قبلة الأمنيات
خولة محمد
أتوق شوقاً لرؤيتكِ يا قدس
كأنها الأمنيات أنحنت إجلالاً لكِ
لأجل أن تتجلَّيَّن في سمائي
هالة نورك الهائلة، جعلت بقية النجوم تتوارى وتخفت
لتبقى شمسكِ يا قدس منارة ساطعة تتجه إليك جل الأماني
أراكِ في عالمي قطباً شمالياً ينجذبُ نحوه جنوبي لتتلاقى الأضداد يا قدس
لتتحد الرغبات وتتضامن
قبلة الأمنيات أنتِ يا قدس
نحوك تتجه
طالما بُتِرَت لكنها تسعى لأجلك ولو حبوا
تتسطر الحروف شغفاً لذهبية قبتك
لباحات مسجدك
لممرات الحجارة التي تنام عليك وطالما غبطتها لأنكِ طوقتِها
فلتحضينني يا قدس كما تفعلين بطيورك ونسماتك
التي ترتقي وترفرف مع أصوات مآذنك
فليشهد من يقرأني إني وجهت قلمي لأجل أن تُذْكري
وطوَّعت حروفي التي تنقلب ذهباً عندما أخط اسمك يا قدس
واستفرغت مشاعر أملي لأحكي أمنيتي بتحريرك
فإنه بئس الذكريات تذكُّر أسركِ يا قدس
أتقلَّب أرقاً على سهامِ غارات أعدائك
وأتحرَّق بقذائفِ الدبابات في وجوه العزّل المنتصرين
حرف السين في تحريرك
احترت هل أراه تسويفا
أم أراه تفاؤل وحسن ظن
كلما خلعت الأمة العزة كسوتيها بصمودك يا قدس
تحيكين ثوب النصر ليرتديه فرحاً عالم خذلك
من الذي نجح في مواراتكِ خلف الوجهات يا قدس
تناسوا مجدك لأجل تراب لأجل سراب
من سيعيدك يا قدس في أول قائمة المهام؟
لو كلماتي تحرركِ لستنزفت جل حبري لأجلك
لو البكاء يعيدك لأصاب البياض عيني حزناً عليكِ
لو الرثاء يحيي شهدائك لجعلت كل أيامي عزاء لذكراهم
عزائي يا قدس حروفٍ مُنْهكة وقلباً ينبض بإسمك يا حرة
! سؤالي أين أمتكِ يا ذهبية القبب والهمم
أتخطفتهم الحياة فأهلكتهم
كما خشى عليهم قدوتهم صلى الله عليه وسلم! أم هم موتى بأجساد تتنفس
عتبي لإحياء هممهم وليس لقتلها
فقط أفيقوا لأجل قبلة المسلمين الأولى
والله من وراء القصد