قرية الفراعة بوادي السحتن
إعداد ـ طالب المقبالي
قرية الفراعة هي إحدى قرى وادي السحتن بولاية الرستاق ، وهي واحدة من القرى التي شملتها مكرمات النهضة المباركة التي قاد مسيرتها جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، وتتواصل المسيرة في عهدها المتجدد بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله، حيث تتوفر الكهرباء وشبكة المياه وشبكة الهاتف ، كما تقوم الجهات المعنية بدورها في صيانة الأفلاج وتوفير الخدمات الأخرى أسوة ببقية القرى في وادي السحتن .
وتعتبر قرية الفراعة من القرى الجميلة التي تحافظ على طابعها التراثي الجميل، فيوجد بها مسجد أثري يعود تاريخ بنائه إلى عام 1317هجري حسب رواية الأهالي، وتقع القرية على حافة جبل شمس وتتمتع بمناخ معتدل صيفاً حيث تنساب المياه من أعالي الجبال وتشكل لوحة بانورامية جميلة بالتناغم مع الخضرة، وتتميز القرية بالزراعة وتتمثل في زراعة النخيل والليمون وأشجار المانجو والسفرجل والموز وكثير من الفواكه التي تجود بها القرية .
كما تتميز القرية بطابعها العماني القديم فتقع منازلها بمحاذاة الجبال وبارتفاع يكسبها منظراً متميزاً ، ويتم الصعود إلى منازل القرية عبر سلالم مبنية من الحجارة لمسافات بعيدة تضفي عليها جمالية أخرى .
وتنقسم مساكن القرية إلى ثلاث تجمعات، وهي حارة أولاد سعود، والغابة والحجرة، وتتميز القرية بجوها المعتدل صيفا وذلك لقربها من جبل شمس، كما أنها تتميز بوفرة المياه وعدم تعرضها للجفاف كون أفلاجها داودية.
ويوجد بالقرية طريق مشاة يربط مسفاة العربيين بولاية الحمراء عبر سلسلة جبل شمس، وكان الطريق قديماً يعج بالحركة لكثرة مستخدميه.
وكان يعتبر شرياناً رئيساً يربط محافظتي جنوب الباطنة والداخلية وخاصة في تلك الحقبة عندما كانت نزوى مركزاً للإمامة.
وتعتبر قرية الفراعة من القرى التي تنشط بالسياحة حيث تحضى بتوافد أفواج سياحية من المواطنين والمقيمين.
ويقول علي بن عباس العجمي مدير إدارة التراث والسياحة بجنوب الباطنة: أن قرية الفراعة من القرى السياحية الجميلة بطبيعتها التي تتنوع فيها مقومات السياحة البيئية والتراثية، وتمتاز بمناخ معتدل جميل، وتستقطب الزوار من مختلف أنحاء السلطنة، والوزارة تشجع الأهالي لإقامة مشاريع سياحية والتي تتلاءم مع طبيعة المنطقة كبيوت الضيافة أو النزل الخضراء أو أي نوع من أنواع النزل الإيوائية.
والوزارة تشجع على إقامة مثل هذه المشاريع، وتسعى جاهدة لتذليل الصعاب التي تواجه المستثمرين في هذه المشاريع.
أما عبدالله بن سعود العبري من سكان قرية الفراعة يقول:
لقد زار القرية عدد من المسؤولين وعلى رأسهم معالي وزير السياحة سابقاً، فالتقى معاليه بأهالي القرية واستمع إلى مقترحاتهم ومرئياتهم فيما يتعلق بالسياحة .
ويأمل الأهالي أن تحضى القرية باهتمام خاص من وزارة التراث والسياحة في ظل العهد الجديد لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله.
ومن بين الأعلام الذين تفخر بهم قرية الفراعة الناسخ والعالم الروحاني مسلم بن شطيط العبري الذي كتب عنه كثير من الباحثين ومن بينهم الباحث الدكتور حمد الذهلي.
وقرية الفراعة هي واحدة من القرى العديدة من وادي السحتن الذي عرف قديماً باسم مندوس عُمان.
وتأتي تسمية وادي السحتن بمندوس عُمان كون الوادي يمتاز بالزراعة، حيث تنشط الزراعة في قرى الوادي لا سيما الذرة والقمح والحنطة والحمص واللوبياء والثوم والبصل والليمون والسفرجل والأعلاف وغيرها من المنتجات التي تصدر لسوق الرستاق الذي يعتبر قديماً ملتقى التجارة من الرستاق والجبل الأخضر وساحل الباطنة، ليجد المشتري حاجته في هذا السوق كل حسب حاجته، مما كان يشكل اكتفاء ذاتياً من البضائع وخاصة تلك المستوردة من مندوس عُمان ، كذلك تشتهر قرية الفراعة كغيرها من قرى وادي السحتن بتربية النحل ، مما أكسب الوادي شهرة في جودة عسل النحل بمختلف أنواعه وألوانه وطعمه وذلك بسبب وجود المراعي الطبيعية خاصة أشجار السدر والسمر، كذلك يهتم الأهالي بتربية المواشي والأغنام التي تنتج اللحوم ومشتقات الألبان .
ويمارس الأهالي في مختلف قرى وادي السحتن بعض الصناعات التي كان وما زال يمارسها بعض سكان الوادي كالغزل والنسيج وصناعة السيوف والخناجر وبعض الأدوات الزراعية إضافة إلى صناعة السعفيات والتي وجدت اهتماماً خاصاً من خلال مركز النخلة بالرستاق التابع لهيئة الصناعات الحرفية سابقاً.
ويأمل الأهالي في مواصلة دعم هذه الحرف والصناعات للمحافظة عليها من الاندثار.