البرواني
محمد للاستشارات الادارية والتربوية
alnigim@gmail.com
ويمثل الفرد الوحدة الأساسية التي يحدد سلوك المنظمة، وفي ضوء السلوك الذاتي للفرد يمكن للمنظمة تحقيق أهدافها المبتغاة، كما أن ارتباط الفرد بالعمل يعد استجابة لمتطلباته وتفاعلاً مع الآخرين؛ إذ يعد مصدرا أساسياً للسلوك التنظيمي، لذلك فإن سلوك الفرد يتسم بالتفاعل والتكامل مع أنشطة المنظمة، وأشار شتربرنارد إلى أن هناك الكثير من الدوافع التي يتطلب من الإدارة الاهتمام بها بهدف التأثير على سلوك الفرد كالرغبة في التمييز، رغبة الارتباط والانتماء بالآخرين، ورغبة المشاركة في القرارات، كما أوضح أن هذه الدوافع لا تعمل مجتمعة للتأثير على السلوك، وتختلف فيما بينها من حيث وزنها النسبي في التأثير، فطالما هي كذلك فإنه لا يمكن للمنظمة تحقيق الإشباع التام لها، إنما يتوجب الأمر استخدام كافة الأساليب للتأثير على السلوك وذلك بتحليل الدوافع من وقت لآخر، وأن لا تفتقر النظم على الحوافز الإيجابية بل للمنظمة الحق أيضاً في استخدام الوسائل السلبية لتحريك السلوك؛ لأن الفرد في نظر برنارد هو المستفيد الاستراتيجي في التنظيم.
يقوم العاملون في المنظمة بأداء أعباء وواجبات ومسؤولية وظيفية ومهنية معينة بغرض تحقيق هدف أو أهداف محددة طبقاً لأساليب وإجراءات معينة، وضمن أخلاقيات وسياسات المنظمة، لذا فإن أداء هذه القوى البشرية هو الذي يحدد مستوى الكفاءة العامة للمنظمة ويحدد قدرتها على القيام بالأنشطة والأعمال المخططة لها، وتحقيق الأهداف الموضوعة لها.
إن ما يؤرق الفرد قلة الإستفادة من الخبرات في المؤسسات التعليمية، ووضعها في المكان المناسب وفق مؤهلاتها وإمكاناتها وبمقدار ما تمتلكه من مهارات تساعدها على العمل وتحقيق أهداف المؤسسة بشكل عال، إن مثل هذه الدوافع تدعو بالتقليل من شأن الأفراد وتوجه الآخرين في المؤسسة ممن لا يملكون الكفاءات والمهارات على التسلق، مما يجعل هذا الأمر الثقافة الجديدة التي تمارس في المؤسسة، والتي تعتبر أن التسلق والوصول إلى مناصب أعلى فتسود وتصبح سائدة في هذا المجتمع، فلا يصبح همّ الأفراد تحقيق رغبات الوطن وتطوير جوانب التعليم ومهاراته، بل المصلحة الشخصية، فيصبح التنافس على نيل الحُظوة أولوية قصوى، فتنهار المؤسسة داخلياً وإن أظهرت تماسكها خارجيا.
إن أكثر الأساليب شيوعاً لنيل الحُظوة هو التقليل من شأن الآخرين بإرسال الرسائل السلبية عنهم دون أن يجشم المسؤول نفسه الصعاب في اكتشاف الحقائق؛ لأنه ببساطة لا توجد لديه القدرة الكافية على ذلك، ولا تتوافر لديه المهارات اللازمة والتكنيكات الإدارية التي يستطيع من خلالها متابعة الأفراد ومعرفة سماتهم ودوافعهم ونشاطاتهم.
لم يحزنني إلا قيام المؤسسة بتصميم البرامج التي تسهم في التطوير، وتعتمد نقاط القوة والضعف والفرص المتاحة والتحديات وفق نظام علمي يسمى نظام (سوات ) وفي النهاية لا يكون ذلك مرجعاً لقياس الأفراد ومجهوداتهم، بل يكفي السماع عنهم وتزكية الشللية.
لا يتحقق النجاح إلا باختيار القادة الذين يحملون فكر الإخلاص لمصلحة الوطن وليس لمن يحبهم الرفاق أو تقرّبهم المصلحة والنفاق.