العلاقات العمانية السورية تتعمق جذورها
خليفة بن سليمان المياحي
عُرفت السلطنة ومنذ القدم بمصداقية تعاملها مع الأشقاء والأصدقاء، وهي دائمًا على الحياد، وتسعى لرأب الصدع، وجمع الكلمة ليعيش العالم في أمان واطمئنان، واستمر نهجها القويم الداعي إلى السلم والسلام بشكل مستمر، ومع بداية النهضة العمانية في عام ١٩٧٠م والتي أرسى دعائمها السلطان الراحل / قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – وهي تسير بنفس النهج، بل زادت علاقات السلطنة الخارجية وكان ولا زال وسيظل لها رصيد كبير من العلاقات، سواء مع الأشقاء العرب أو مع الاصدقاء في بقية دول العالم.
وها نحن نعيش العهد المتجدد لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان / هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- ولا زلنا نمضي بنفس المصداقية، والنهج الذي يجمع الأطراف، ولا يفرّق ويلمم ولا يشتت، فعمان حريصة كل الحرص على علاقتها الأخوية مع جميع دول العالم، وخاصة الدول العربية والاسلامية الشقيقة، ويظل موقف عمان ثابت وعلى مسافة واحدة، بين الجميع وأقرب مثال إلى ذلك، العلاقات العمانية السورية العميقة، فالسلطنة ظلت مُحافظة عليها رغم كل الظروف التي مرت بها الشقيقة (سوريا)، فلم يتغير موقف عمان وظلت علاقتها مستمرة بها، وكل يوم العلاقة تتعمق، وتتقوى لتظل دائماً صلبة ومتينة، وما زيارة معالي وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى السلطنة بعد تسلمه لمنصبه خلفاً للوزير الراحل وليد المعلم إلا ترجمة حقيقية لحرص الشقيقة سوريا لتكون عمان أول محطاتها في الزيارات لتتاح فرصة للشاور والتفاهم لما يعود بمصلحة البلدين والأمة العربية والإسلامية.
إن هذه الزيارة في حد ذاتها تعطي مؤشراً إيجابي كبير لانطباع الجمهورية العربية السورية الممتاز عن شقيقتها السلطنة، ولا شك أن التقارب السوري مع بقية الدول يعد بدء الانطلاق الحيقيقي لتوثيق العلاقات خاصة عقب الظروف والأحداث التي مرت، وكون السلطنة قريبة من الجميع وتتمتع بعلاقات مميزة سيكون لها الدور الأبرز في تقريب وجهات النظر.
والدول عندما تكون في تفاهم مستمر وعلى انسجام تام فإن ذلك ينعكس إيجاباً على راحة الشعوب، وإيجاد المناخ الجميل الذي يسوده الأمن والأمان والسلم والسلام، وهذا هو النهج القويم التي تمسكت به السلطنة بفضل القيادة الرشيدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور -حفظه الله- الذي حافظ على العلاقات وزادها قوة ومتانة وعمق.