2024
Adsense
مقالات صحفية

ألِهذا وُجدت قنوات التواصل الاجتماعي؟

سعيد بن أحمد القلهاتي

مِما لا شكّ فيه أنَّ وجود مختلف القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي أو بما يسمى ب “السوشيال ميديا” على الساحة الحياتية في أوقاتنا المعاصرة قد وُجدت لأهدافٍ ساميةٍ وغايات نبيلة؛ حيث يُقصد منها بالدرجة الأولى تنفيذ وتقديم العديد من الخدمات الجليلة دون تعب ولا عناء، إذ سهّلت بدورها عليهم الكثير من المشقّة، واختصرت الجهد والمال، وأصبح مستخدم هذه القنوات ينجز العديد من الخدمات سواء كان داخل البلاد أو خارجها، وهو لم يكد يبرح مكانه الذي يجلس فيه.

وأما ما تحمله الدرجة الثانية من مقاصد وغايات لوجود هذه القنوات فهو أنبل وأسمى؛ إذ يتم بواسطتها سهولة التواصل والاطمئنان على بعضنا البعض ، فللّه الحمد والمنة على هذه الخدمات الجليلة التي يقدمها بنو البشر لبني جنسهم والتي تُعتبر من نِعَم الحياة حقيقةً.

لكن للأسف الشديد هناك من أساء استخدام هذه القنوات أو الوسائل ، وسخّرها فيما لا يرضي الله عز وجل ، وبما يلحق الضرر بالآخرين ، حيث تعددت أساليب هؤلاء المستخدمين ، فتجد من استخدم إحدى القنوات في المناشدات الملحّة لطلب المساعدات المالية ، واصفاً شخصه بالحالة الضعيفة البائسة التي لا تكاد تجد قوت يومها ، والعاقل اللبيب لا يصدق أنه يوجد الآن من لم يجد قوت يومه ، وفي كلا الحالات الله هو العالم بالمقاصد التي تكمن وراء ذلك ، وتجد آخر من يعلن تقديمه لمساعداتٍ وهِبات وصدقات مالية تقرباً بها لله عز وجل عن روح إحدى القيادات التي غادرت الحياة الدنيا ، وهذا بما يسمى بالفخ ، وتجد ذلك من يوهم المتابعين أنه من الشخصيات المرموقة على هذه البسيطة ، وأنه قائمٌ بأعمال إنسانية ، ويريد مبلغاً من المال قرضاً ، ليعيده بعد ذلك أضعافاً مضاعفة ، وهذا هو الآخَر عين النصب والاحتيال ، وهناك من يستخدم هذه الوسائل لنشر الإشاعات  ، وتجد ما هو أدهى وأمرّ من ذلك لدى الكثيرين ممن يُقدم على إنشاء حسابات بمختلف القنوات تحتوي هذه الحسابات على كل ما تحمله الكلمة من معاني الرذيلة والانحطاط، والتي تكون خادشة للحياء في كثير من الأحوال ينشرها في أوساط مجتمعات مسلمة، وآخَر من يتواصل من خلال هذه القنوات لبناء علاقات محرمة والعياذ بالله من كلا الجنسين ، ويستدرج من خلالها ضعفاء النفوس، وممن هم لا يدركون خطورة هذه العلاقات، وعملية التواصل، وبالتالي يقعون في فخ التهديدات وسط طلب المبالغ – فإلى أين يا ترى تسير بنا الحياة ونحن في هذه الأوضاع المزرية؟

والسؤال المتكرر الذي يطرح نفسه دائماً وأبداً ألِهذا وجدت هذه القنوات؟

أين الجهات المعنية بهذا الأمر من هذه المآسي؟ أليس بمقدورها القيام بحذف هذه الحسابات منذ الوهلة الأولى لإنشائها؟ لأنها بتدخّلها هذا لا شك أنها ستحمي بذلك أناساً أبرياء لم يفقهوا كثيراً من الأمور لا سيما باستخدامهم أجهزة الهواتف الذكية المتطورة ، من شرور هؤلاء الذين انعدم بهم الضمير الإنساني الحيَّ.

نسأل الله عز وجل العفو والعافية والمعافاة الدائمة التامة في الدين والدنيا والآخرة.

والله الموفق لما فيه الخير والصلاح.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights