خلفان العيسري يمارس التجارة منذ أكثر من 60 عامًا
المضيبي – العمانية
في سوق المسيلة العريق بولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية ما زال المواطن خلفان بن محمد العيسري يمارس التجارة في دكانه المتواضع على الزاوية الشمالية الشرقية من السوق منذ أكثر من 60 عاما.
وعُرف العمانيون منذ القدم بشغفهم في التجارة وأنشأوا الأسواق وتنوعت تجارتهم وأسهموا في تحسين أوضاعهم الاقتصادية واقتصاد بلدانهم.
وقال خلفان العيسري: “بدأت ممارسة التجارة منذ أكثر من 60 عاما وتعلمت التجارة من عدد كبير من التجار المعروفين بسوق المسيلة في تلك الفترة واستطعت منذ تلك الفترة أن أهتم بالعمل في التجارة وأطوّرها بالرغم من أنه عند بدايتي حينها لم أكن متفرغا بالتجارة وكنت أمارسها كبقية التجار خلال فترة المساء وتحديدا بعد صلاة العصر وكنا نبيع عن طريق /التبريزة/ وسط سوق المسيلة حيث كنا نضع السلع في أوعية من السعف تسمّى “القفران”، أما في الفترة الصباحية فكنت أمارس بعض الأعمال التي كانت تناسب سني”.
وأضاف أن “السلع التي كنت أبيعها تتمثل في الدقيق والأرز والبن والسمن والبهارات المسمّاة “البزار” والملح والعوال وغيرها من المستلزمات الأساسية وكان يعتمد على المال أو المقايضة وهي استبدال السلع بسلع أخرى لتوفير الاحتياجات بما يحصل عليه نظير العمل الذي يقوم به فالحياة قديما كانت بسيطة جدا تأقلم المواطن معها بكل ارتياح وقناعة”.
ووضح أن ” معظم السلع التي كنت أبيعها في المحل من أسواق مطرح ونزوى واعتمدت على نفسي شخصيا في توفير هذه السلع حيث كنا نجلبها عن طريق القوافل التي تستمر عدة أسابيع حتى تصل إلى مسقط وأذكر أنه في بعض الأحيان تتوقف السلع خاصة الأرز لعدة أسابيع وكان المواطن في مثل هذه الفترات يعتمد على بعض المأكولات البسيطة مثل السمك المجفف “العوال” مع الرطب أو التمر” .
وبين أن ” الدَّيْن في تلك الفترة المسمى محليا “الصبر” لا يزيد على عشرة أيام وأحيانا تصل المبالغ لعشرة قروش أو بيسات معدودة ومن لم يجد المال الكافي ليقدمه للتاجر فانه يضطر أن يرهن ما لديه من مستلزمات”.