2024
Adsense
أخبار محلية

( #فُــؤادِيــات_ )

فؤاد آلبوسعيدي

*إفتح عينيك جيداً وأنت تنظر من حولك فما تراه أنت بعينيك قد لا يراه غيرك بمثل ما تراه أنت بعينيك، وكن حكيما مع ما يراه عنك الآخرين فليس كل ما تراه أنت منهم هو الصواب ولا كلّ ما يراه الآخرين عنك هو الصّواب، إنتبه فإنّ ما قد تراه أنت في شكله ومظهره عظيماً وجميلاً..قد يكون في لسان غيرك أمراً بلا معنى وربّما شيئاً مملوءاً بالطاقات السّلبية ومصطلحاتها الأخرى المختلفة.

*الكذب قد نضعه في مرتبة الخيـبة الكبرى عندما يكون المقصد من تغيير الحقائق بل حقيقتك التي تعرفها أنت عن نفسك هو فقط أن يكون مقصدك من ذلك التّزييف محاولة تقديم نفسك للناس بشخصية ربما تكون مثالية في حساباتك فتظهرك بتطبّعٍ شكلاً وقولاً أمامهم بمظهر مختلف عن شخصيتك المعتادة والحقيقية عند الجميع، تذكّر إن خشيت أن يعلم الناس عن شخصيتك الحقيقية ربما الأفضل الصّمت المطبق تماماً حتى يعرف الناس عنك بأنفسهم بدلاً من تحدثك بكلمات تصفك وهي لا تنطبق عليك في الواقع.

*واقعياً بعض الأمور الدنيوية تكتسب من خلال الشخص نفسه ولا تدخل في أحكام وقوانين المواريث فلا تورّث مع موت من كان يمتلكها ولا تعطى كهبات ومُنح مثل الأموال والعقارات وغيرهن من الماديات المختلفة، تلك الأمور إن إكتسبتها بنفسك وبمجهودك أنت وأنت فقط فإنّ الكلّ سيشير إليك بالبنان، وفي الجهة الأخرى هنالك كذلك أمور أخرى إن ورثتها من أهلك أكان أباك أو جدّك أو ربّما غيرهم فلن يقول الناس عنك (أنت) بل سيقولون كان أباه أو جدّه كذا وكذا، وكمثال على ما يكتسب (العلم والأدب والأخلاق) فهي أمور يكتسبها كلّ شخص بنفسه فيفتخر ويُفتخر بها.

*كلّما نظرت وسمعت وقرأت إلى البعض كلّما تذكّرت براءة الأطفال وهم يكثرون في إلتقاط الكلمات والأفعال من النّاس المحيطون بهم دون أن يفهموا أو يعوا شيئا من معاني تلك الكلمات ودون أن تكون تلك الأفعال تليق بهم، هنالك من يغيب عنه الإدراك فلا يزال لا يدرك بأنه ليس كل ما يراه أو يسمعه من غيره من هنا ومن هناك قد لا يكون لائقاً لا به ولا بكيانه ومجتمعه الذي يعيش فيه، فما تراه هناك في الشرق البعيد لا يمكنك جرّه جرّاً إلى تلك الجهة الغربية التي تسكنها، للأسف أحياناً قد نعتب على أحدهم عندما نراه ونسمعه في تواصله اليومي يستخدم بكثرة كلمات ومفردات غريبة ودخيلة علينا دون أن يفقه ويفهم شيئاً من معانيها الحقيقية كمثل كلمة (الهيلاج أو الهيليج) وهي كلمة مستوردة من بيئات مختلفة وقد إستخدمت لوصف أحداث معينة وأناس عاصروا فترة ماضية زماناً ومكاناً، إذا عليك بالحذر والإنتباه جيّداً فقد يكون ما تستخدمه في لغتك من كلمات أخذتها من مكان ما لوصف الآخرين ولو كمزاح هو من أدق الأوصاف التي تتصف أنت بها دون أن تعلم، فقم بتذكير أنفسنا دائماً بأنّه حتى تلك النسمات الباردة التي تأتينا أحياناً ونحن في الهواء الطّلق لا يجب علينا أن نقوم بشمّها في كلّ زمان ومكان فربّما بعضها تحمل معها روائح كربهة آتية من صناديق مياه المجاري -أكرمكم الله-، ولتكن نبيهاً وذكيّاً في إختياراتك فيما تأخذه من غيرك وتعلّم من الآخرين أفضل وأجود ما لديهم مُتجنّباً أن تكون مِلقاطاً لكلّ الأمور.

*البعض يهوى الحديث عن ⁧‫الكرامة‬⁩ وهو ربّما لا يعلم عن معناها بل وقد تجده في مجمل تعاملاته مع الآخرين يقترب من المشي متكبّراً فوق وعلى رؤوسهم، فاحذر أن تتحدث عن الآخرين بشيء يغيب عنك فإنّ فاقد الشيء أبداً لا يعطيه، وبمعنى آخر مساوٍ أو قريب منه..”كُـلاّ يرى النّاس بعين طبعه”، ⁧‫فالمثالية‬⁩ لا تكون كما تريد أنت ونظراتك الدّونية نحو غيرك.

*يكثر عند البعض الحديث حول وجود أوهام الطاقات السلبية الكامنة والمتناقلة من جهات وبشر أخرين تنتقل عند التعامل معهم والتحدّث إليهم، يزرع البعض وهم الطاقات السلبية في أنفسهم حتى يصلوا إلى أن يجعلوا كلّ حديث وفعل من شخص آخر ليس سوى طاقة سلبية هذا إن كان الحديث أو الفعل يخالف رأيهم ولا يعجبهم فيؤدي ذلك إلى أن يصيبهم بحالة من الإرتياب والهوس الدّاخلي الذي يترجم إلى الشعور بالخذلان في قلبه.

*عند الحديث عن الوفاء ربما سنقول لا بأس عليك أحياناً أن تقوم بربط حبل في رقبة كلب تملكه أي أنه يسكن معك كي يحرس دارك ويقودك إنِ إحتجت إليه في بعض المواقف فهو لن يقوم أبداً بتركك عند وقوع المخاطر ولن يقوم بعضّك عند جوعه بل سيبقى إلى جانبك حتى عند موتك أمامه وهو معك، لنتعلم الإخلاص والوفاء من ما يحيط بنا ويعيش معنا سواءاً أكان بشراً أم حتى شيئاً آخر، لنتعلم التمسك بمن منحنا وقته وخوفه علينا وعلى مصالحنا المرئية وتلك الغائبة عن مداركنا، ولتعلم بأنّه أكثرهم حثالة وحماقة هو ذاك الذي يتخلّ عنك لأنك أخبرته الحق وأردت له الخير في قولك، وكذلك الذي يقطع أحبابه فقط بعد أن يقدم له أحدهم كلمات النّصح والإرشاد وذلك لعدم وجود قناعة لديه بالصّواب.

*الحياة..الحياة..الحياة..!!! جميعنا لنا شغف كبير لهذه الحياة التي تداعبنا ونداعبها، فمرة هي تزفّنا إلى الأعلى ومرّة أخرى تعيدنا إلى الدّركات السّفلى من هذه الدّنيا، هي هكذا الحياة فلا نسلم من الأفراح التي تعطينا ولا نبرح من الأحزان التي تسقطنا فيها، هي دائرة مستمرة من حولنا فلا تجعل قسوة الحياة تلهيك كثيراً ولا تدعها أن تكون هي الحاكم المسيطر بينك وبين كلّ أحبابك، فلا تجعلها تنسيك من يحبّك بصدق ويهتم بك بحقّ.

*العلم نور، بالفعل فهو النور الذي سيريك المسارات التي تريدها أما إن كنت دون علم ودون مهارة ومعرفة فلتبقى كما أنت في محلّك ونطاقك الضّيق الذي يشعرك بالأمان دون أن تقوم بتجربة ما يقوم به غيرك قبل الحكم عليه، قد نرى دعوات البعض بعدم إتّباع ما يقوم به الآخرين وعدم السير جنبا إلى جنب في طريقهم معهم، حسناً ربّما الإنصاف هو أن يتعلم هؤلاء قبل ذلك العيش مع البقية في المجتمع قبل دعوة الأفراد إلى الشّذوذ عن ما تقوم به المجموعة أو ما السير إلى الجهة التي تمضي إليها القطيع، ليعلم البعض بأنه ليس كل ما تراه في غيرك هو الصّواب ولا كلّ ما يراه فيك المجتمع هو خاطئ.

*أحياناً نتكلم عن الظّروف كثيراً وكأنها دائما هي المحك الذي به نُسيّر كلّ الشؤون والأمور في حياتنا، نتحدّث عن كلّ المآسي والأحزان التي لا نملك السيطرة عليها وكأنها أبداً ما كانت ستحدث سوى نتيجة لما نحن قد نسميه ونصفه بعدها بالظّروف، إذا فلنعيد قليلا التفكير بالأمور قبل الحكم على ما حدث ويحدث وسيحدث لنا ولنقم قبل ذلك بسؤال أنفسنا من جهة مقابلة أو معاكسة.. “إن كان ما سيحدث لنا من أمور إيجابية نريدها كنّا كذلك سنقول بأنها حدثت بسبب الظروف التي ساعدتنا لنحقق ما نريد؟!”، إنّ الظروف التي نلقي عليها اللّوم في سيئات ما يحدث لنا نحن من إخترعها ونحن من مكّن لها الأجواء المناسبة لتسيطر على مقدراتنا وأهدافنا، الزّمان ولا المكان ليسوا أسباباً نلقي عليها اللّوم دائماً وكذلك ليس المحيطين بنا هم الدّغمة التي يجب علينا أن نتهمها بإفشال مخططاتنا وأهدافنا، من الخطأ إعتبار وجود أشخاص معينين في حياتنا هم تلك الظروف السيئة التي مررنا فيها.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights