تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم
د. مسلم بن سالم بن محمد الحراصي
باحث في الموارد البشرية والقضايا التعليمية
شهد العصر الحديث تغيرات ملحوظة ومتتالية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخداماتها في شتى جوانب الحياة ومنها المجال التعليمي؛ وبذلك فرضت تلك التغيرات آثارها على ميدان التعليم وإدارته بما يحقق أهدافه وفق الوضع الحالي مما دفع القائمين والمسؤولين إلى بذل الجهد المضاعف تطلعاً إلى مواكبه التغيرات، وإبراز الدور المهم للتعليم؛ حتى يستطيع كل فرد القيام بمهمته التي أوكلت إليه سواءً المسؤول أو المعلم أو الطالب أو ولي الأمر، وهذا ما شكل التناغم والتشارك الإيجابي بين كل هذه الفئات لتحقيق العمل المشترك والجهود الموحدة رغبةً في تسهيل دخول التكنولوجيا في جميع أطياف المجتمع وسلاسة استخدامها وتجويد الدروس المقدمة من المعلمين والمعلمات، وحسن إدارة الأنظمة والوسائل والأدوات المستخدمة من قبل المختصين، كل ذلك له أثر مهم ورئيس في إيصال التعليم للجميع والارتقاء بالأداء التكنولوجي الفعال والممارسات المتعلقة به، وقد أوصت كثير من الدراسات والمؤتمرات إلى توسيع استخدام التكنولوجيا في التعليم وعدم اقتصارها على مستخدمي الحاسوب والمختصين، كما أشارت أن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أثر في تحسين جوده التعليم (ضيف الله، 2017)، مما يتطلب التوجه إلى تدريب المعلمين بهدف إكسابهم الكفايات المهمة والضرورية التي تمكنهم من استخدامها، كما تزودهم ببعض الاستراتيجيات التدريسية الحديثة للتعليم باستخدام التكنلوجيا وتكسبهم المهارات التدريسية المتوافقة مع الدروس؛ لذا فإن معلم المستقبل هو القادر على امتلاك هذه المهارات والتعامل معها واستخدامها في أي وقت وأي مكان، كما يصبح قادراً على تنمية المعارف والمهارات والاتجاهات لدى طلبته وفق المستجدات والعصر الحديث، وبما يواكب تطلعات المستقبل ومتطلباته الاجتماعية والعملية آخذاً بهم إلى عالم جديد يوسع لديهم مدارك التفكير والبحث العلمي باعتباره جزء مهم، وقاعدة أساسية ينطلقون منها إلى تحقيق الأهداف الشاملة.